صور.. "الكوماندوز شزام".. بطل معركة الشرطة والفداء بالإسماعيلية.. رجل المقاومة الشعبية فى شتى المعارك والحروب العربية.. أرعب الاحتلال الإسرائيلى فى منطقة القناة.. و"كتاب" يُخلد سيرته العطرة.. صور وفيد

التضحية والوفاء والشجاعة.. معانٍ سامية وكبيرة تكاد تكون جزءًا من وصف إنسان أقل ما يوصف به أنه أسطورة ظلت حية تحكى تفاصيل وذكريات البطولة، وحين رحل بقيت الأسطورة مُجسدة فى ذكرى عيد الشرطة بتفاصيله وبطولاته التى كان البطل "شزام" آخر من بقوا على قيد الحياة لسرد تفاصيلها. محمد محمد خليفة، اسمع يعرفه القاصى والدانى بمحافظة الإسماعيلية لواحد من الأبطال اشتهر بين الجميع بلقب "الكوماندوز شزام" كنايةً عما يصفه ويعنيه اللقب بالشىء الخاطف كـ"السحر" لسرعته فى تنفيذ الهجمات ضد جنود الأعداء. "كان فدائيا يعتز كثيرًا بانتمائه العسكرى ويرتدى بدلته العسكرية ويخرج بها إلى شوارع الإسماعيلية وكأنه يستعيد ذكرياته بها، وهكذا ظل حتى وفاته".. بهذه الكلمات بدأ "عبدالله" نجل البطل الراحل يستعيد ويسرد ذكريات والده فى حديثه لـ"انفراد". هرب من زوجة والده بعد وفاة أمه وهو بسن السادسة عشر، حيث ترك محافظة المنوفية التى عاش بها سنوات طفولته الأولى ورحل إلى منطقة "السلطان حسين" بالإسماعيلية، حيث يقطن أخواله، بحثًا عن دفء افتقده كثيرًا برحيل والدته، لكن قلوب أهالى وعائلات المنطقة تلقفته وكأن الطرفين على موعد مع القدر؛ ليبدأ سجل حافل بالبطولة والتضحية ودرجات الشجاعة التى بدأت تزيد وتعلو بكل موقف عن الآخر. بدأت بطولات "الكوماندوز شزام" عندما كان سائرًا بشوارع المنطقة وهو شاب يافع بالكاد أتم ربيعه السابع عشر، حينها ساقه القدر ليرى إحدى الفلاحات تُجاهد لمنع محاولة اثنين من الجنود الإنجليز من التعدى عليها واغتصابها بعدما ضرب أحدهم زوجها، وقتها تسمرت قدميه وهو يرى المشهد وكأنه كابوس، لكن صوت المرأة استغاث به وأعاده للواقع من جديد بقولها "انت واقف تتفرج"، فما كان منه إلا أن هبَّ لنجدتها وكسر رقبتى المُعتدين، قبل أن يُكمل مهمته بحجر هوى به على رأس كليهما، وبعدها لاذ بالفرار ليدون اسمه فى سجلات المُطاردين من جانب جيش الاحتلال البريطانى. فرار "شزام" تبعه انضمامه إلى كتائب "التحرير" والعمل الفدائى، ومعها بدأت بطولاته فى المعركة الشهيرة التى أُطلق عليها آنذاك "معركة عربة البرتقال"، والتى جرت أحداثها بمنطقة "كوبرى سالا"، حيث ملأت فرق المقاومة الشعبية وقتها إحدى عربات الكارو بالبرتقال وأسفله قنبلة يدوية، قبل أن تتوقف العربة أمام كمين للعساكر الإنجليز بالقرب من الكوبرى الواقعة بشارع "عرابي"، وفور توقفها اختلق الفدائيين مشاجرة فيما بينهم تركوا على إثرها العربة لينقض عليها جنود الاحتلال وتنفجر فى عدد كبير منهم. تسبب الانفجار فى تشديد العقوبات على المدنيين وقتل عدد كبير من المواطنين انتقامًا للجنود الإنجليز، فى رد كان قاسيًا من جانب قوات الاحتلال، قبل أن يأتى يوم 25 يناير 1952 ليشهد واحدة من البطولات التى خلدتها قوات الشرطة والشعب فى مبنى "البستان" (مديرية