يتسبب قطاع النقل والمواصلات فى حوالى 30% من أسباب تلوث الهواء فى القاهرة الكُبرى، لذا أولت وزارة البيئة اهتمام كبير بالعديد من المشروعات التى تدعم التوجه إلى خفض انبعاثات التغيرات المناخية، والتى تسهم بدورها فى خفض أسباب تلوث الهواء، مثل السيارات الكهربائية، والتوسع فى النقل المستدام، والنقل العام، حيث أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، مشروع تشغيل 7خطوط أتوبيسات الخدمة المميزة لربط مدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد بمحطة مترو أنفاق جامعه القاهرة.
قال الدكتور على سليمان حزين، أستاذ هندسة وتخطيط النقل والمرور، بكلية الهندسة جامعة القاهرة، مدير برنامج النقل بمركز بحوث التنمية والتخطيط التكنولوجى بجامعة القاهرة، واستشارى المشروع، إن المشروع بدأت فكرته منذ عام2005، بعدما اطلع على أساليب التخطيط للأتوبيسات بالخارج، وطرق الجذب للمواطنين عن السيارات الخاصة، وحصلنا على منحة لتطبيق المشروع، لتقليل انبعاثات التغيرات المناخية، ووقع الاختيار على مدينتى 6 أكتوبر والشيخ زايد لقربهم من محطة مترو جامعة القاهرة، أى الخط الثانى، ومن المنتظر خلال عام أن يتم ربطها بالخط الثالث ليصل إلى مطار القاهرة.
وأضاف حزين، فى تصريحات لـ "انفراد": ثم بدأنا دراسة الوضع بالمدينتين علميا، لبيان حجم الطلب، وصممنا الخطوط داخل المدينة، وطبقنا نظام إلكترونى لإدارة الأتوبيسات، وهو ملك لهيئة المجتمعات العمرانية، ومن المقرر أن يتم تعميمه بكل خطوط مصر، وتدار المحطة إلكترونيا بمعنى، أنه يتم تتبع نظامًا إلكترونيًا جديدًا ملك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لإدارة وتشغيل الأتوبيسات، مما يوفر متابعة دائمة للمشروع وإصدار التذاكر داخل الأتوبيس بالمحطات الرئيسية، وعرض خط السير ونقاط التوقف على الشاشة الإلكترونية الموجودة داخل الأتوبيس، ووجود شاشة إلكترونية في مقدمة الأتوبيس وأخرى جانبية لعرض المسار والاتجاه للركاب المنتظرين بمواقف الأتوبيس على المسارات، والمنتظرين بالمحطات، وبث معلومات فورية مستمرة لحركة الأتوبيسات للمستخدمين على الهاتف المحمول، والحاسب الآلي ووجود اتصال دائم بشبكة الانترنت متاح للركاب داخل الأتوبيس عن طريق جهاز Wi-Fi، ووجود مصدر لشحن الهاتف المحمول بكل مقعد.
من ناحيتها، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن الوزارة وبالتعاون مع الجهات المعنية تعمل على دعم مفاهيم النقل المستدام والتي تهدف في المقام الأول الى خفض الانبعاثات بقطاع النقل من خلال الحد من التكدس المروري والتحول الى وسائل نقل أقل تلوثا منها النقل العام ووسائل النقل غير الآلي الصديقة للبيئة مثل الدراجات والمشي.وتغير ثقافة النقل، مشددة على ضرورة وجود حملة توعوية مكبرة للتوعية باهمية الخدمات المميزة فى مجال النقل للمواطن والبيئة لزيادة عدد مستخدمى هذه الخدمات.
واوضحت انه تم تصميم وتنفيذ هذه الخطوط من خلال مشروع النقل المستدام الذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبتمويل من مرفق البيئة العالمية ،وبدعم فني من خبراء هندسة تخطيط النقل بمركز بحوث التنمية والتخطيط التكنولوجي بجامعه القاهرة وباستثمارات القطاع الخاص المصري الإماراتي المشترك، وهو ما يؤكد ان مبادرات البيئة تدعم الاستثمار في القطاعات التنموية ومجالات تقديم الخدمات للمواطنين من خلال المنهجيات والتقنيات منخفضة الكربون.
وأضافت: أن المشروع لا يعتمد على توفير أتوبيسات نقل عام فقط، لكنه يشمل التخطيط لمناطق الانتظار، بالإضافة إلى توفير عامل جذب للمواطنين لاستخدامها، والذى يتطلب أن يكون السعر مغرى والخدمة متميزة ليترك المواطن سيارته ويستقل الأتوبيسات العامة.
وأكدت فؤاد ان فكرة النقل الجماعى بدء التفكير بها منذ ما يقرب من 10 سنوات بهدف خلق مدن ومجتمعات عمرانية جديدة قادرة على التصدي لآثار التغيرات المناخية، وكان امامنا تحدى كبير ولكن بدعم القيادة السياسة وتعاون الجهات المعنية استطعنا التغلب على تلك التحديات، مضيفه: ان المشروع نجح في تشجيع الاستثمار في مجال نقل الركاب بمكونات تنفذ لأول مره في مصر وتستهدف تشجيع مستخدمي السيارات الخاصة لاستخدام أتوبيسات ذات جودة فائقة بما يتوافق مع التوجهات في دول العالم المتقدم.
فيما قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، إن تدشين هذا المشروع هو مجرد البداية لحل المشكلة المزمنة لانتقال المواطنين داخل المدن الجديدة وربطها مع القاهرة وعواصم المدن من خلال وسائل النقل العام. واضاف ان هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة قد أنشئت وحدة خاصة لإدارة منظومة النقل داخل المدن الجديدة وبدأت بالفعل في التخطيط والتنفيذ لعدد من مشروعات النقل الجماعي داخل تلك المدن، وبعض تلك الخطوط تدعمها الهيئة ماديا حتى تتناسب خدمات نقل الركاب مع كافة مستويات الدخل للمواطنين. ووعد ان الفترة القادمة سوف تشهد تدشين نماذج جديدة أخرى للنقل العام بالمدن الجديدة لتوفير بدائل نقل الركاب المختلفة للمواطنين.