رحلة طبيب المساكين من بنى سويف للعالمية.. "انفراد" داخل قريته بعد تكريمه ضمن صناع الأمل بالوطن العربى.. الأهالى: بدأ الكشف على المرضى بـ2 جنيه بعد تخرجه.. ويفحص الفقراء مجانا ويعطيهم العلاج بدون مقابل

- صديقه: يحرص على تجهيز اليتيمات المقبلات على الزواج وسالت دموعى لحظة تكريمه - أحد أقاربه: رفع قيمة الكشف ل 10 جنيهات بعد شكاوي الأطباء الدكتور مجاهد مصطفى على معوضابن قرية "طلا" التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، و شهرته "مجاهد الطلاوي"يعد نموذجا للعطاء ومساعدة الفقراءوالمشاركة المجتمعية إذ قدم الرعاية الصحية بعيادته الخاصة لأهل قريته ومواطني مركزي الفشن وسمسطا ببني سويف بأجر رمزى على مدى أكثر من ثلاثين عاما، كما ساهم في أعمال الخيروبناء المؤسسات الخدمية بقريته، لذلككرمه محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى ضمن خمسة من صنّاع الأمل بالوطن العربى. " انفراد" التقيعددا من أهالي قريته وعائلته والمترددين على عيادته للحديث عن أعماله. وقال حسن شحاته جمعه مدير مدرسة بقرية طلا بمركز الفشن ببني سويف، إن الدكتور مجاهد يمتاز بالذكاء والنبوغ والأخلاق الرفيعة حريص على حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية منذ طفولته وكان متفوقا في مراحل الدراسة منذ دخوله بالمدرسة الابتدائية بالقرية ،مرورا بالمرحلة الإعدادية التي قضيناها بمدرسة بمركز سمسطا وكنا نسير على الأقدام لعدم وجود مواصلات وقتها من وإلى القرية، ثم استأجر حجرة بمركز الفشن أثناء دراسته بالمدرسة الثانوية لبعد المسافة بين القرية القريبة من مركز سمسطا والمدرسة الكائنة بمركز الفشن، وكان يحتفظ بالمصحف الشريف ولا يتركه، وأثناء مذاكرتنا معا لاحظت عبارة كتبها على أحد الكتب وهي "الدكتور مجاهد مصطفى" وبالفعل تحقق ما كان يصبو إليه بالتحاقهبكلية الطب البشري. وأضاف : بعد حصول الدكتور مجاهد على بكالوريوس الطب تخصص الجراحة العامة والمسالك البولية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مشواره في المشاركة المجتمعية وصنع الأعمال الخيرية بافتتاح عيادة خاصة بأجر رمزى 2 جنيه، والكشف على الفقراء بالمجان ومن بينهم أهل قريته وبمرور السنوات رفع قيمة الكشف الي 10 جنيهات بعد مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بضرورة زيادة الكشف لتعدد شكاوي الأطباء ضده وحقدهم عليه، إذ يستقبل المرضى المترددين على عيادته من قريته ومركزي سمسطا والفشن، ويفحصهم ويمنحهم العلاج من صيدلية ابنته ويجرى لهم العمليات الجراحية بالمجان. وتابع: استكمل مشواره بمساهماتوتبرعات سواء مساحات من الأرض أو آلاف الجنيهات لإنشاء الأبنية والمنشآت الخدمية بقريته ومنها المعهد الديني الازهري وثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية، ومدرستين للفصل الواحد، ومسجد كفر طلا، كما شيد منزلا بالقرية يقيم به مع أسرته ويستقبل به المرضى في أي وقت ، ويزور غير القادرين منهم بالمنزل ويفحصهم ويعطيهم " روجته" علاج مزيلة بتوقيعه لصرفها من صيدلية نجلته بمركز سمسطا بالمجان، علاوة على سداد قيمة الخبز لمئات المواطنين من الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية من أبناء قريته ومركز سمسطا ليستفيدوا بنقاط الخبز في استبدالها بالسلع المختلفة. كما حرص على توفير الملابس الجديدة والمواد الغذائية والإعانات الماديةللأيتام خاصة في المواسم و الأعياد وبداية