أمن الإسماعيلية حاليًا)؛ حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، قبل أن يُسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا، ويتحول بعدها اليوم إلى "عيد الشرطة"، فيما أطلق الإنجليز بعدها لقب "شزام" على البطل المصرى محمد خليفة، كنايةً عن اسم طائر من الطيور الجارحة فى الأراضى الإنجليزية. استعاد "عبدالله" حكايات والده التى سردها عن بطولاته ومشاركاته فى العديد من المعارك والحروب: "شارك فى حرب الاستنزاف بعد أحداث 1967 ولم يهاجر من الإسماعيلية، بل ظل بها رفقة الفدائيين يحمل السلاح على ظهره ويعبر به القناة فى الفجر دون أن يشعر به أحد ليُنفذ عمليات فدائية". بطولات "شزام" طالت عربات الاحتلال التى يستقلها الجنود الإنجليز؛ إذ كان ينتظر رفقة زملائه أعلى شجرة عالية بالمنطقة الملاصقة لمعسكر الاحتلال، وفور اقتراب عربة الإنجليز "الجيب" يقفز عليها ومن معه يقتلون ما فى العربة من جنود ويهرولون بعيدًا، حتى أن أسرته لا تزال تحتفظ بسكينًا أنهى بها البطل حياة العديد من الجنود الإنجليز. جيش 67 بعد لحظات الانكسار والنكسة، بدأ "شزام" فى إعداد المقاومة الشعبية بالإسماعيلية دون تكليف من الجيش، إذ بدأ هو بتدريب وإعداد الشباب حتى تولى الجيش أمر تنظيمهم وتدريبهم وإخراج الكارنيهات الخاصة بهم، وبعدها بدأت القوات عبورها بين الحين والآخر لتنفيذ العمليات الفدائية، وكان لـ"شزام" نصيبه من العبور ثلاث مرات للقيام بعمليات خلف خطوط العدو وأسر عدة جنود. معركة العبور شارك "شزام" فى معركة العبور وحرب أكتوبر 1973، حيث عبر مع القوات المسلحة وأسر 3 جنود دفعة واحدة، وذلك بتكتيفهم وربطهم بحبل وأجبرهم على العوم أمامه فى القنال عودة حتى مقر القيادة وتسليمهم، وسبق ذلك نسفه لموقع "الفردان"، والذى كان تبة حصينة صدرت بشأنها أوامر بالعبور. نهاية الرحلة مع الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 8 سبتمبر عام 2015، ودعت محافظة الإسماعيلية آخر الفدائيين الوطنيين "البطل شزام" والذى رحل عن عمر ناهز 87 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا أسطورة قلما تتكرر، وروايات وحكايات يحفظها الجميع عن ظهر قلب، فضلًا عن أوسمة وأنواط عديدة رفيعة القيمة حصل عليها من الرؤساء السابقين لمصر عرفانًا بما قدمه لتراب هذا البلد. كتاب الذكريات ذكرى رحيل البطل كانت مختلفة هذا العام بتأليف نجله "عبدالله" كتابًا يحكى سيرته وبطولاته ومعلومات ربما لا يعرفها الكثيرون عن فترة حياة والده، والتى شكلت هوية مصر وشهدت أحداث وحروب غيرت مصائر المنطقة والدول بأكملها. وعن الكتاب، يقول عبدالله: "يحكى قصة مدن القناة من خلال عيون الفدائى المصرى محمد محمد محمود خليفة الشهير بشزام أو الكوماندوز، حيث يبدأ رحلته منذ الولادة وملابسات الفترة التى عاشها والتحام الأهالى والشرطة المصرية والجيش المصرى خلال تلك الفترة وتوثيق بطولات الجيش والشرطة والفدائيين".


















































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;