3 متعافين من كورونا يتحدثون لـ"انفراد" عن رحلتهم من العدوى إلى التعافى.. عماد أصيب بالفيروس فى أول يوم عمل بعد إجازة طويلة.. محمد: تحولت من إيجابى لسلبى خلال 3 أيام.. مهدى: الشائعات كانت سبب رعبى

14 يوما رحلة العودة للحياة بعد الإصابة بفيروس كورونا التاجى، إحساس الرعب من الموت وعيشة العزلة شيء مخيف يشعر به من تظهر تحاليهم إيجابية، ولكن هناك ضوءا خافتا يظهر فى آخر شريط هذا الظلام الداكن، حين تسمع أحدًا يعلن نسبة المتعافين من هذا الفيروس اللعين. ولأن رحلة المتعافين تمنحنا الكثير من الأمل الذى يخرج من قلب الألم، تحدث "انفراد" مع 3 من المتعافين عن رحلة الـ 14 يومًا الفاصلة فى حياتهم. محمد: معرفتى بإصابتى كانت أسود لحظات حياتى "كانت أسود لحظات حياتى" هكذا وصف محمد أحمد حسين، ابن أسوان الثلاثينى أحد المتعافين من فيروس كورونا، مشاعره حين عرف أنه ضمن 45 شخصًا سيتجه إلى مستشفى العزل بمطروح. عاد بالذاكرة إلى الخلف، حين كان يعمل فى الغرف الداخلية لأحد الفنادق السياحية بمحافظة أسوان، وقال لـ"انفراد": حينها كانت هناك مجموعة من السائحين الفرنسيين ظهر أنهم حاملى الفيروس عند عودتهم لبلادهم، وهنا أخطرت السلطات الفرنسية السلطة المصرية وعلى الفور اتجهت لجنة من وزارة الصحة إلى الفندق السياحى واتخذت كافة الإجراءات من التحاليل الخاصة لكل من تعامل مع تلك المجموعة، كنت أشعر فى تلك الفترة بدور برد وإنفلونزا وذهبت للصيدلى وأخذت حقنة لنزلات البرد العادية، وكان الموضوع بسيط للغاية. وتابع محمد: بعد يومين كانت هناك لجنة أخرى من وزارة الصحة أجرت التحاليل مرة ثانية وأعلنت أنه يوجد ما يقرب من 45 شخصا حامل للفيروس ويجب عزلهم على الفور. كنا وقتها على ظهر المركب السياحى التابع للفندق وكنت أرتدى ملابس خفيفة بطبيعة الحال لأن فى أسوان ترتفع حرارة الجو نهارًا، وكانت لحظات سيئة للغاية شعرت أن الدنيا ستنتهى. تحدثت مع عائلتى تليفونيًا وأخبرتهم أنى ذاهب للعزل وكانت الصدمة شديدة عليهم، سمعت بكاء أطفالى الصغار فأغلقت الخط وامتلكنى الحزن الشديد، خاصة حين اعتلت قدماى سيارة الإسعاف متجها إلى مطار الأقصر، وقت عصيب لم أسمع فيه سوى تمتمة المحيطين بالدعاء لله عز وجل أن يرفع تلك الغمة عنا. وأكمل المتعافى من فيروس كورونا حديثه لـ "انفراد": "ركبنا طائرة عسكرية اتجهت بنا إلى مطار مرسى مطروح، هناك كانت فى انتظارنا سيارات الإسعاف كى تنقلنا إلى مستشفى العزل". بخطى ثقيلة دخل محمد إلى غرفة الرعاية المركزة وتلقى العلاج من طاقم الأطباء، وقال: "بعد 3 أيام أجريت لى تحاليل وكانت النتائج سلبية، فنقلت إلى غرفة أخرى كنت فيها وحيدًا ويائسا وحالتى النفسية مدمرة، هذه الفترة كدت أجن من كثرة الأسئلة التى كانت تدور فى ذهنى، غير مستوعب ما يحدث لى فى يوم وليلة يأتى مرض لعين جديد على بلدى والعالم لا أحد يعرف كيف التعامل معه سوى العزل والوحدة بعيدا عن البشر، بعد ثلاثة أيام أخرى كنت أتناول فيهم الأدوية والفيتامينات أجريت لى تحاليل وكانت النتائج سلبية للمرة الثانية، وقتها استعدت للرحيل والعودة لأسرتى، بعد ثمانية أيام كدت أشعر باليأس فيهم". فرحة العودة للأهل والتعافى واستطرد محمد: "رجعت لأهلى وأنا مش عارف هتعامل معاهم إزاى ولكن افتكرت كلام الدكتور أن أهم حاجة أنى أفضل فى البيت وابعد عن أى شخص عنده شوية برد، كانت فرحة أهلى كبيرة خاصة ولادى وزوجتى، وعلى الرغم من فرحة أهلى واستقبالهم ليا لكنى كنت بشعر فى عيون بعضهم الخوف من أنه يقرب منى أو يسلم عليا، لكن عشان احنا صعايدة، كان لازم يقوم بالواجب ويهنينى على السلامة، كلمة بقولها لكل الناس الموضوع مش هين لا كبير ولازم الكل يسمع الكلام وينفذ التعليمات كاملة". عماد حسين: اطمئنانى على تحاليل أسرتى هون على شارك "محمد" رحلت تعافيه من فيروس كورونا زميله عماد محمد حسين ـ 32 عامًا ـ والذى أصيب بالفيروس فى أول يوم عمل بعد إجازة طالت شهر كامل، وحكى عماد لـ"انفراد": "صحتى كانت كويسة ومش حاسس