إشادة دولية بإنجاز مصر في "سلامة الطرق" بمؤتمر ستوكهولم.. نائب رئيس البنك الدولي لـ"انفراد": النقل جزء مهم في محفظتنا بمصر.. ومبعوث أممي: القاهرة تبذل جهدا كبيرا..و"أمنية العمراني" تخطف الأنظار بكلمته

يختتم المؤتمر الوزاري العالمي الثالث للسلامة على الطرق في ستوكهولم بالسويد أعماله الخميس، والذي حضره حوالي1700 ممثل عن حوالي140 دولة حول العالم من بينها مصر، بهدف تبادل النجاح المحرز والدروس المستفادة من تنفيذ الخطة العالمية لعقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2020 وافتتح المؤتمر ملك السويد كارل السادس عشر جوستاف مرحبًا بحضور العديد من صناع القرار من حول العالم لمناقشة سلامة الطرق في ستوكهولم، قائلًا: "من المهم للغاية أن نجتمع معًا لتبادل الخبرات والمعرفة من جميع أنحاء العالم، إنه لشرف كبير أن نستضيف هذا المؤتمر العالمي حول سلامة الطرق". وأكد ملك السويد، على أن سلامة الطرق لا تقل أهمية عن القضايا العالمية الأخرى مثل الفقر وتغير المناخ في مجال حقوق الإنسان والتي يجب معالجتها معًا. وخلال افتتاح المؤتمر، أبهرت الشابة المصرية "أمنية العمراني" - رئيس اللجنة الدائمة للصحة العامة في الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب - الحضور ولاقت كلمتها ترحيب وتفاعل كبير من المشاركين، حيث دعت أمنية قادة العالم إلى إشراك الشباب في تحقيق هدف سلامة الطرق، والتوقف عن إلقاء اللوم على الشباب فيما يتعلق بفوضى الطرق. وفي حديثها لـ "انفراد " ، قالت "أمنية" إنها ومجموعة من الشباب يعملون على التحضير لمؤتمر الشباب الذي تم افتتاحه يوم الثلاثاء، وهو معني بقضية سلامة الطرق والتي تعد السبب الرئيسي لوفاة الشباب، والذي شارك فيه 160 شخص من 74 بلد، ونتج عن ذلك وثيقة "إعلان الشباب" والتي ضمت جميع التحديات التي تواجه الخمس قارات والمطالب الموجهة للحكومات. وكان من بين الحضور في المؤتمر زوليكا مانديلا، حفيدة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، حيث شاركت انفراد قصة اهتمامها التي أثارت تعاطف الكثيرين في المؤتمر، والتي كانت السبب في أن تصبح زوليكا مدافعة عن سلامة الطرق. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسلامة على الطرق "جان تود" إن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق مروع، قائلاً إنه على الرغم من أن العديد من المنظمات الحكومية الدولية والحكومات تقوم بتعبئة جهودها من أجل تقليص هذا الرقم، إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية. وفي تصريحات لـ "انفراد"، أشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالسلامة على الطرق "جان تود" بالعمل الذي قامت به مصر في مجال السلامة على الطرق وسط التحدي الكبير الذي تواجهه من عدد السكان المتزايد في البلاد. وأضاف "جان تود" أنه أنهى اجتماعًا مع وزير النقل المصري كامل الوزير، وأنه معجب بما تقوم به مصر لأنه بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 100 مليون نسمة، فإن ذلك يمثل جهدًا كبيرًا ومساهمة قوية لإحداث تغيير حقيقي". وأوضح في تصريحه أن مصر تعلم أنه لا يزال هناك الكثير عليها القيام به مثل تطبيق اتفاقيات السلامة على الطرق الخاصة، ووضع البروتوكولات التي سيتم اتباعها فيما بعد، ولكنها لديها الدافع والمعرفة لاستكمال ما بدأته، مؤكدًا على أن الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة