"انفراد" فى جولة داخل متحف تمثال النهضة الأفريقية بالسنغال.. دشنه عبد الله واد ليمثل كرامة أفريقيا.. وطالب السنغاليون بتحطيمه.. مارتن لوثر كينج على جدرانه.. وتماثيل مانديلا وياسر عرفات أبرز المقتنيات

"أيها الزائر الإفريقي أو الأجنبي، إذا قادتك قدماك يوما إلى هذا النصب التذكارى، فكر في جميع التضحيات التي انتشلت إفريقيا من الظلام الذي امتد زمنا طويلا، من أجل غمرها بنور الحرية"، كانت هذه كلمات الرئيس السنغالى عبد الله واد، على واجهة النصب التذكارى الموجود أعلى تلة بداكار، و الذى أصر على إنشاء تمثال النهضة أفريقية فى قلب العاصمة داكاربالإضافة إلى متحف ملحق به، مطلًا على المحيط الأطلسى، بحجم أكبر من تمثال الحرية فى نيويورك، ليعبر عن استقلال أفريقيا كلها وليس فقط السنغال، ودشنه فى عيد استقلال السنغال ال50 بحضور 19 من رؤساء الدول الافريقية، ووفد من الحكومة الفرنسية، وممثلين عن نظام كوريا الشمالية. ويصل ارتفاع النصب التذكارى للنهضة الأفريقية 49 متر، ويعد أطول تمثال فى القارة الأفريقية ، وقد صمم هذا التمثال من قبل مهندس معمارى سنغالى الأصل و لكن البنية البرونزية التى تم بها إنشاء النصب التذكارى قد صممت من قبل شركة البناء الكورية الشمالية. ويتشكل النصب التذكاري من البرونز والنحاس ، وهو عبارة من زوجين وطفل يستريح على تلة عالية تطل على منظر رائع لداكار وشواطئها، ووفقًا لمروجيه، فإنه يرمز لأفريقيا الخارجة من باطن الارض تاركة الظلامية للذهاب نحو النور، ويشبه برج ايفل في باريس وتمثال الحرية في نيويورك أو المسيح المخلص في ريو دي جانيرو. وتبلغ تكلفة العمل ، الذي بدأ عمله في 2002 ، بين 93 و 15 مليار فرنك إنها واحدة من المشاريع العظيمة للرئيس عبد الله واد الذي يريدها "كرامة القارة"، ورمزيته تشير إلى عائلة تقف إلى السماء ، حيث يحمل الرجل طفله على رأسه ، ويمسك زوجته من الخصر، علامة على خروج أفريقيا من أحشاء الأرض وترك الظلام، و الذهاب إلى النور. وتم تأجيل افتتاح النصب التذكاري الذي كان من المقرر في الأصل في2009، ليكون فى 2010 حتى يتزامن مع الذكرى السنوية لاستقلال العديد من الدول الأفريقية. ودشن النصب التذكارى، وسط احتجاجات من الشعب السنغالى، بسبب تكلفة التمثال الباهظة، فى بلد يعانى الفقر، بالإضافة إلى عرى المرأة فى التمثال الذى لا يتناسب مع كون 96% من السنغال مسلمين، بالإضافة إلى ارتباطه بفكرة الماسونية التى كانت منتشرة فى هذا الوقت بالسنغال. كما تم انتقاد فكرة أن يحصل الرئيس السنغالى عبد الله واد على 35 % من عائداته إليه، باعتباره مبتكر الفكرة. "انفراد" زارت متحف النصب التذكار المسمى متحف تمثال النهضة الأفريقية الذى يبلغ عدد السلالم الموصلة له 198 درجة سلم، وهى العادة المتعارف عليه لدى معظم الأماكن الأثرية فى السنغال. وعند شباك التذاكر، تواجهك لوحة الشرف بأسماء الدول ال19 المشاركة فى احتفالية التدشين، بجوار كلمة عبد الله واد الافتتاحية، تدخل بعدها يرافقك مرشد سياحي حيث الطابق الأرضى، المخصص لمعارض الدول المختلفة، والذى كان فى شهر نوفمبر مخصصًا للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بمناسبة ذكرى رحيله الخامسة عشر. وتواجهك بعد ذلك عدة تماثيل من البرونز، أبرزها للمهاتما غاندى، والذى يعتبر الزعيم الرئيسي لحركة الاستقلال الهندية والمهندس الرئيسي لشكل من أشكال العصيان المدني اللاعنفي والذي كان له آثاره على العالم، وقد دافع عن الحقوق المدنية للهنود سواء في وطنهم تحت الحكم البريطاني أو في جنوب إفريقيا، وأصبح زعيم حركة الاستقلال الهندية . كما يوجد تمثال خوسيه مارتي البطل القومى لدولة كوبا، الذى اعتبره الكثيرون بمثابة رسول الاستقلال الكوبي، ويواجهك فى مبنى الطابق الأرضى نموذج للهجرة غير الشرعية للأفارقة الذين يسافرون بطرق غير آمنة. وترتفع صور الآباء الأفارقة المؤسسين لوحدة التضامن الافريقى، والمساهمين فى استقلال دول القارة السمراء، والمناضلين من أجل الحرية، من أنجولا وموزمبيق وغينيا بيساو وجنوب افريقيا . كما علقت على الحائط صورة لتمثال جزيرة جورى الذى يمثل مستوطنات العبيد الأفارقة، وتجارة الرقيق التى تم إنهاؤها، موقعة بجملة أن كل نهاية مؤلمة تستحق أن تكون ذكرى. كما ارتفعت صورة الزعيم الأمريكى صاحب الأصول الافريقى مارتن لوثر كينج، والذى كان أحد المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود بعبارته الشهيرة " لدى حلم" . وفى الطابق الأول هناك منحوتات لحياة الأفارقة فى البدء وطرق استمتاعهم بالحياة، و الأدوات الموسيقية التى يستخدمونها، وفى الطابق الثانى تجد الصالون الذى شهد افتتاح التمثال 2010 ، وجلس عليه رؤساء الدول، وشهدت جدران هذه القاعة هدايا ممثلة للدول المشاركة.