أبطال الجيش الأبيض يروون قصص الكفاح على خط مواجهة كورونا.. أخصائى عناية مركزة: كنا مدركين أننا فى حرب مع عدو.. ومسعف: غيرتى على أهل بلدى دفعتنى لطلب العمل بنقل المصابين.. وإسلام: تطوعت للعمل بالحجر ال

أحمد ثابت: لم نكن لنتخلى عن أداء دورنا أو نكون أقل تضحية من جنودنا فى سيناء عم رضا :غيرتى على أهل بلدى كانت دافعا لطلبى العمل بنقل المصابين يفارقون أسرهم ويبتعدون عن أحبائهم ويعملون لعدة ساعات متصلة داخل مبانى معزولة فى ظروف قاسية محفوفة بالمخاطر فلا مجال للخطأ أو التهاون فى سبيل الحفاظ على أرواح أخرى، باعتبارهم خط الدفاع الأول إنهم أفراد المنظمة الطبية فى مصر الذين ضربوا أعظم الأمثلة فى التفانى والاجتهاد بالعمل على منع تمدد انتشار فيروس كورونا ذلك الوحش الصغير والذى انطلق ليجتاح العديد من البلدان وليس منطقة جغرافية بعينها فلم تسلم منها الدول الكبرى أو الصغرى على حد سواء، فاستحقوا لقب "الجيش أبيض" أو حراس الأرواح ورجال المهمات الصعبة، تعبيرا عن التضحيات التى يقدمونها. "انفراد" استمعت لقصص عدد من هذه النماذج المشرفة للتعرف على حياتهم بأماكن عملهم أو خارجها داخل منازلهم والذين كشفوا عن تقديرهم العميق للحفاوة التى وجدوها من المواطنين والتى ساهمت فى رفع روحهم المعنوية خلال مواجهتهم لذلك الفيروس. "دائما تأتى الصدفة بأفضل ألف مرة مما يأتيه الترتيب"، عبارة قد تنطبق على الطبيب أحمد ثابت أخصائى العناية المركزة بمستشفى هليوبوليس العام. من ملعب كرة القدم لكلية الطب "ثابت" الذى كان يهييء نفسه لأن يكون أحد لاعبى كرة القدم وذلك بعد قبوله فى فرق الناشئين وتدرجه فى المراحل السنية المختلفة ووصوله لفريق 19 عام كلاعب صانع ألعاب فى فريق النورس بمحافظة بورسعيد غير مساره من لاعب كرة قدم يصنع الهجمات ضد فرق الخصوم لطبيب يجتهد داخل غرف العناية المركزة لإنقاذ حياة المرضى من أصحاب الحالات الحرجة. ويقول ثابت: " بدأت حياتى لاعب كرم قدم وكان من المتوقع أن أستمر كذلك خاصة لعشقى الشديد لكرة القدم وتميزى بها وتدرجى من قطاعات الناشئين فى نادى النورس بمحافظة بورسعيد ووصولى إلى فريق 19 عام كصانع ألعاب للفريق، ولكن بسبب ارتفاع مجموعى فى الثانوية تم الإلتحاق بكلية الطب فى جامعة الإسماعيلية وهو ما ترتب عليه ترك كرة القدم والتفرغ لدراسة الطب خاصة أنها من الكليات التى تحتاج جهدا فى الشقين النظرى والعملى. عمل " ثابت" على إشباع هوايته من خلال عمله كصحفى رياضى خلال دراسته بالفرقة السادسة بالكلية استطاع من خلالها تغطية بعض الأحداث الرياضية الهامة ومنها دورى أبطال أوروبا، وكأس الأمم الأفريقية، مما أكسبه شبكة علاقات واسعة فى مجال العمل الرياضى ليتم الاستعانة به كمحلل لإحدى مباريات ناديى الأهلى والزمالك، على إحدى القنوات الفضائية وهو ما يعبر عنه بقوله:" خلال دراستى للطب عملت فى أحد الجرائد بالقسم الرياضى ثم كانت الخطوة التالية وهى اختيارى لتحليل بعض المباريات الهامة سواء فى دورى أبطال أوروبا أو بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 ثم اختيارى بعد ذلك لتحليل مباراة الأهلى والزمالك والتى قدمتنى للجمهور بصورة أكبر. كورونا "جهزوا نفسكم وعليكم أن تكونوا مستعدين لاستقبال الحالات المصابة بكورونا"، عبارة يتذكرها ثابت تم توجيها من إدارة المستشفى