الدراسة، بالإضافة إلي تكريمهم ومنحهم الهدايا العينية والمادية في الأول من إبريل اليوم الذي تخصصه الدولة للاحتفال بالطفل اليتيم، علاوة على كفالات الأيتام الشهرية والتبرع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ لذلك فالدكتور مجاهد يعتبر مثالا للإنسان المسلم المتدين الوسطى الذي وجه جهوده لخدمة مجتمعه ومساعدة الفقراء،وأفتخر به كصديق عمري وأحد أبناء قريتي وعندما شاهدته على شاشة التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات سالت دموعي فرحا. أما عادل مصطفى على معوض الشقيق الأكبر للدكتور مجاهد فقال:نحن 8 من الأشقاء " 5 رجال و3بنات" نشأنا بمنزل عائلتنا بالقرية متفوقين دراسيا، حريصين على حفظ القرآن بكتاب القرية، وكانوالدنا رحمة الله عليه فلاحا يمتلك أرضا زراعية ويحثنا على التعلم قائلا "التعليم هو الجنةوالجهل هو النار، مش عايز حد فيكم يبقى فلاح اتعلموا كلكم واللي علمه يوديه أمريكا أنا وراه" و كان والدنامحافظا على الصلوات مساعدا للفقراء ينصح كل من يتعامل معه من الجيران أو الأصدقاء بالابتعاد عن التدخين لأنه مضيعة للصحة والمال وزرع فينا حب الخير ومساعدة المحتاجين. ويواصل حديثه قائلا: حصلنا جميعا على مؤهلات عليا وانتقلت وشقيقي الدكتور مجاهد للإقامة في مركز سمسطا لقربه من قريتنا، وكان شقيقي ذكيا يحب العلم ،وحصل على بكالوريوس الطب البشري وفتح عيادة بمركز سمسطا وقيمة الكشف بها 2 جنيه ثم 4، فعشرة جنيهات حاليا ، وتزوج وأنجب كل من مروه مدرس مساعد بالمستشفى الجامعي، منار وهاجر صيدلانيتين، ومني معيدة بقسم الباطنة بالمستشفى الجامعي، خديجة رابعة طب بشري، دعاء ثالثة طب بشري، محمد بالصف الثاني الثانوي العام ، وبرغم إقامته بعد الزواج بجوار عيادته إلا أنه لم ينقطع عن القرية واشتهر بتواضعه وتواصله مع الأهاليومجاملته لهم في المناسبات المختلفة، وحاليا شيدمنزلا بمدخل القرية يقيم به مع أسرته ويتردد على عيادته يوميا من السادسة صباحا حتى الخامسة مساء ويتبنى الأطباء الجدد أثناء دراستهم للماجستير والدكتوراه والسماح لهم بالعمل معه في عيادته ولا يبخل عليهم بعلمه ، فضلا عن تعليمهم حب الخير والمشاركة في إعانة المحتاجين والتخفيف عن المرضى وتحقيق الرسالة الحقيقية للأطباء. وتابع : كماشارك في جميع المشروعات التي أقيمت بالقرية فضلا عن كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وتوقيع الكشف عليهم ومنحهم العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالمجان، كما زرع في أبنائه المساهمة في الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء وهذا ما يفعلونه حاليا، ومنذ شهور عرض عليه أحد معارفه من قرية الصعايدة بمركز سمسطا التقديم في مسابقة " محمد بن زايد" التي تكرم المتميزين المشاركين في أعمال الخير والمساهمات المجتمعية، ولم يهتم نظرا لأنه يفعل الخير دون انتظار الجزاء سوي من الله عز وجل، ولكن هذا الرجل قدم سيرة ذاتية للدكتور مجاهد في المسابقة، وعلمنا ذلك عندما فوجئنا بفريق عمل المسابقة يقابل الدكتور مجاهد بالقرية وبجري لقاء معه ويلتقطون مجموعة من الصور والفيديوهاتبعدة أماكن بالقرية، ومنذ شهر تقريبا أخبروه باختياره ضمن المكرمين الفائزين بالجائزة وسافر منذ أيام إلي الإمارات ونقلت الفضائيات حفل التكريم على الهواء ما أسعدنا جميعا وأدخل السرور على قلوبنا وتوج مشوار أخي وعطاءه، والذي علق على التكريم أمام العالم العربي