"خلت المتنزهات وظلت الذكريات".. كتابات العاشقين شاهدة على الحب بالحدائق.. تدوينات المحبين على أشجار الحديقة النباتية أثر يقاوم الزمن.. والتمنيات بتوفيق القدر بين المحبين باقية على أسوار الذكريات بكورن

لم يكن أحداً يتوقع أن يأتى يوماً تخلو فيه المتنزهات والحدائق والشواطئ وكورنيش النيل والمقاصد المختلفة فى الأعياد والمناسبات من زوارها، بعد أن كانت تشهد تكدساً شديداً فى تلك الأيام خاصة أنها قبلة المصريين الأولى وخاصة العشاق الذين يبدون اهتماماً كبيراً بالتنزه وترك ذكرى فى الأماكن التى جمعت لحظات الحب بين الطرفين. حروف انجليزية تشير لأسماء المتحابين، وقلوب وأسهم تخترقها، كل هذا يشير إلى حالة الحب التى تجمع بين العشاق داخل محافظة أسوان، والذين حرصوا على أن يتركوا بصمة فى الأماكن التى كانوا يخرجون فيها قبل انتشار فيروس كورونا المستجد ومع الوضع الحالى الذى أدى إلى غلق هذه المتنزهات، صارت هذه الذكريات خالدة وخلت هذه المتنزهات من المترددين عليها. ففى الحديقة النباتية بمدينة أسوان، التى تعد قبلة أسوان الأولى فى الأعياد والمواسم، لأن زوارها يتمتعون بمتنزه طبيعى يضم أندر 720 نوع من الأشجار والنباتات النادرة حول العالم، تتجسد قصص العاشقين على هذه الأشجار النادرة والتى رغم أهميتها ومكانتها العالمية إلا أنها لا تسلم من عبث العاشقين وتسجيل أسمائهم ورموز الحب بين المتنزهين. وعلى أغصان الأشجار النادرة فى الحديقة النباتية، تجد كتابات وسط رسومات القلوب والأسهم التى تشير إلى الحب، مع كتابة التاريخ الذى التقيا فيه، وتجد البعض الآخر يعبر عن حبه لفتاته التى يعشقها ولكن لا يستطيع مصارحتها فى الواقع فيسجل ذلك على أشجار الحديقة ويعتبرها أمنية يتمنى أن تتحقق فى المستقبل. وعلى طريق كورنيش النيل، تجد قصص العشق موجودة أيضاً على سور الكورنيش بمدينة أسوان وكذلك بمدن كوم أمبو وإدفو، فهو قبلة العشاق أيضاً يجلسون على سوره ويتبادلون الحديث ولا يغادر بعضهم قبل أن يسجل ذكرى هذه اللحظات السعيدة التى جمعته بمحبوبته فى هذا المكان، ويستخدم الغالبية القلوب، والبعض يكتب أسماءهم، والبعض الآخر يكتفى بكتابة أول حرف من اسمى العاشقين، والبعض الآخر يريد أن يكون مختلفاً مثل الحبيبين اللذان سجلا دعاء للجمع بينهما. ومن كورنيش النيل إلى حديقة فريال بمدينة أسوان، والتى تعد أيضاً مقصداً بارزاً للعشاق يتبادلان فيه الحب والأمنيات وتدوين الذكريات واللعب داخل الحديقة التى تتميز بموقعها الفريد على النيل ويرجع تاريخ إنشائها إلى الملك فاروق الذى اتخذ من موقع "الفندق حالياً" قصراً له بمدينة أسوان، وانشأ حديقة و أهداها لابنته الأميرة فريال فى يوم مولدها، وظلت الحديقة متنزه إلى اليوم وتحول القصر إلى فندق سياحى. المواقع الأثرية لم تنج من عبث التدوين وذكريات العاشقين، فلم يبالى هؤلاء المتحابين بأهمية الأثر الذى خلفه الأجداد المصريين قبل آلاف السنين وعبثوا أيضاً على بعض أحجاره فى معبد فيله وكوم أمبو وغيره، وسجلوا عليه باستخدام الأقلام أو الجير الأبيض عبارات الحب والعشق بين الاثنين، فى الوقت الذى يعانى فيه مسئولى الآثار من هذه الأفعال ويجدون صعوبة فى إرجاع الأثر لأصله بعد إزالة هذا العبث. ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو محمود، مدير عام الحديقة النباتية بأسوان، لـ"انفراد"، أن إدارة الحديقة تواصل باستمرار إزالة محاولات العبث التى يدونها الزوار على الأشجار النادرة داخل الحديقة، ورغم حرص الإدارة على وضع لافتات تحذر من العبث أو الكتابة على هذه الأشجار النادرة إلا أنهم تفاجأوا بهذه الكتابات والعبارات، مناشداً من الزوار وخاصة الشباب رفع درجة الوعى لديهم وترك هذا العبث لأنه يضر بالقيمة النباتية لهذه الأشجار والتاريخية لهذا المكان.






















الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;