بالصور والفيديو.. "الشهد المملح" فسيخ "نبروه" بالدقهلية قبلة المحتفلين بأعياد شم النسيم.. طوابير لا تنتهى ومسابقات للحصول على كميات من الأسماك المملحة.. فسخانى: شربت الصنعة على إيد جدى من 30 سنة

طويلة تلك الشهور التى يجلس أمام التقويم السنوى خلالها، يعد الأسابيع والأيام، والمواسم والأعياد، انتظارًا ليوم شم النسيم، فهو يحتاج لهذا اليوم كحاجة السمك للماء، وكحاجة الفسيخ إلى الملح، فهو اليوم الذى يأتى الناس إليه من كل حدب وصوب، مصطفين فى طوابير طويلة ليس لشراء خبز إنما ليتزودوا بما استطاعوا من فسيخ.

الرجل الذى مضى طيلة أربعة عقود من عمره، الذى يتكون من 5 عقود، لا يستطيع أن يبتعد عن مهنته برغم ما ينتشر حولها من أهاريج وسخرية من قبل بعض الناس، فهو يعتبر الفسيخ صنعة لها سر، لا يستطيع تناول هذا السر "المملح" غيره.

شريف اليمانى، يبلغ من العمر40 عاما، ويعمل فى صناعة الفسيخ مذ أن كان فى العاشرة من عمره وشرب المهنة طيلة 30عاما مضت على يد أبيه الذى استقى أسرارها من جده، ليكون "اليمانى" من أكثر الناس خبرة بدروب الملح والسمك، وكيف يصنع منهما شهدا مملحا، على حد وصفه.

قال اليمانى "أنا فسخانى أبا عن جد، منذ أن كان عمرى 10 سنوات، لا أعرف مهنة غيرها منذ صغرى وأولادى أيضا لا يعرفون غيرها، كلنا شربنا سر المهنة من جدنا الكبير، وورثناها صاغرا عن صاغر، ونعمل فيها أنا وإخوانى ووالدى، وشم النسيم بالنسبة لنا موسم نننتظره من السنة للسنة لأن البيع فيه بيزيد والرزق بيكتر وبيبقى من أسعد الأوقات اللى بنشتغل فيها، بيجيلنا ناس كتير من خارج الدقهلية يشتروا مننا بنشوفهم من السنة للسنة، وببقى عارف طلبهم مع إنى فى أوقات كتير معرفش أسامى حد فيهم بس عارف هما عايزين إيه وبخزن طلباتهم لوحدها لأنهم زباينى من سنين فاتت".

يعمل اليمانى وإخوته فى مهنة الفسيخ منذ عشرات السنين كما قال، ما جعله يحتل مكانة مرموقة وسط باعة الفسيخ بمدينة نبروه التى تزدحم بمحلات "الفسخانية" والتى تتحول لقبلة المحتفلين بأعياد شم النسيم، فينظم لها العديد من الناس رحلات من سائر محافظات الجمهورية لشراء الفسيخ، ويكثر الطلب فى الأيام الأخيرة حيث تزداد المنافسة بين محال بيع الفسيخ.

قال مصدر بإدارة التموين بنبروه، إن مركز نبروه تقريبًا يقوم بتصنيع ما يزيد عن 35 طن فسيخ وبيعه خلال موسم شم النسيم، وهذا يدفعنا للمراقبة باستمرار منذ بداية تصنيع السمك، ونقوم بتدوين تاريخ الصلاحية وتاريخ البيع المفترض ونقوم بأخذ عينات من الفسيخ وإرسالها إلى معامل وزارة الصحة المركزية للتأكد من سلامتها وخلوها من أى مواد ضارة.

وأضاف الدكتور حسام الصباحى، وكيل الطب الوقائى بإدارة الصحة بالمنصورة، التابعة لمديرية التموين بالدقهلية، تمكنا من خلال الحملات التى كثفناها خلال الأيام الماضية، من إعدام طن ونصف فسيخ ورنجة وسردين وملوحة، غير مطابقة للمواصفات وبها تغيرات فى خواصها.

واستكمل "اليمانى" صاحب أحد محلات الفسيخ بنبروه "الأسعار مش أهم حاجة عند الزبون، المهم عند الزبون إنه ياكل سمك بجودة عالية، ويستمتع بطعمها اللذيذ، حيث ينتظروها كل عام، والسعادة الحقيقة لدى ليست فى بيع كل الفسيخ اللى عندى فى البراميل إنما حينما يأتينى الناس أو يتصلون بى ويقولوا شكرا الفسيخ السنة دى أحسن من كل سنة.

وتابع شريف اليمانى قائلا "الفسيخ بتاعنا تعرفه من الخياشيم أما تلاقى الخيشوم أحمر وبطن السمكة بيضة والسمكة عليها قشرها زى ما هو تعرف إن السمكة مظبوطة وصالحة للأكل، ولازم تكون ناشفة وماسكة نفسها، والسمكة الطرية اللى بتكون شبه الدهن بتاع اللحمة تبقى فاسدة ونوعها مش كويس، وإحنا سمكنا كله معتبر من أيام ما كنا بنملحه فى السودان ونبيعه فى الصفائح فى نبروه".

وبينما يتداول العديد من المواطنين الشائعات عن فوائد وأضرار الفسيخ فى هذا التوقيت من كل عام، أكد الدكتور حسام غيث، مدير مستشفى منية سندوب، أن الفسيخ وجبة خالية من أى فوائد لأن السمك لم ينضج على النحو المطلوب، بل أن أخطار الفسيخ كثيرة ومتعددة وأهمها التسمم، فقد يحدث الفسيخ حتى وإن كان بجودة عالية تسمما لبعض الأشخاص قد يؤدى إلى الوفاة فى الحال، كما أن تناوله خطير جدًا على مرضى ارتفاع ضغط الدم لما يحتويه من أملاح تساعد على ارتفاع ضغط الدم، مضيفا أن الفسيخ غير المملح بشكل كاف قد يكون مسمما لأنه لم يتم التخلص من البكتيريا الضارة به على النحو المطلوب.

وبالرغم من تحذيرات الأطباء المتكررة من تناول الفسيخ وخطر الإكثار من أكله، يقبل عليه الآلاف غير مهتمين بتحذيرات الأطباء.

من جانبه، قال محمود شرف مهندس زراعى "أنا حريص على أكل الفسيخ كل عام أنا وأسرتى ومهما استمعنا إلى تحذيرات الأطباء فإننا لا نهتم نحن نأكله من عشرات السنين، ولم يصب أحد بأذى على الإطلاق".

وقالت رجاء السعيد ربة منزل "يستحيل أن يمر علينا شم النسيم من غير ما ناكل فسيخ ولا نتخلى عن أكل الفسيخ إلا فى حال حدوث ميتم فقط، وربنا بيسترها ما كل المصريين بياكلوا أكل خطير ومحدش بيتعب لأن ربنا عارف نيتنا والكل سايبها على الله".

ويظل الفسيخ عادة مصرية أصيلة، يقبل عليها آلاف المواطنين من كل عام، دون الاكتراث بالحياة السياسية، والأوضاع المادية، ولا يؤثر عليها حتى تحذيرات الأطباء، ويظل الآلاف من الآباء يورثون تلك العادة إلى الأجيال القادمة.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;