بما تستطيع لتسهيل الأمر. وبسؤال انفراد عن مشكلة عدم وجود تجميع موحد للبيانات أو مصادر موحدة للمعلومات حول الإصابات أو الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، قال "تود" إن الأمم المتحدة تتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الدولي للسيارات يعملان على نشر مراصد إقليمية للمشاركة في جمع البيانات من أجل تقييم أفضل للسلامة على الطرق في جميع أنحاء العالم. ومن جانبه، تحدث نائب رئيس البنك الدولي للبنية التحتية، مختار ديوب، عن أن الافتقار إلى مقاربة شاملة لمواجهة سلامة الطرق - تعتمد على دمج كافة مؤسسات الدولة - تعد من أكبر التحديات التي تقف عائق أمام تحقيق تقدم في هذا الملف في عدد كبير من الدول. وفي تصريحات لـ" انفراد" أكد "ديوب" على أهمية تبني الدول نهج كلي في مقاربة أزمة سلامة الطرق، حيث يسمح هذا النهج بدمج السياسات التي تنفذها وزارات الصحة وتنمية المدن والتخطيط الحضري والنقل بالإضافة إلى اشراك القطاع الخاص الذي يلعب دورًا فعَّالًا. كما أكد على استعداد البنك الدولي مساعدة الدول لتحقيق هدف سلامة الطرق، مشيرًا إلى أن "الطاقة والنقل جزئان مهمان من محفظة البنك الدولي في مصر"، وأن مصر واحدة من أكبر عملاء البنك الدولي إن لم تكن الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال تقنية الفيديو، شارك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدهانوم في مؤتمر سلامة الطرق، حيث أعطى مثالًا على البلدان التي حققت تقدماً في مجال السلامة على الطرق مثل النرويج، والتي سجلت حالة وفاة واحدة فقط بسبب حوادث الطرق في مدينة أوسلو العام الماضي، وكذلك أشاد بعدد من الدول التي تبنت برامج لتحسين حالة الطرق بها من بينها المملكة العربية السعودية. وعلَّق على أن النجاح في تحقيق هدف السلامة على الطرق لا يأتي إلا "من خلال القيادة الصحيحة، وأضاف أن منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل مع البلدان، لتحسين القوانين، ومراقبة التقدم العالمي في معايير سلامة الطرق، والتدخل الطبي السريع عقب الحوادث. واختتم بيانه قائلاً إن البلدان بحاجة إلى تسريع وتيرة الإجراءات لتحسين جودة الطريق، والتخطيط لتطبيق التنمية المستدامة، واتخاذ تدابير لزيادة عدد راكبي الدراجات، والمشاه بشكل آمن، بالإضافة إلى وإشراك المجتمعات المدنية والقطاع الخاص في تحقيق الهدف. وكان وزير النقل المصري المهندس كامل الوزير قد شارك في مائدة مستديرة حول أمن وسلامة الطرق في أفريقيا، ينظمها الاتحاد الإفريقي وناقش خلالها رؤية مصر في تحليل أسباب حوادث الطرق والإجراءات التي اتخذتها وفقًا لذلك بهدف الحد من الحوادث. وذكر الوزير أن هناك أربعة أسباب متعلقة بـ: الطرق من حيث تصميمها أو حالتها، والمركبة من الناحية الفنية وسلامتها وصيانتها، قائد المركبة سواء من خلال تعليمه أو تثقيفه أو حالته الصحية أو اتزانه، وتطبيق القانون. وأوضح الوزير أن مصر تتعاون مع البنك الدولي والبنك الأفريقي وبنك الاستثمار الأوروبي وكثير من البنوك العالمية في رفع كفاءة وصلاحية وتطوير وزيادة أطوال الطرق، وخاصًة البنك الأفريقي خاصًة فيما يتعلق بطريق القاهرة-كيب تاون، حيث يوجد ١١٥٥ كم منه داخل مصر، وطريق القاهرة - تشاد عبر السودان، وربط السكك الحديد بين مصر والسودان، وربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط