مدير تمثال نهضة أفريقيا لـ"انفراد": عبدالناصر أيقونة النهضة فى القارة السمراء ومصر راعية لحركات الاستقلال..ويؤكد: التمثال نجا من فتاوى الظلام وتهم الوثنية..و120 ألف زائر سنويا..وننظم معرض للثقافة المص

من أعلى قمة تل فى داكار عاصمة السنغال يقف تمثال النهضة الإفريقية بحجم يزيد عن تمثال الحرية فى نيويورك، شامخًا ناظرًا إلى المحيط الأطلسى، ومتطلعًا إلى المستقبل وما وراء البحار، ليحكى تاريخ القادة الأفارقة الذين توحدوا فى الماضى لدعم بعضهم البعض ضد الاستعمار الذى رفضوه وانتصروا عليه وكسروا قيود العبودية والضعف، ليمثل التمثال انطلاقة الحرية التى مروا بها ومازالوا يطمحوا إلى المزيد منها. وكشف حاورنا عبدولاي راسين سنجور، مدير النصب التذكارىلتمثال النهضة الإفريقيةالتابع لوزارة الثقافة السنغالية، روايات وحكايات التمثال والانتقادات التى وجهت إليه، حيث أشار إلى أن التمثال تم تدشينه فى عهد الرئيس عبد الله واد فى الذكرى الخمسين لاستقلال السنغال عن الاحتلال الفرنسى، ليكون رمزًا لحرية الشعوب الافريقية التى ناهضت من أجل الحصول على استقلالها ضد عقود الجهل والتعصب والعنصرية. وقال سنجور إن التمثال يرمز أيضًا إلى العائلة التى تمثل السنغال الحريص على قوة العائلة وتماسكها فهو عبارة عن رجل وامرأة، يحملان ويدعمان طفل فى تطلعه إلى المستقبل، وقد بدء العمل فى التمثال منذ عام 2002، واستمر بناءه حتى 2010. وأوضح سنجور، أن فور تدشين التمثال، لاقى الكثير من الانتقادات بدأت بفتاوى من قبل بعض رجال الدين بالسنغال، تطالب بتحطيمه، لكونه يتنافى مع معتقداتهم الدينية، "حسبما أكد سنجور"، مشيرا إلى أن الإسلام يتمتع به نحو 95 % من السنغاليين، وإن إظهار تكوينه البشرى كأنه وثنى وملابس السيدة فيه عارية لاتناسب الفكر الإسلامى. وأشار سنجور إلى انتقاد آخر لتكلفة بناءه الباهظة، والتى كان من الممكن أن يتم استثمارها فى شئ آخر لصالح السنغاليين، حسب قول المعترضين، حيث تكلف 28 مليون دولار، فى بلد تحتاج لبنية تحتية ورعاية صحية واجتماعية، كما أن عمال من كوريا الشمالية هم من شيدو التمثال، مما اثار حفيظة السنغاليين فى البلد التى تندر فبها فرص العمل. ولفت سنجور إلى أن السنغال كانت تتعرض لفترة قبل تدشين التمثال لأفكار الماسونية والحديث عنها ورفضها، وفور تدشين التمثال اعتقد البعض علاقته بهذه الأفكار فخرج رجال الدين الإسلامى للمساجد يدعون الله بحمايتهم من هذا الوثن كما أسموه من قبل. وأكد مدير تمثال نهضة أفريقيا، أنه وعلى الرغم من كل الانتقادات إلا أن الوفود من خارج السنغال وداخله تترد عليه باستمرار، مشيرًا إلى أن عدد الزائرين للمتحف نحو 60 ألف سنويًا، بالإضافة إلى زوار المنطقة الذين يبلغ عددهم 120 ألف ممن يقومون بالأنشطة المختلفة والاجتماعات التى من الممكن اقامتها هناك، مشيرًا إلى أن سفارات الدول تنظم أعيادها الوطنية عنده. وأوضح عبدولاى، أن رؤساء الدول الأفريقية يتوافدون على زيارة التمثال بكل فخر، كان آخرهم رؤساء دول مدغشقر وغانا وبوركينا فاسو، الذين عبروا عن سعادتهم بوجود رمز يدل على استقلال افريقيا كلها وليس السنغال فقط. وأكد مدير تمثال النهضة