بأى أعرض ولا أى حاجة، ولما عرفت بإصابتى حسيت بصدمة فظيعة كنت هموت من الرعب والخوف على عيلتى أحسن يكون حد منهم اتصاب الموضوع مش هين خالص، بالصدفة أول يوم شغل ليا بعد الإجازة كان فى لجنة من وزارة الصحة عملت ليا التحاليل وكانت إيجابية، وقرروا ينقلونا على طول لمستشفى العزل فى مطروح". "حسيت إنى تايه ومش مصدق وكل اللى بفكر فيه أهلى وعيلتى واللى ممكن يجرى لهم من بعدى" بعفوية حكى عماد عن مشاعره لحظة معرفته بإصابته، ولكن خوفه قل بعض الشيء حين زارت لجنة من وزارة الصحة بزيارة بيته لإجراء الفحوص لأمه وزوجته وأولولاده: "الحمد لله كلها كانت سلبية ونتيجة تحاليلهم دى هى اللى صبرتنى على اللى أنا فيه". وتابع عماد: ركبت عربية الإسعاف وكنت وحاسس إنى فى حلم، كنا 3 فى العربية كل واحد فينا كان تايه عينه مذهولة كل واحد بيفكر فى حاله واللى وراه، أسئلة كتيرة جدًا كانت فى راسنا بنفكر فيها احنا هنعيش ولا دى آخر لحظات لينا فى الدنيا وأهالينا اللى ماشفناهمش، طيب هيعيشوا إزاى لو مارجعناش، أفكار كتير وأسئلة مالهاش إجابة لأن محدش يعرف حاجة عن أى حاجة". فى الرحلة من مطار الأقصر إلى مطروح، حيث مستشفى العزل كان الضباط والعساكر بصحبة عماد وزملائه يحاولون التخفيف عنهم وقال عماد: "عاملونا أحسن معاملة من أول لحظة لحد ما دخلنا مستشفى العزل، والدكاترة هناك بردو كانوا محترمين والممرضين.. كل الناس عاملتنا كويس وكانوا بيخففوا عنا". ووصف عماد حجرة العزل: " كنا 5 أفراد فى غرفة واحدة، وكل سرير بيبعد عن التانى حوالى متر، على طول الأدوية فى ميعادها والتحاليل وقياس الضغط، قعدت أسبوع فى العزل سبعة أيام 6 منهم فى المستشفى وانفراد فى فندق للقوات المسلحة للاطمئنان الأخير قبل ما ارجع لأهلي". ويحكى عماد عن فرحته قائلًا: "كانت فرحتى مكتومة عشان أنا همشى وفى زمايلنا جو العزل، الحال جوه رغم أن المعاملة كويسة جدًا من كل الناس إلا أنك تحس أن الموت قريب ده صعب جدًا، لما رجعت البيت فرحت أهلى بيا وأولادى وزجتى كانت كبيرة، بس إللى محزن أن بعض الناس خافت وبعدت عنى، حقهم طبعًا يخافوا ويبعدوا عنى، ده غير نظرات بعض الناس إللى حوليا بتألمنى جدًا مع إنى كويس ومتعافى ومافيش أى حاجة فيا". أحمد من الأقصر: الاشاعات وكلام الناس الكثير زاد صدمتي ورعبى ومن أسوان للأقصر كان هناك متعاف آخر يعمل على متن مركب سياحى فى النيل، أحمد مهدى عبد العزيز ـ 31 عامًا ـ حكى أحمد عن تجربته لـ"انفراد" من لحظة معرفة الإصابة حتى التعافى. وقال أحمد: "جاءت لجنة من وزارة الصحة وأجرت مسحا لكل العاملين فى المركب وكنت من ضمن من أجريت لهم التحاليل، وقتها كنت أشعر باحتقان فى الزور وليس أكثر، وحين أبلغت اللجنة بذلك طلبت منى لا أذهب لبيتى لحين ظهور نتائج التحاليل وذهبت اللجنة إليهم وأجرت لهم التحاليل وكانت الحمد لله جميعها سلبية، أما أنا فكانت تحاليلى إيجابية، أخبرت عائلتى تليفونيًا وتم نقلنا إلى مستشفى العزل بمطروح". وأكمل "أحمد" كانت صدمة وزعلت جدًا وخوفت. إحساسك وأنت ماشى وسايب أهلك وناسك ومش عارف هتروح فين ولا هتعمل إيه ومش عارف المرض ده إيه بالضبط، وكما الاشاعات وكلام الناس الكتير إللى مش فاهمين كان بيحبطنى ويرعبى أكثر". وتابع: "كنا 15 واحد من المركب نزلنا كلنا وخدونا لمستشفى العزل فى مطروح، هناك كان الصمت هو البطل الأساسى فى العزل كل واحد بيفكر فى حالة وبيعيد حساباته، الموت قريب مننا قوى، والحياة حلوة ومش مستهلة حد يستقوى عليها". كنا 3 فى غرفة واحدة، العلاج بناخده فى معاده، كان لينا 3 وجبات فطار وعشا "بيض وجبنه وعيش"، وفى الغدا "لازم فراخ أو لحمة"، قعدت أسبوع 8 أيام، كنا خايفين كلنا لحد ما عملت التحاليل الأخيرة وظهرت سلبية الحمد لله وروحت بيتى وسط أهلى وناسى وولاد، بدعى ربنا يبعد الشر ده عننا ونرجع تانى، وتصلح الأحوال فى الأقصر لأننا عايشين على السياحة ودلوقتى مافيش شغل والحالة صعبة".










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;