بالصور.. 5 أيام فى بيروت بين عمائم الشيوخ والقساوسة.. تبادل خبرات الشباب العربى والدنماركى فى نقاش عن التعايش الدينى.. الشيخ يشعل شمعًا بالكنيسة والقسيسة الأوروبية ترتدى الحجاب بالمسجد

خمسة أيام قضيتها فى بيروت، ضمن وفد الهيئة القبطية الإنجيلية الذى رشحته لحضور ورشة عمل مؤسسة أديان اللبنانية حول التعايش الدينى وتقبل الآخر والسلام المجتمعى ضمن خمسة هيئات عربية وبالتعاون مع مؤسسة الحوار العربى الدنماركى.

تألف الوفد المصرى من تركيبة اجتماعية وثقافية مختلفة فكان بيننا الشيخ محمد وهو إمام وخطيب مسجد من أسوان، درس بكلية اللغات والترجمة فكان من السهل عليه أن يشارك بورشة عمل باللغة الإنجليزية، والقس رمسيس صليب المدرس بكلية اللاهوت الإنجيلية، ورامى فاروق الذى يدرس العلاقات المسكونية بين الطوائف المسيحية، وأيمن غانم المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والزميلين أحمد حامد من موقع أصوات مصرية، وأسنات إبراهيم مدير تحرير موقع البوابة القبطية التابع للبوابة نيوز، وكاتبة هذه السطور التى تعمل نائبا لرئيس قسم الأخبار بانفراد، ومحررة لشئون الكنيسة أيضًا.

تجربة المشاركة فى ورشة عن الحوار الدينى، مع شباب من ثلاثة دول عربية مختلفة هى الأردن وسوريا ولبنان بالإضافة إلى الدنمارك التى شاركت بوفد يضم دنماركيين أصليين بالإضافة إلى ذوى الأصول الشرق أوسطية، تجربة فريدة إنسانيا ربما أكثر من التحصيل العلمى ونتاج هذه الورش.

كان العمل الذى بدأ فى الرابع من أبريل الجارى وانتهى فى التاسع منه، يبدأ فى التاسعة صباحًا فى حوار مفتوح مع مدربى ورشة أديان، وكان السؤال الأول فى الورشة كفيل بنقل تجارب وخبرات وخلفيات ثقافية متباينة كأن تسأل المدربة عن اسم كلًا منا وحكاية اسمه فتسمع قصة سالى الفتاة اللبنانية نصف المارونية نصف المسلمة، التى ولدت من أب مارونى مسيحى وأم مسلمة وعاشت التعايش الدينى منذ ميلادها وحتى اليوم فى مدينة بيروت المتنوعة، وتسمع قصة وسيم الشاب السورى الذى له عائلة نصفها من المسيحيين ونصفها الأخر من المسلمين، وكذلك همام الأردنى المسلم ذو الأصول المسيحية، ومولى الإيرانى الدنماركى الذى جاء أسمه تحقيقا لمنام أمه أثناء حملها، وقاسم الباكستانى الدنماركى الذى أراد والده أن يحفظ له اسما إسلاميا بعد الهجرة، ونادية الدنماركية ابنة الأب الصعيدى الذى منحها اسم جدتها، والكثير من الحكايات التى تكشف عن تعدد الرؤى والهويات والثقافات.

فى مدينة بيروت كنا على موعد مع زيارة المسجد العمرى، أكبر مساجد المدينة على الاطلاق، فما كان من ينى القسيسة الإنجيلية الدنماركية سوى أن ترتدى الحجاب وتخلع نعليها على باب المسجد وتستمع باهتمام كبير لحكاية الإمام عن تاريخ مسجد يمتد لعصر الدولة العثمانية، أما كاتدرائية النبى إيليا المجاورة لها فأوقد الجميع مسلمون وأقباط الشموع داخلها تقربًا للقديسيين الذين حملت الكنيسة أيقوناتهم وأسمائهم فحموها نار الحرب الأهلية التى أشعلت البلاد والعباد.

كان العمل يجرى بالتبادل بين المدربين وممثلى الدول المختلفة، وحين طلب أحد مدربى الورشة نماذج محاكاة لما يتعرض له سكان الدول المشاركة من تمييز دينى أو لونى أو جنسى، شارك الوفد المصرى باسكيتش يجسد التابوهات المتوارثة فى العلاقة بين المسلمين والأقباط فرفضت سيدة مسلمة أن تأكل فى كنيسة فى مشهد ، وفى الاسكيتش التالى وصف الرجل زوجته بـ"ست بـ100 رجل" وكأن الرجل أفضل من السيدة، بينما اختار الفريق الأردنى أن يعرض رفض المجتمع لأزمة الزواج المختلط بين المسلمين والأقباط فى اسكتش مسرحى أيضًا.

كان الجميع على موعد مع السهرة الثقافية، التى عرضت فيها كل دولة شيئا من تاريخها وحضارتها فعرض المصريون فيديو عن تاريخ مصر بدءا من الفراعنة ومرورا بعصور الأقباط ثم العصر الاسلامى وحتى العصر الحديث، واختتموها برقصة التحطيب الفرعونية، وعرض الفريق الأردنى رقصة الدبكة الشهيرة، وكذلك اللبنانيون الذين قدموا تاريخ لبنان الفنى والثقافى، أما الدنماركيين فجسدوا قصة البطة السوداء، بينما أبكى السوريون الحضور جميعا حين عرضوا فيلما عن سوريا التى كانت قبل الحرب ولم تعد كما هى.

فى ورشة أديان للتعايش الدينى، ستتعلم أن ترى أعمق من السطح وتكتشف أن الحياة ليست أبيض وأسود فقط بل ممتلئة بالألوان والثقافات.






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;