لم يدر الشاب الذى لم يتخطى الثلاثين من عمره أنه سيفقد وقتاً طويلاً من عمره خلف أسوار السجون، بسبب لجوئه لطريق الشيطان، والاتجار فى المخدرات بمسقط رأسه فى مدينة دسوق.
مثل جميع الشباب الذين فى عمره ظل "ع.م" يحلم بمستقبل مشرق، وزواج من فتاة يحبها وإنجاب عدد من الأطفال، لكن تعجله فى كل شىء فى حياته، جعله يفقد الصواب، ويسلك طريق الشيطان.
مواد مخدرة
الشاب الطامح فى تحقيق الثراء السريع، قرر اللجوء لسوق الصنف، والاتجار فى الكيف، بحثاً عن المال بطريقة سهلة وسريعة، ليكون جواز السفر الذى يعبر به لعالم الكبار، ويرتدى أفخم الثياب ويستقل أفضل السيارات.
أحلام الشاب جعلته يدخل بقوة فى سوق المخدرات، ولم يفكر يوماً فى العواقب الوخيمة، ولم يدر أن السجن سيكون كلمة النهاية والمشهد الأخيرة ليقضى خلف جدرانه أفضل سنوات العمر، بعد القبض عليه وصدور حكم ضده بالسجن لمدة 15 سنة.
سجن برج العرب
السجين الذى يقضى عقوبته فى سجون برج العرب بالإسكندرية، أبدى ندمه على ما اقترفت يداه فى حق نفسه والمجتمع وأقاربه، قائلاً: "طبعاً ندمان، وكل يوم يزداد الندم، ولو عاد الزمان لكنت أشد التزاماً، لكن للأسف عقارب الساعة لن تعود للوراء".
وعن حياته داخل السجن يقول النزيل لـ"انفراد"، على هامش جولة برلمانيين وإعلاميين بسجون برج العرب، قضيت سنة واحدة من عقوبتى ويتبقى لى 14 سنة، وبدأت أتأقلم على الوضع الحالى، وكنت البداية صعبة وقاسية، فلم أتعود كتم الحرية وعدم التحرك إلا بحساب، لكن بدأت أتعود على النظام العام هنا.
ويضيف السجين أنا لاعب كرة موهوب وكان حلم حياتى أكون مثل "محمد صلاح"، لكنى للأسف لم أستجب لمبادرته "أنت أقوى من المخدرات"، وتاجرت فيها ودخلت السجن، لكن مصلحة السجون تسمح لى بالتريض ساعتين، من خلالهما أستطيع ممارسة الرياضة، وألعب فى منطقة خط النصف، ومازالت أحافظ على المستوى الرياضى وحلمى تطويره خلال الفترة المقبلة.
وحول المنظومة العامة بالسجن، يقول النزيل، هنا يتم الاهتمام بهوايات النزلاء، بالسماح للبعض بممارسة الرياضة أو القراءة فى المكتبة، فضلاً عن الاهتمام بالمنظومة الغذائية من خلال توفير 3 وجبات يومية، وهناك تطوير فى مستشفيات السجن لعلاج المرضى وفحص النزلاء باستمرار.