للعاملين بها وذلك بهدف تهيئتهم للتعامل مع الحالات التى سيتم استقبالها بالمستشفى للعلاج من فيروس كورونا وذلك بعد الخضوع لكورسات تدريبية طبقا للبروتوكول العلاجى التابع لوزارة الصحة. ويوضح ثابت: "كان عبارة عن ساعات مكثفة من التدريب على التعامل مع المرضى والعلاجات المختلفة والأعراض وكيفية التعامل مع المرضى بعد التأكد من ارتداء الملابس الواقية بشكل كامل بداء من القناع الواقى للوجة وحتى الحذاء الخاص المصمم خصيصا للتعامل مع هذه الحالات". ويكمل ثابت:" لم يكن هناك وقت كبير لذلك تم التعامل بشكل مكثف جدا حيث بدأ التدريب الخميس وتم استقبال أول حالة يوم السبت.. كنا مدركين أننا فى حالة حرب مع عدو ومتفهمين إنه من الممكن أن نتعرض للإصابة بسبب أن الفيروس مستحدث وفى طور الأكتشافات وحتى هذه اللحظة لا يوجد علاج نهائى ثبت فعاليته وتم تسجيله ولكن أبدا لم نكن لنتخلى عن أداء دورنا أو نكون أقل تضحية من جنودنا فى سيناء لذلك تسابق كل منا فى تقديم نفسه للعمل " الصدمة ويستكمل حديثه قائلا: "كانت الساعة تشير للعاشرة مساء عندما تم الإعلان عن استقبال أو حالة مصابة لفيروس كورونا كانت لسيدة مسنة وتعانى من بعض الأمراض المزمنة وتم التعامل بأخذ المسحات والتأكد من إصابتها وما أن بدأ مرحلة العلاج حتى فوجئنا بوفاتها". ويضيف: "هذا الأمر سبب انزعاجا للفريق الطبى خاصة وأنها حالة يتم استقبالها ولكن بعد دراسة الحالة تم اكتشاف إنها وصلت للمستشفى فى حالة متأخرة وكانت مصابة بعدد من الأمراض المزمنة مما أثر فى مناعتها ومقاومتها للمرض ولكن سرعان ما تم التغلب على أثار الصدمة الأولى بوفاة أول حالة وبدأنا جميعًا فى العمل فى رعاية واستقبال المصابين والذى قد يستمر إلى 48 ساعة متصلة بدون راحة لافتا إلى أن مفارقة هامة بقوله: على الرغم من ازدياد معدل الحالات المصابة بالفيروس ولكن نسبة الحالات الخطرة ضئيل جدا. على الجانب الآخر من جبهة الدفاع الأولى ضد فيروس كورونا كان يقف رجال الإسعاف على أهبة الأستعداد وبذل أقصى مجمود بكل تفانى فى سبيل التصدى لمنع تمدد فيروس كورونا وذلك بالإسراع بنقل المصابين لأماكن تلقى علاج وذلك بهدف إضافة أرقام جديدة فى قائمة ضحايا ذلك الفيروس . الرغبة فى المساعدة الإحساس بالغيرة والرغبة فى تقديم أى مساعدة والمشاركة بأى عمل عمل فى إطار الجهود المبذولة للتصدى فيروس كورونا كان ذلك هو الدافع لـ رضا مختار عبد الهادى، 52 عاما، فى المسارعة بالعمل على نقل المصابين بفيروس كورونا لأماكن تلقى العلاج بالمستشفيات المخصصة لاستقبال تلك الحالات برغم من معارضة بعض أبنائه لذلك لخوفهم عليه ولكن جاءت إجابته الحاسمة " ده واجب ومش هنتأخر عنه". بدأ عم رضا حياته فى الإسعاف منذ عام 1986 بعد حصوله على دبلوم الإسعاف بتشجيع من والده ابهدف الحصول على وظيفة مضمونة عقب التخرج مباشرة وهو ما تحقق بالفعل حيث تم استلام العمل بتاريخ 1987 أى بعد التخرج بعام واحد فقط . وقال الرجل الخمسينى وأحد المشاركين فى تأسيس هيئة الإسعاف المصرية عام 2009 بحسب تأكيده:" التحقت بمدرسة الأسعاف بناء على رغبة والدى بهدف الحصول على وظيفة فور التخرج وهو ما تحقق بالفعل والتحقت بالعمل فى مرفق الإسعاف وخلال العمل كنت أسعى للتطوير واكتساب خبرات جديدة عن الطريق العمل والممارسة لذلك حصلت على دبلوم التمريض بجانب