50 عاما على معركة شدوان المجيدة.. صيادو البحر الأحمر شاركوا فى صد العدوان الإسرائيلى وأصبحت عيدا قوميا للمحافظة.. ولأول مرة يقتصر الاحتفال على وضع إكليل الزهور وتكريم أسر الشهداء تضامنا مع أهالى 4 بحا

احتفلت محافظة البحر الأحمر اليوم الأربعاء، بالعيد القومى والذى يوافق 22 يناير من كل عام، وهو اليوم الذى صدت فيه القوات المسلحة وشاركهم صيادو البحر الأحمر، العدوان الإسرائيلى عند محاولتهم السيطرة على جزيرة شدوان القريبة من الغردقة. معركة شدوان المجيدة مر عليها 50 عاماً، ترجع وقائعها إلى فجر 22 يناير 1970، حيث هجم العدوان الإسرائيلى على جزيرة شدوان التى تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وكانت تؤمن الجزيرة فى ذلك التوقيت سرية من الصاعقة ورادار بحري، وقامت قوات العدو الإسرائيلى بهجوم ضخم على الجزيرة، شملت قصف جوى وبحرى استمر عدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المسلحة. واستمر القتال لمدة 36 ساعة كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية، واصابة قوات العدو الإسرائيلى بواسطة قواته الجوية أحد القوارب المصرية فى الجزيرة وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو كعادته. وفى صباح اليوم التالى للمعركة الموافق 23 يناير 1970، صدر بيان عسكرى مصرى قال إن "العدو بدأ فى الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان، وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوى لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة فى البحر". وأضاف البيان الذى أذيع آنذاك من الجيش المصري، أن هاجم العدو بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاى هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له فى المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل دفاعنا الجوى أسقطت له طائرة أخرى. وخاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة فى الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوى المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاى هوك". وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها فى الجزيرة. كان العدو الإسرائيلى قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته "لا تجد مقاومة على الجزيرة!" الا أنه عاد واعترف فى الثالثة من بعد ظهر اليوم التالى أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة. وفى اليوم التالى للقتال اشتركت القوات الجوية فى المعركة وقصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها فى شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات فى الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بأعمال رائعة لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة. وشهدت المعركة بطولات من الصعب حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحرى على الجزيرة . ونقل عن رئيس الأركان الإسرائيلي، حاييم بارليف، فى تلك التوقيت، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا فشبرا للاحتفاظ بالجزيرة بأى ثمن. ومن أبطال معركة شدوان المقدم أركان حرب حسنى محمد حماد هو أحد شهداء معركة شدوان، ومن الصيادين الريس حميد عتيق وشقيقه محمد عتيق والريس عبد اللاه محمد سعيد، البطل والذى ظل يشارك فى العمليات العسكرية طوال فترة حرب الاستنزاف ومعركة شدوان، والريس أحمد جادالله، وفوزى الرموزي. من جانبه قال غريب صالح، رئيس جمعية الصيادين بالبحر الأحمر، إن الصيادين فى مدينة الغردقة، بذلوا الغالى والرخيص للمحافظة على المدينة والجزر وتصدوا مع القوات المسلحة فى رد الإسرائيليين عن الحزيرة، حيث كانوا يستخدمون مواكبهم لتَوصيل الإمدادات العسكرية من الشاطئ للجزيرة خلال المعركة. وأضاف رئيس جمعية الصيادين أن دورا كبيرا قام به الصيادين لى معركة شدوان حيث كانت عملية نقل المعدات والجنود والدعم للجزيرة ليلا من خلال الصيادين، وهناك عدد كبير من أبطال المعركة المدنيين من الصيادين منهم من استشهد ومن عاش بعد المعركة لسنوات وقصى وحكى ما حدث فيها، ولكن تبقى المعركة هى الأعظم فى تاريخ البحر الأحمر، وتاريخها اصبح عيدا قوميا للمحافظة. من جانب أخر ألغت محافظة البحر الأحمر الاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة هذا العام بقرار من اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، وذلك تضامنا مع أسر البحارة المفقودين منذ عدة أيام مضت ولمشاركتهم أحزانهم على فقدان ذويهم. وأكد بيان من محافظة البحر الأحمر، أن جاء ذلك فى إطار تأكيد المحافظ وتعهده منذ توليه منصبه نهاية نوفمبر الماضى بأنه يعتبر أهالى المحافظة أبناءه، ومشاركته لهم فى مختلف مناسباتهم، وأنه يواصل بالتنسيق مع الجهات المعنية عمليات التمشيط والبحث عن الصيادين المفقودين. وقال اللواء عمرو حنفى أن برنامج الاحتفالات سيقتصر على وضع إكليل الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول، وتكريم أسر الشهداء والمحاربين القدماء، وتكريم المحالين على المعاش، وإلغاء باقى البرنامج من عروض واحتفالات أخرى. يذكر أن سواحل مدينة الغردقة شهدت فقدان 4 صيادين وهم "الريس ناجى" فى العقد السادس من العمر، وأحد أقاربه وهو زوج أخته وهو "الريس عدلي"، وابنه أحمد فى العقد الثالث من العمر، وصديقه إسلام موسى فى العقد الثالث من عمره، وذلك على متن "سبيد بوت" مركب سريع، وذلك خلال رحلة صيد لهم فى البحر، ولم يعودوا حتى الآن، حيث قامت عدة مراكب صيد ولنشات سياحية بالبحث عنهم لأيام وكذلك قامت طائرة تابعه لخدمات البترول بمسح الشواطئ بحثاً عنهم إلا أن حتى الأن لم يتم العثور عليهم.
















الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;