وذلك لتقليل الحركة والحوادث على الطرق. وكان مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء قج أعلن أن مصر قفزت 89 مركزًا في الترتيب العالمي لمؤشر جودة الطرق، حيث صعدت من المركز الـ 118 في عام 2014 إلى الـ 29 في عام 2019. وكشفت مفوضة البنية التحتية والطاقة دكتورة أماني أبو زيد عن أن إفريقيا سجلت أعلى معدل عالمى لوفيات الطرق، وقالت: "يوجد بأفريقيا أعلى معدل من وفيات الطرق فى العالم، فنحن نفقد 292 ألف روح سنويا أو ما يعادل 21% من وفيات الطرق عالميا، وذلك على الرغم من أن معدل المركبات الآلية في القارة يكاد يصل إلى 3% من الإجمالى العالمى". وأضافت: "تسابق بلادنا الوقت لمواجهة ضغط الحاجات وطموحات سكاننا المتزايدة، حيث يجرى تنفيذ برامج نقل وطنية وإقليمية وعبر القارة كى تسمح بتوافر أنظمة نقل آمنة، فى متناول الأيدى ماديا للجميع وتربط قارتنا مكانيا، وتدعم القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى وتزيد مستوى التنافسية لاقتصاداتنا". وتابعت المفوضة أن الوقت قد حان لإنقاذ حياة ما يزيد على 800 شخص يوميا وخسارة 3-5% من إجمالى الناتج المحلى السنوى. واستطردت دكتورة أماني أبو زيد قائلة أن نصف السكان الأفارقة سيعيشون في المدن بحلول عام ٢٠٤٠، وهو ما يخلق فرصًا كبيرة في أفريقيا، يقابلها الحاجة إلى تلبية إدارة هذه الفرص بحكمة حتى تكون شعوبنا هي الفائزة". قال وزير الأشغال العامة والإسكان وتخطيط المدن فى غينيا الاستوائية "نسوى ميدجا" أن هناك دولا قامت بتعزيز السلامة على الطرق فى أفريقيا على مدار العشرين عامًا الماضيين، من بينها مصر، والتى قامت بدور جيد لتحسين حالة طرقها. وفى معرض حديثه عن العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية، قال "ميدجا"، إن كلا البلدين لديهم علاقات قوية وتاريخية تمتد إلى حوالى ٤٠ عامًا، حيث تعمل العديد من الشركات المصرية فى غينيا الاستوائية، ويأتي على رأس الشركات المصرية، المقاولون العرب التى تساهم فى بناء البنية التحتية فى غينيا الاستوائية ولديها دور فى بناء الطرق، حيث تأسست شركة المقاولون العرب-غينيا الاستوائية المحدودة فى عام ٢٠٠٣ بشراكة مصرية غينية. تتسبب حوادث الطرق فى مقتل 1.35 مليون شخص سنويًا حول العالم، ولكنها لا تحظى باهتمام المسئولين على الرغم من كونها السبب الرئيسى للوفاة، لذلك دعا إتيان كروج، الخبير بمنظمة الصحة العالمية الحكومات إلى التحرك من أجل تهيئة الطرق لديهم وضمان معايير السلامة عليها، آملًا أن يبدأ العالم فى الاهتمام بسلامة الطرق بقدر الاهتمام الذى أولاه لمكافحة فيروس كورونا. وفى تصريحات خاصة قال كروج، وهو مدير إدارة الأمراض غير المعدية والإعاقة والعنف والوقاية من الإصابات، إن على المواطنين أنفسهم أن يطالبوا حكوماتهم بأن يصبح الانتقال أكثر أمانً، وموضحا أن الاهتمام الذى توليه الحكومات لفيروس كورونا دليل على أن الحكومات يمكنها أن تتحرك صوب قضية إذا وجدت الإرادة السياسية. وترى منظمة الصحة العالمية أن حوادث المرور ستكون خامس أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة على مستوى العالم بحلول عام 2030. مثل المؤتمر الوزاري الثالث نهاية عقد عمل الأمم المتحدة للسلامة على الطرق. ولكن الأهم من ذلك، أنه يمثل نقطة الانطلاق لاستراتيجيات السلامة على الطرق المقبلة.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;