والإسلامي قائلا " هذا تكريم البشر للبشر فما بالكم بتكريم رب البشر للبشر". ويلتقط أطراف الحديث الدكتور الصيدلي محمد أبوبكر ابن شقيق الدكتور مجاهدقائلا: عمي الدكتور مجاهد مثالا يحتذى به فيحب الخير ومساعدة الفقراء وخدمة قريته، وسمعت من والدي أن عميعمل بنصيحة جدي له " خليك مع الغلبان ومتغليش الكشف " وجعل قيمة الكشف بعيادته الخاصةلا تتعدى عشرة جنيهات حاليا، وعمي يعاملنا مثل أولاده، وأثناء دراستي وأبناء عمومتيفي الثانوية العامة كان يرشدنا الي الطريقة الصحيحة للمذاكرة وقبل الامتحانات ينصحنا قائلا "هتتعبوا شوية لكن هتحصدوا ثمرة مجهودكم بالتفوق". وأضاف: زرع عمي بداخلنا حب الخير و يحثنادائما على تقديم المساعدات للمحتاجين، فأصبحنا نجمع له بيانات الحالات الفقيرة و المرضى من أبناء القرية ، كمايسهم عمي وبناته الطيبات في أعمال الخير والكشف على الفقراء بالمجان، فضلا عن أنه أثناء جمع الأموال لبناء المعهد الأزهري بالقرية بالجهود الذاتية تبرع بنحو 50٪ من احتياجات المعهد وتبرع أبناءه وزوجته بذهبهم وحليهم كما تكفل باحتياجات العمال ماديا وغذائيا طوال فترة إقامة المعهد، لذلك نفتخر به وبسيرته الطيبة وحب الناس له، وعندما شاهدناه على التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات كنا سعداء فرحين. وأشار محمود قرنى، سائق، مقيم قرية الشنطور مركز سمسطا إلي أن الكشف عند الدكتور مجاهد عشرة جنيهات وهناك من لا يأخذ منهم قيمة الروجتة ويعطيهم العلاج مجانا من صيدلية نجلته ،مضيفا:"تليفون الدكتور متاح لدي جميع الأهالي لذلك عندما شعرت بآلام ومغص في السادسة صباح الجمعة لم تكن هناك عيادات مفتوحة فاتصلت به وأخبرته بحالتي فطلب مني انتظاره أمام العيادة وحضر مسرعا وفحصني وأخبرني بوجود" حصوة " وعلق لي المحاليل وأعطاني العلاج المناسب، وشاءت إرادة الله أن أتخلص من الحصوة عقب وصولي إلي المنزل لذلك أدعو للدكتور مجاهد بالتوفيق دائما وسعدت بخبر تكريمه. أما أحمد حسن مشرف بمكتب هندسي فأوضح أن الدكتور مجاهد ابن عمته وهو فخر للعائلة وأبناء القرية نظرا لما يفعله من أعمال الخير وتبرعات بالمال والأرض ومساعدات للفقراء، فضلا عن أنه رفع قيمة كشف عيادته الخاصة إلى عشرة جنيهات مجبرا بعدما طالبته لجنة تفتيش بزيادة الكشف نظرا لتعدد شكاوي الأطباء ضده ، ومازال يساعد الفقراء ويفحصهم دون أجر ويعطيهم العلاج من صيدلية إبنته بالمجان بل ويعطي بعضهم مايحتاجونه من مال، كما يسدد نفقات من يذهبون لإجراء الأشعة أو الكشف أو العمليات عند أطباء آخرين أو مستشفى خاص في تخصصات مختلفة. واستطرد قائلا: " اصطحبت زوجتي الحامل في الثالثة صباحاإلي المستشفى ولم أجد طبيبا فاتصلت بالدكتور مجاهد وطرقت باب منزله الكائن بجوارعيادته بمركز سمسطا فخرج مسرعا وأيقظ ابنته طبيبة النساء والتوليد وقامت بتوليد زوجتي دون أجر مادي" وترى فاطمة محمد محمود ربة منزل أن الدكتور مجاهد طبيب الغلابة لانه يشعر بالفقراء ويساعدهم بتخفيض قيمة الكشف الي عشرة جنيهات في حين تتراوح عند الكثيرين ما بين 100 و150جنيها ويعطيهم العلاج مجانا. واستطرد سعد محمدمسؤول العيادة قائلا : " نفتح العيادة في السادسة صباحا ونجد المرضى في انتظارنا وأنظم دخولهم ويجرى الدكتور مجاهد الكشف عليهم ومن يجده فقيرا يعيد له قيمة الكشف ويوقع على الروشته بصرفها مجانا من صيدلية نجلته المواجهة للعيادة، كما يجري الجراحات للمرضى غير القادرين بالمجان أو بسعر رمزى.