بدأت التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا تظهر بوضوح فى الولايات المتحدة بعدما بلغت البطالة معدلات غير مسبوقة منذ الكساد الكبير فى ثلاثينيات القرن الماضى. حيث قالت وزارة العمل الأمريكية، اليوم الخميس، إن 6.6 مليون أمريكى تقدموا الأسبوع الماضى بطلب للحصول على إعانات البطالة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فقد تم تقديم أكثر من 17 مليون مطالبة جديدة للعاطلين عن العمل فى الأسابيع الأربعة الماضية، وهو تصاعد سريع وغير مسبوق فى الولايات المتحدة منذ الأسبوع الذى أعلن فيه الرئيس ترامب حالة الطوارئ الوطنية بسبب وباء كورونا القاتل.
ويشمل رقم 17 مليون التقارير الجديدة من وزارة العمل بأن عدد أكبر من الأشخاص تقدم بطلب إعانة البطالة فى الأسبوع السابق، مما رفع مطالبات البطالة خلال الأسبوع المنتهى فى 28 مارس إلى رقم قياسى بلغ 6.9 مليون، ارتفاعا من 6.6 مليون.
وكان كبار مسئولى الحكومة ومسئولى الصحة قد أمروا بإغلاق كاسح للشركات فى محاولة لمحاربة كورونا بإبقاء العمال والعملاء فى المنزل، إلا أن التأثير الجانبى قد أدى إلى ارتفاع هائل فى البطالة.
وقالت جانيت إيلين واحدة من كبار الاقتصاديين فى العالم، إن معدل البطالة فى الولايات المتحدة قفز إلى 12 أو 13% على الأقل بالفعل، وهو أسوأ مستوى للبطالة شهدته الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير.
وقالت وكالة بلومبرج إنه جاء ضمن توابع إغلاق أجزاء كبيرة من الاقتصاد، تسريح العمال فى مختلف الصناعات بسرعة غير مسبوقة. ورجحت أن تزاداد طلبات إعانات البطالة خلال الأسابيع المقبلة معصدار مزيد من الولايات أوامر للأمريكيين البقاء فى منازلهم.
وكان معدل البطالة فى الولايات المتحدة قد وصل إلى 10% فى آخر ركود، بينما كان المعدل 4.4% فى بيانات مارس، والذى غطى الجزء الأول من الشهر، بعد أن وصل إلى انخفاض قياسى 3.5% فى فبراير الماضى.
وتقول واشنطن بوست إن كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الأمريكى تقريبا يقوم بالتخلص من العمال، بما فى ذلك التصنيع والبناء وحتى مرافق الرعاية الصحية خارج المستشفيات. وفى ولاية تكساس التى أفادت بوجود 121 ألف عاطل عن العمل فى الأسبوع المنتهى فى 28 مارس، فقدت وظائف فى الخدمات الغذائية والتصنيع والتعدين والزراعة والغابات والرعاية الصحية وإدارة النفايات والنقل والتخزين من بين قطاعات أخرى.وقال وزير العمل يوجين سكاليا فى بيان إن تقرير البطالة ما زال يعكس التضحية التى قدمها العمال الأمريكيون وأسرهم لإبطاء انتشار كورونا.
وقفز متوسط مؤشر داو جونز الصناعى أكثر من 400 نقطة اليوم حيت تشجع المستثمرون بمزيد من الإجراءات الحكومية لمكافحة الدمار الاقتصادى الذى أحدثه الوباء. وجاء ارتفاع سوق الأسهم بعد أن كشف الاحتياطى الفيدرالى عن 2.3 تريليون دولار فى إقراض جديد للشركات على اختلاف أحجامها، وأيضا المدن والولايات المتعثرة. وقال رئيس الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول إن الأولوية القصوى للدولة هى محاربة الوباء ورعاية المرضى، لكن البنك المركزى يفعل كل ما يلزم لتقديم الإغاثة الاقتصادية.