"الروبوت" بديلا للإنسان.. مصانع أوروبا الشرقية تعتمد على الآلة على حساب البشر لتحقيق المكاسب.. ارتفاع الأجور ومزايا العمال السبب.. والتوجه يؤدى لمزيد من البطالة.. والأزمة قد تمتد للجانب الغربى من القا

في الوقت الذى يثور فيه الغضب في كل أنحاء أوروبا جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية، وزيادة معدلات البطالة، تلوح في الأفق تحديات جديدة، بسبب اتجاه قطاع كبير من المصانع إلى التحول من الاعتماد على البشر إلى أجهزة "الروبوت"، أو الإنسان الآلى، في العمل، سواء لتحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج أو بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على زيادة أجور العمال، في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذى ينذر بأزمة كبيرة في المستقبل، حال التوسع الكبير في هذا الإطار. تجربة الاعتماد على "الروبوت"، انطلقت بالفعل في المجر، حيث اتجه أحد المصانع لإنتاج البلاستيك، إلى الاستغناء عن عماله بالكامل، مقابل الاعتماد على مثل هذه التقنيات الحديثة، وهو الأمر الذى يتوسع بصورة ملحوظة في العديد من دول أوروبا الشرقية في الآونة الأخيرة، حيث تبقى فواتير الأجور المرتفعة سببا رئيسيا في تحول أصحاب المصانع نحو الآلة على حساب البشر، حتى يمكنهم الاحتفاظ بتواجدهم في السوق. ولعل التحول نحو الاعتماد على الآلات في المرحلة الحالية، يعد بمثابة أزمة كبيرة، ليس فقط بالنسبة لمواطنى أوروبا الشرقية، والذين يعانون أساسا جراء التراجع الاقتصادى الكبير الذى تشهده تلك المنطقة بسبب الأزمات المالية المتلاحقة، وإنما تمتد لتتجاوز الحدود، عبر انتقالها إلى دول أوروبا الغربية، في ظل اتجاه العديد من العمال نحو الهجرة إلى الدول الأكثر ثراءً، بحثا عن فرصة عمل، وهو الأمر الذى يمثل تحديا كبيرا للأنظمة القائمة بها في ظل حالة الغضب المتنامى جراء التدفق الكبير للمهاجرين إلى دولهم، وبالتالي مزاحمة المواطنين الأصليين في فرص العمل. والتوجه نحو التوسع في استخدام الآلة على حساب العنصر البشرى تزايد بصورة كبيرة مع اقتحام الصناعات التحويلية للجانب الشرقى من القارة العجوز، إثر توسع الاتحاد الأوروبى، في العقود الأخيرة، وعلى رأسها صناعة السيارات، حيث اعتمدت على "الروبوت"، بصورة كبيرة، لتستلهمها الشركات الأخرى، كوسيلة لتحقيق المزيد من المكاسب، خاصة مع المطالبات التي ترفعها النقابات العمالية حول زيادة الأجور، وتقديم مزايا إضافية. يقول زولتان لازلو، زعيم أحد النقابات العمالية بالمجر، في تصريح أبرزته وكالة "رويترز"، إن استبدال العنصر البشرى بالآلات لم يعد يقتصر على صناعة السيارات، وإنما امتد إلى العديد من الصناعات الأخرى، كصناعة الفولاذ، وهو الأمر الذى يسلب العمال حقهم في العمل والحياة. وبالنظر إلى النموذج المجرى، ربما نجد أن ثمة اختلافا كبيرا بين معدلات النمو الاقتصادى في العام الماضى، ونسبة التوظيف بين المواطنين المجريين، ففي الوقت الذى حقق فيه الاقتصاد نسبة نمو تجاوزت الـ5% في عام 2019، فإن قطاع التوظيف شهد خسارة حوالى 23 ألف وظيفة. الأمر نفسه ينطبق على التشيك، حيث قالت بيانات صادرة عن الحكومة أن قطاع الصناعات التحويلية هناك خسر حوالى ألف وظيفة خلال العام نفسه. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لأحد شركات صناعة البلاستيك، ويدعى بيتر سيمون، إنه لا يوجد لديه سوى عدد محدود للغاية من العمال للإشراف على "الروبوتات" العاملة، موضحا أن فواتير الأجور أصبحت في زيادة مستمرة، في الوقت الذى تنخفض فيه أسعار "الروبوت" بصورة كبيرة، موضحا أن العمل يتم بدقة متناهية في ظل الاعتماد على الآلة. وعلى الرغم من أن الاعتماد على الآلة يتم بصورة تدريجية في العديد من دول أوروبا الشرقية، إلا ان ثمة توقعات تدور حول إمكانية اختفاء 10% من الوظائف في غضون سنوات معدودة، وهو الأمر الذى دفع نحو دعوات إلى إعادة تدريب العمال، حتى يمكنهم من تنمية مهاراتهم في المرحلة المقبلة، وبالتالي إيجاد بدائل لوظائفهم. الاعتماد على "الروبوت" امتد إلى مصانع الأغذية والمشروبات، ففي العاصمة التشيكية براج، تم اللجوء إلى الآلة في أحد مصانع الزبادى، في عملية الفرز والتحميل على منصات، لتحل محل 10 أشخاص كانوا يقومون بهذه المهمة، في حين أن شركات بيع الملابس في بولندا أعلنت خطة لمكافحة الارتفاع الكبير في الأجور عبر الاعتماد على الآلة على حساب البشر. ومن جانبه، يتوقع الاتحاد الدولي للروبوتات أن ترتفع مبيعات الروبوتات في الاقتصادات الكبرى في أوروبا الشرقية حتى عام 2022 ، لكن على الرغم من اعترافه بأن بعض الوظائف ستختفي ، إلا أنها لا تتوقع تأثيرًا صافيًا كبيرًا على العمالة.


























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;