فى حب الرسول.. قبطيان يطوفان قرى الصعيد للإنشاد بقصائد النبى محمد.. هانى: فن ورثناه عن والدنا.. وتساعدنا فى الصلح وتحقيق الوحدة الوطنية.. ماهر: نواجه أغانى المهرجانات الهابطة ومدح الرسول يجلى النفوس..

ظن الكثيرين أنه مع وفاة مكرم المنياوى الفنان الشعبى، ابن قرية بنى أحمد الشرقية، أن الموال قد انتهى ولم يعد هناك مداحين للرسول والسيدة العذراء بعد ذلك، غير أن أبناء مكرم المنياوى نجحوا فى إعادة الفن الأصيل إلى سابق عهده، حيث يجوبون به محافظات مصر من الجنوب إلى الشمال مداحين للرسول والسيدة العذراء وينشدون المواويل التى كتبها الفنان مكرم المنياوى بيده ليسطر بها تاريخا لنفسه حتى أطلق عليه الفنان القبطى مداح الرسول. يقول هانى مكرم المنياوى، الابن الأصغر للفنان، :"نسير على نفس نهج والدنا فى الفن وعشق مدح الرسول فلا تخلو حفلة من حفلاتنا إلا نمدح فيها الرسول والسيدة العذراء كما تعلمنا من والدي". وأضاف أن تاريخ الفنان مكرم المنياوى حافل بالكثير الذى لا يعرفه الناس ومنه أكثر من جلسة صلح جمعت أبناء مصر بسبب مواويل عشق الرسول، لأنه كان عاشقا للوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الفنان مكرم لم يأخذ حظه الكافى فى الشهرة، رغم أنه جاب العديد من دول العالم بمواله الشعبى الأصيل، وأكد هانى أن ما تم نشره لمكرم المنياوى فى سوق الكاسيت قليل مما كان معه، فمازال هناك أكثر من 60 شريطا لم يتم نشرهم فى الأسواق، ومنها سعاد ومخلوف، وسلطان وسعدية، ورابح وندمان، وأحمد الدرش، وغيرها من المواويل الشعبية التى ترصد الواقع فى صعيد مصر، لافتا إلى أن كل المواويل التى أنشد بها الفنان مكرم كان يكتبها ويلحنها لنفسه دون الاستعانة بأحد . وتابع هانى: "نحن نسير فى نفس المدرسة التى تعلمناها من والدى وعلى الرغم أن والدى سلك هذا الطريق فى سن الـ20 عاما بعد أن كان يعمل ترزيا، إلا أنه حقق الكثير فى الفن وأصبح ملقبا بالقبطي مداح الرسول" . وأشار إلى أن أداء الموال يختلف كثيرا عن أى غناء، ولذلك نحن نسير فى نفس المنهج والأداء، وقال إننا أحيانا نريد التغيير فى الأداء إلا أن المستمع يرفض ذلك، لأنه أصبح عاشق للموال بهذا الشكل . أما ماهر مكرم، والذى يشبه الفنان فى كل شيء، قال إن أكثر الحفلات التى نقوم بها لازم نمدح الرسول والجميع يتفاعل معنا، مشيرا إلى أن بداية والده كانت موال ولاد جاد المولى، وهانم والدكتور وموال الصاحب، وتلك المواويل وجدت صدأ واسع فى الأوساط الفنية وعند الجمهور. وأضاف: "تعلمت على يديه فن الموال فقد كان يأخذنا معه جميع حفلاته وكان من أصعب المواقف عندما كنت أقف بجانبه حدث نشاذ أثناء غناء الموال ولم أدرى إلا وهو يصفعني بيده على وجهى، أمام الجمهور وكانت تلك نقطة تحول لنا فى مجال الغناء الشعبى، ولكن كنت دائما أخشى أن أقوم بالغناء فى حضوره، فكان يترك الحفلة ويذهب بعيدا ليترك لى الفرصة . وقال إن أول حفلة إقامها الفنان حصل فيها على 25 قرشا أجره فى هذا اليوم، مشيرا إلى أن دور محمد العزبى فى مسلسل الدم والنار كان معروضا على الفنان مكرم وحضر إلى بيتنا المخرج رمسيس، ولكن بعدها فوجئنا بالفنان محمد العزبي هو من يقوم بأداء الدور . وأضح أننا نعيش داخل الموال الشعبى الذى ورثناه عن والدنا وعشق الرسول ليس حراما الفنان يقدم الفن من