دبلوم الإسعاف عام 1994 بجانب اختيارى ضمن بعثة للتدريب على آليات العمل الجديدة فى المانيا ". وأضاف:" عاصرت العديد من الأحداث وكنت أسعى دائما لنجدة المصابين أو المرضى بنقلهم لأماكن تلقى العلاج المختلفة ولكن جميعها كانت بمثابة إصابات أو شكاوى مألوفة لنا لذلك كانت تسعفنا الخبرات السابقة المتراكمة للتعامل مع هذه الحالات خلال مرحلة النقل للمستشفيات ولكن لم نمر بهذه التجربة من قبل نظرًا لأن كورونا فيروس مستجد بجانب تأثيره السلبى على الصحة العامة الذى قد ينتهى بالوفاة. وتابع :"ولكن استنفار الفرق الطبية بالخارج واتحادها جميعا لمواجهة ذلك سبب لى نوع من الغيرة على أهل بلدى فنحن لا نقل عن الخارج كفاءة أو حرصا على صحة شعوبهم لذلك كان قرارى الحاسم بالعمل على نقل المصابين الذين تأكدت إصابتهم من مستشفى الحميات إلى أماكن العزل المخصصة لاستقبال هذه الحالات لتلقى العلاج من أجل التعافى مرة أخرى دون النظر لأى مخاطر قد نواجهها والتىكنا نستعد لها من خلال التدريبات المكثفة التى حصلنا عليها بجانب الملابس الواقية التى تعمل على حمايتنا من الإصابة بالعدوى. محبتنا لأولادنا لا تمنعنا عن أداء واجبنا كان شاهدا ومشاركا على العديد من الأحداث الهامة منذ التحاقه بمرفق الإسعاف بالبحيرة عام 2008 كمساعد أخصائى فى هيئة الإسعاف المصرية ومنها كاس العالم للشباب الذى تم تنظيمه بمصر عام 2009، وما شهدته البلاد فى2011، و بعدها فى 2013 وكاس الأمم الأفريقية 2019 ما أهله ليكون أحد مشرفى مرفق الإسعاف فى محافظة الإسكندرية ولكنه فضل ترك موقعه الإشرافى مؤقتا للمشاركة بالعمل بجانب زملائه العاملين على نقل المصابين بفيروس لأماكن العزل المخصصة فى المستشفيات لتلقى العلاج. حسن حمدى زين الدين الذى بدأ حياته الوظيفية كمدرس للألعاب الرياضية بأحد مدارس البحيرة عام 2007 سرعان ما تركها ليتلحق بمرفق الإسعاف فور الإعلان عن قبول لأصحاب المؤهلات العليا للعمل بوظيفة مساعدة أخصائى بعد تدريبهم على مهام الإسعاف وهو ما يوضحه بقوله:" بعد الحصول على بكالوريوس التربية الرياضية عملت لمدة عام فى وظيفة مدرس العاب رياضية ولكنها لم تلائمنى وتم الإعلان فى 2008 عن استقبال دفعة من المؤهلات العليا للعمل كمساعد أخصائى وذلك فى إطار خطة تحديث مرفق الإسعاف والتعاقد على سيارة حديثة وبالفعل استلمت العمل 2008 واستمريت بالعمل حتى تم ترقيتى كمشرف بمرفق إسعاف الإسكندرية". وتابع:"فور الإعلان من وزارة الصحة عن تحديد أماكن لنقل المصابين بفيروس كورونا لتلقى العلاج كانت هناك حالة اقبال كبرى من قبل العاملين بمرفق إسعاف الإسكندرية حيث كان الأمر اختيارى فالجميع تسابق من أجل مد يد العون لمساعدة المصابين على التعافى مرة أخرى وبدأنا بالفعل فى تقسيم المتقدمين من المسعفيين واختيار سيارات معينة تكون مهمتها نقل المرضى الذين ثبت إصابتهم بالفيروس للأماكن المخصصة لتلقى العلاج لذلك حرصت على مصاحبتهم والتخلى عن الموقع الإشراف والعمل معهم يدا بيدا". ويقول:" الواحد مننا مش بيخاف على نفسه من الإصابة بالفيروس إلا بسبب أولاده وأسرته ولكن لم أسمح لذلك الخوف أن يتمكن منى حتى لا يمنعنى عن أداء واجبى تجاه المرضى لذلك عملت على عزل نفسى تماما بأحد الغرف فى المنزل خلال أيام الأجازة ولا أرى أولادى إلا فى حدود ما تسمح به المسافات الأمنة