"خيل الحكومة" كفاءة في التعامل مع الأهداف وعودة للزمن الجميل.. خيالة الشرطة تنتج سلالات متميزة الأعراق وتمتلك مزرعة لتربية الخيول العربية.. تخطف المشهد في الاحتفالات وتحصد مراكز أولى بالمسابقات.. فيدي

الخيول لها مكانة خاصة لدى العرب، فهم الأكثر عناية بها ومعرفة أنسابها، والخيول العربية هي الأفضل عالمياً، وكانت قديماً يتم الاعتماد عليها في تنقلاتهم بالصحراء لمسافات طويلة، حيث تستطيع قطع مسافات طويلة في أقل وقت زمني، فضلاً عن استخدامها في الحروب والكر والفر. وتعتبر "الخيالة" جهاز شرطة يحترف ركوب الخيل أو الجمال لأغراض مختلفة منها تأمين الجماهير ومكافحة الشغب والوصول للمناطق النائية بسرعة. وأولت مصر أهمية كبرى لقسم الخيالة بوزارة الداخلية منذ عدة سنوات، حيث كانت تستخدم قديماً في حراسة القصور والمنشآت الحيوية والسجون، وتأمين الفعاليات ومبارايات كرة القدم وغيرها من الأحداث المهمة. واعتمدت الشرطة المصرية وقتاً طويلاً على الخيول، حتى نهاية القرن الماضي، خاصة في المناطق النائية والشوارع الضيقة التي كان من الصعوبة بمكان دخول السيارات إليها، حيث كانت الخيول تؤدي هذا الدور باقتدار وساهمت بشكل كبير في حفظ الأمن الداخلي للبلاد، لا سيما في ظل وجود عدد كبير من الضباط الأكفاء المدربين على امتطاء الخيول والتعامل معها، حتى أصبح هناك نوع من الألفة بينهم والخيول. ومع ظهور ثورة تكنولوجية في العالم، أصاب رذاذ منها بلادنا، بدأت عمليات التطوير والتحديث في كل شىء، وظهرت المركبات والمعدات الحديثة التي توفر كثيراً من الوقت والجهد، ووصول رجال الشرطة في أسرع وقت لمكان الجريمة، وسرعة التنقل، فضلاً عن وجود وسائل اتصال حديثة بهذه المركبات، تمكن رجال الشرطة من التواصل مع غرف العمليات، كل هذه الأسباب جعل دور "الخيول" يتقلص بعض الشىء، وأصبح يتم الاعتماد عليها في بعض الأشياء، لعل أبرزها المراسم والعروض المبهرة لقسم الخيالة بوزارة الداخلية. الملفت للانتباه أن قسم الخيالة ينتج سلالات متميزة الأعراق والأنساب، ويمتلك مزرعة لتربية الخيول العربية تُصنف في مراتب متقدمة عالمياً، فضلاً عن مشاركة كلية الشرطة بخيولها العربية في المهرجانات والمسابقات المحلية والدولية لجمال الخيول العربية وتحصل علي مراكز متقدمة بصفة مستمرة. وفي الاحتفالات الضخمة لوزارة الداخلية يظهر قسم الخيالة، من خلال الفرسان الذين يؤدون عروضا صعبة، تظهر ما اكتسبوه من خبرات طويلة، حيث يستطيع الضباط التقاط الأهداف بواسطة "الرمح" مع السرعة الكبيرة، فضلاً عن التقاط عدة أهداف في وقت واحد، من على الأرض، حيث ينزل الفارس من الحصان حتى يكاد يقترب من الأرض مع السرعة العالية ويلتقط الهدف، مما يؤكد على التدريبات الراقية والمتحضرة التي يحصل الضباط عليها. وتهتم أكاديمية الشرطة بتدريب الطلاب على الخيول، خاصة في الفرق الدراسية "الثانية والثالثة والرابعة" حيث تكسب الطالب الشجاعة والثقة بالنفس.