أجل الفن، واستطرد لم نطور فى الموال خاصة أن الجمهور أحبه بطريقة مكرم، ولذلك نحن نقدمه مثل والدنا ونحاول أن لا نطور فيه بل نؤسس لهذا الفن الأصيل. وأشار إلى أن الفن الشعبى مازال صامدا أمام ما يسمى فن المهرجانات، المجتمع المصرى ذواق، ويلفظ مثل تلك المهرجانات، كيف بعد عبد المطلب وعبد الوهاب نسمع مهرجانات، وهذه الأعمال ليست لها عمر فى الساحة الفنية، لأنها ليس لها بالفن صله. فتلك الأعمال ليس لها مدرسة ولا أساس. وأضاف أن أغانى المهرجانات هابطة وليست فن ولا هادفه، ونطالب الفنان هانى شاكر إيقاف ذلك ومنعه والرهان الأساسى على المستمع. ولفت "ماهر"، إلى أن موال وصية أب كانت من أعلى المواويل التى أنشدها مكرم وحصلت على أعجاب أكثر من 2 مليون مستمع، موضحا أنه بعد وفاة والده الفنان مكرم وجدنا محبيه ينشرون له مواويل كثيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، ووالدى ترك لنا ميراث من المووايل التى لم يسمعها أحد، ولكنها فى شرائط كاسيت، ونخن نعمل فى إعادة تلك الشرائط على سيديهات ونشرها لعشاق الموال. وأوضح "ماهر"، أن الفن الشعب له جمهوره وعشاقه، لكن الإعلام لا ينظر إليه ونفاجأ بأن الإعلام يرسم طريقا لما يسمى أغانى المهرجانات ويفسح له الطريق. وتابعت قائلا:"والدى لم يكن محظوظا لكنه كان مقتنعا بالرسالة التى يقوم بها فى مختلف دول العالم فقد نجح الفنان الشعبي مكرم المنياوى أن يصل برسالته إلى أوروبا للجاليات المصرية فى كل مكان والدول العربية، ونحن نتمنى أن نواصل تلك المسيرة" . يذكر أن مكرم جبرائيل غالى المنياوى ولد فى قرية صغيرة وهى بنى أحمد الشرقية، رفض أن يمتهن مهنة الخياطة ويسير على درب والده وقرر أن يعمل بمهنة الطرب والفن، معلنا رفضه للسياسية، كما أنه لم يغنى أمام راقصة طوال عمره. مكرم المنياوى ولد عام 1947، وأشعل ليالى قرى الصعيد منذ منتصف الستينيات بالطرب والمواويل والقصص، حيث عمل ترزيا فى مقتبل العمر وكان يهوى سماع عبد الرازق العربى، وهو من عرب الطيبة بمركز سمالوط، ومحمد طه، وغيرهم من نجوم الطرب الشعبى. وكانت قصة أولاد جاد المولى ولملوم، وهى قصة شعبية حدثت فى مغاغة فى عزبة الأقفاص، سبب رئيسى فى شهرته والتى حصلت وقائعها سنة 1936، وأساسها صراع انتخابات بين صالح لملوم وأولاد جاد المولى. ومن أهم الحفلات التى أحياها مكرم المنياوى طوال مشوار عمله فى الفن مولد العذراء وميت دمسيس ودرنكة ومولد سيدى العارف بالله عبد الرحيم القناوى، والعارف بالله سيدى الفرغلى بأبو تيج بأسيوط. ومن أشهر أقواله "كثيرون دائما يتساءلون إزاى ده قبطى ويمدح الرسول.. إحنا أهل واللى ما يرضيش أهله ميبقاش منهم والفنان ميزان لا يميز، ويقولون إزاى مكرم اللى داقق صليب على أيده بيمدح فى الرسول وأقول لهم "أنتم مالكم ومال مكرم والرسول خليكم فى حالكم"، كما غنى المنياوى فى فرنسا بحفلات قصور الثقافة والعراق. ورحل مكرم المنيا وترك ربابته شاهده على أعماله الفنية التى أصبحت موروثا شعبيا عشقه الناس فى مختلف محافظات الصعيد بعد صراع مع المرض وكان كليب بعنوان "يا دار قوليلى"، هو آخر شيئ له وآخر حفلة أقامها كانت بإحدى قرى مركز أبوقرقاص، وأن والده توفى بعد صراع مع المرض داخل المستشفى.


















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;