على الرغم من شوقى الشديد لأسرتى وأولادى ، وذلك حرصا على سلامتهم واتباعا لأجراءت الوقاية وهو أمر صعب على كل أب خاصة فى ظل أبتعاده عن أولاده اوقات كثيرة خلال هذه الفترة. وأضاف:"ولكننا نسمح لتلك الأمور أن تفتر من عزيمتنا فهى أمور وقتية وسوف تعود الحياة إلى طبيعتها فيما بعد كما أننا بمثابة الجنود المكلفين بمهمة حفظ الأرواح وسنبذل كل جهدنا لأداء هذه المهمة". التطوع للعمل فى بلطيم "عاوز اتنقل للعمل فى الحجر الصحى".. هكذا تقدم إسلام فنى تمريض دفعة 2007، ممرض بقسم العناية المركزة بمستشفى برج البرلس اختياريا بناء على رغبته الشخصية للعمل داخل الحجر الصحى الموجود بمستشفى عزل بلطيم بهدف المشاركة فى مساعدة المرضى بفيروس كورونا على التعافى مرة أخرى والعودة لحياتهم الطبيعية وهو ما يؤكده بقوله:" لم يكن من المقبول ابدا السماح للخوف أو التردد يدفعنى لللتخلى عن أداء واجبى خاصة وأن تخصصى دقيق كممرض عناية مركزة ومطلوب بشدة فى هذه الظروف لذلك تطوعت اختياريا للعمل داخل مستشفى العزل فى بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. ويقول الشاب العشرينى: "حصلت على دبلوم التمريض عام 2007 وجاء تعيينى فى مستشفى كفر الشيخ العام ثم تمت أعارتى للعمل بالمملكة العربية السعودية وعملت بها من 2010 وحتى 2018 قبل العودة مرة أخرى للعمل فى مستشفى برج البرلس للعمل فى قسم العناية المركزة وهو أحد الأقسام الدقيقة التى تتطلب مهارات معينة وخلال علمنا بهذا القسم نمر بالعديد من المواقف الصعبة والحالات الحرجة". بدأت معرفة إسلام بفيروس كورونا عن طريق بعض الأخبار المتقطعة التى لم يكن يهتم بها فى بادئ الأمر ولكنه حرص على متابعتها بكل دقة بعد الأنباء المتواترة عن ازدياد معدلات الإصابة وامتداده ليشمل العديد من البلدان وعدم اقتصاره على منطقة جغرافية بعينها بجانب عدم وجود أى معلومات مسبقة عنه إلا بعض المعلومات المتضاربة وقتها عن سبب الإصابة وظهوره بالتزامن مع محاولات الأطباء المختلفة من كل دول العالم بالعمل بالتوازى مع اسعاف المرضى ووقف معدلات الوفيات المرتفعة ومحاولات ايجاد علاج فعال لذلك اتخذ قراره سريعا بضرورة الاشتراك فى ذلك التحدى والعمل ضمن الطاقم الطبى الذى سيتولى رعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا فى حال لو تم الإعلان عن وجود إصابات من قبل وزارة الصحة وهو الأمر الذى ساندته فيه زوجته وأسرته. وهو ما يؤكده بقوله:"فور الإعلان عن وزارة الصحة التى تعاملت بشفافية كاملة عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا توجهت على الفور بطلب لإدارة عملىفى مستشفى برج البرلس إلى مستشفى الحجر الصحى فى بلطيم وذلك للمساهمة فى علاج واسعاف المرضى المصابين للعودة للتعافى مرة أخرى والعودة لأسرهم وأولاده فكل مريض من هؤلاء له أحباء وأولاد ينتظرون شفائه وعودته لهم لذلك لم يكن هناك أى مجال أن أضن بعملى وخبرتى فى تقديم المساعدة مؤكدا أنه يمارس عمله بكل طمأنينة وذلك لإيمانى الشديد بأننى أؤدى خدمة أهدف بها وجه الله الذى سيمن علي بالصحة وحفظ أولادى بجانب حرصى على اتباع الإرشادات والتعليمات الوقائية التى تدربنا عليها ضمن البروتوكول العلاجى لوزارة الصحة ".
































الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;