الأفريقية، قوة العلاقات بين مصر والسنغال، مشيرًا إلى وجود بعض المعروضات المصرية فى المتحف، والتى يقف أمامها السنغاليون كأنهم أمام الأهرامات التى لا تمثل مصر فقط بل واجهة لأفريقيا كلها. كما أشار إلى العلاقات القوية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السنغالى ماكى سال، وعملهم معًا من أجل الترويج لإفريقيا، مع اعتزازهم أفريقيتهم دائمًا فى مختلف المحافل الدولية. ولفت عبدولاى إلى مشاركته السفيرة نهى خضر، سفيرة مصر فى السنغال، إقامة معرض مصرى يبدأ من اليوم داخل متحف تمثال أفريقيا خلال الفترة المقبلة، لعرض تاريخ مصر القديم والحديث وثقافتها التى يعتز بها الجميع، وإنشاء معرض صور مناسب لكل الأحداث المهمة التى مرت على مصر. وأشار عبدولاى إلى وجود الجامعة الفرنكوفونية فى الإسكندرية، والتى يدرس فيها الكثير من السنغاليين، وكذلك المئات من الذين يدرسون فى الأزهر الشريف ويكنون لمصر الكثير من الاحترام، بما يؤكد وجود علاقات علمية قوية بين البلدين. وعن صورة الرئيس جمال عبد الناصر المعلقة داخل متحف تمثال النهضة الأفريقية، قال عبدولاى: لا نستطيع أن نتحدث عن نهضة أفريقيا من غير ذكر جمال عبد الناصر الذى دعم الرؤساء الأفريقية فى نهضتهم ومحاربتهم للاستعمار والعنصرية، فهو أحد القادة الرواد فى أفريقيا، مشيرًا إلى أن مصر كانت قبلة الراغبين فى الحرية ومسطرة لتاريخ أفريقيا. وأشار عبدولاى، إلى احتفاء متحف تمثال نهضة أفريقيا، مع سفارة دولة فلسطين فى السنغال بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الخامسة عشر لرحيل الزعيم الرمز "ياسر عرفات"، بمعرض فوتوغرافى مميز يروى مسيرة القائد التاريخى للشعب الفلسطينى من أجل إحقاق الحق والإنتصار ضد الظلم والإنكار الذى عاناه الشعب الفلسطينى طويلًا. ولفت عبدولاى إلى اعتزاز السنغال بالرئيس الفلسطينى الراحل، لزياراته المتعددة إليها، باعتبارها بوابة استراتيجية لفلسطين نحو القارة الإفريقية، حيث كانت أول الدول فى جنوب الصحراء التى اعترفت بدولة فلسطين وفتحت لها على أراضيها سفارة، مشيرًا إلى انقسام الصور الموجودة بالمعرض إلى جزئين ياسر عرفات فى السنغال، وياسر عرفات فى العالم. وأوضح عبدولاى، أن المتحف يعطى الفرصة لتعريف السنغاليين وغيرهم برموز السياسة فى كل أنحاء العالم بدورهم فى السلام والحرية، مثل مهاتما غاندى، وجمال عبد الناصر، وياسر عرفات وغيرهم من الموجودين بساحة المتحف، مشيرًا إلى أن لكل شخص منهم وجهة نظر قد يؤمن بها البعض والآخر يرفضها. وقال مدير تمثال النهضة الإفريقية، إن الشعب السنغالى تحرر بالفعل من الاستعمار، بقدرته على اتخاذ القرار والعمل مع الظروف السياسة المختلفة، مشيرًا إلى تواجد الشركات الأمريكية والأوروبية والفرنسية وغيرها في السنغال للعمل مع الشعب السنغالي، الذين يستفيدون هم أيضًا باكتساب الخبرات والمهارات بالخارج، ويعودوا إلى بلدهم لإفادتها. وأوضح عبدولاى، أن الاستعمار كان فى الماضى، ولكن الآن الشعوب والعالم فى انفتاح دائم على بعض، ولو رفضنا العمل معهم سننعزل ونتأخر.
































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;