معركة مع المرض.. سيدة أمريكية تواجه الموت طواعية بعد عقود من الألم بسبب أمراضها.. سيندى حاربت أمراض المجتمع بـ"اللاب توب" رغم ألمها.. وتحدت القوانين بالخلاص من حياتها بعيادة سويسرية.. و"أحبك" آخر كلمة

أمراض عضال وآلام لا تنتهى.. بينما لا يوجد أدنى أمل في الشفاء، هكذا كانت حالة السيدة الأمريكية سيندى شيجل شيلبر، التي تبلغ من العمر 62 عاما، لتختار طريق النهاية بنفسها، عن طريق ما يسمى بـ"الموت الرحيم"، لتثير حالة من الجدل، حول قانونية مثل هذا الإجراء، والذى تختلف عليه ليس فقط التشريعات التي تتبناها الدول، ولكن أيضًا يبقى محلاً للخلاف الأخلاقى، والدينى، حيث يراه البعض دربًا من الانتحار، بينما يراه البعض الآخر وسيلة للهروب من ألم ربما لم يعد محتملا. سيندى الأمريكية خاضت العديد من المعارك، قبل أن تخوض المواجهة مع الموت مباشرة، بعد عقود طويلة من الألم، حيث اتخذت قرارها بعدما أكد كل المعالجين لها أنه ليس هناك ثمة أمل أو ضئيل في الشفاء، حيث إن بداية معركتها كانت منذ ما يقرب من 3 عقود من الزمن، حيث كانت في الثلاثينيات من عمرها، سعت خلالها للبحث عن علاج شاف لحالتها دون جدوى. معركتها الأولى، بحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية، بدأت عندما تم استبعادها من وظيفتها المرموقة، بإحدى الشركات النافذة في أمريكا، عندما كانت في الـ35 من عمرها، لتبدأ ذلك مواجهتها مع آلام المرض، ومعها معارك أخرى مع المراكز البحثية التي تعمل في مجال الطب، بحثًا عن دواء ناجع، وكانت النهاية في معركتها مع القوانين. سيندى أصيبت بالتهاب النخاع العضلى، بحسب ما شخص الأطباء حالتها، وهو مرض ما زال بلا علاج، إلا أنها بالرغم من ذلك قررت العمل كمتطوعة، في مجالات عدة، من بينها محاربة مرض الإيدز، بالإضافة إلى كونها إحدى أوائل الناشطات اللاتى أعربن عن دعمهن للاعتماد على الغذاء النباتى. فكرة "الموت الرحيم" بدأت مبكرًا مع سيندى، حيث فكرت بها قبل نحو 10 أعوام من وفاتها، عبر ما اعتبرته الحاجة إلى "إعادة صياغة رؤية الانسان تجاه الموت". معركة مع المرض.. حرب ذات بعدين سيندى تخرجت في جامعة سان فرانسيسكو، لتعمل بعد ذلك في أحد أكبر شركات التأمين الصحى في مجال الحسابات، إلا أنه تم إجبارها على الاستقالة في عام 1994، وذلك بسبب ظروفها الصحية، حيث احتشدت عليها الأمراض المؤلمة بالتزامن مع إصابتها بالتهاب النخاع العضلى، من بينها الألم العضلى الليفى، وهو ما يسبب ألام شديدة في العضلات، ومتلازمةشوغرن، والتي تسبب جفافا في الحلق والعينين، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على المناعة، والتهاب الغدة الدرقية، لتصبح بحاجة إلى دواء خاص، لا يمكنها أن تعيش بدونه. لم تكتف الأمراض في حربها مع الأمراض عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى جبهات أخرى، فعندما بلغت سيندى الخمسين أصيبت بمرض نادر يسمى "هيلى هيلى"، يتسبب في بثور جلدية جلدية تنتشر في كل أنحاء جسمها. ولكن بالرغم من تجربتها المريرة مع المرض، فقد قررت سيندى محاربة الأمراض المتفشية، على مسارين أولهما شخصى، عبر مواجهة ألمها، والآخر مجتمعى من خلال حشد الجهود لمواجهة الأمراض المتفشية في المجتمع، حيث كانت ناشطة للغاية خلال تواجدها في سان فرانسيسكو في محاربة الإيدز، خاصة أنها أكثر المناطق في أمريكا التي ضربها المرض، حيث أطلقت دعوات ملهمة لإجراء الأبحاث التي تهدف إلى الوصول إلى علاج لهذه المرض. سيندى اهتمت بمحاربة الأمراض المتفشية، وحققت نجاحات كبيرة، على الرغم من كونها لا تستطيع الخروج إلى الشارع بسبب ألامها المستمرة، فكانت تقوم بكل أنشطتها من على سريرها عبر جهاز الكمبيوتر الخاص بها. المعركة من أجل الحياة.. "الموت الرحيم" وسيلة الخلاص من الألم إلا أن معركة سيندى من أجل الحياة، لم تقتصر على محاولاتها لإيجاد دواء يمكنه إنقاذها، وإنما امتدت إلى السعي إلى الموت، ربما ليكون سببا في راحتها من ألامها التي قد لا يحتملها البشر. بدأت معركة سيندى للحصول على حقها في "الموت الرحيم"، بمطالبتها للطبيب المعالج لها بالتوقف عن منحها دواء الغدة الدرقية، إلا أن الأمر، في تلك الحالة سيكون بطيئا وأكثر ألما، في الوقت الذى تسمح فيه التشريعات المحلية للأطباء في مساعدة مرضاهم، الميئوس من علاجهم، لإنهاء حياتهم. في هذ الإطار، ترى الجمعية الطبية الأمريكية، أنه لا يمكن السماح للأطباء باستخدام وسيلة "الموت الرحيم" لمساعدة مرضاهم للتخلص من ألامهم، على اعتبار أنه يتعارض بشكل أساسي مع دور الطبيب كمعالج، وسيكون من الصعب أو المستحيل السيطرة عليه وسيشكل مخاطر مجتمعية خطيرة. ولكن هناك بعض الولايات الأمريكية التي تسمح بـ"الموت الرحيم"، حيث إنها تشترط أن يكون الرأي الطبي في الحالة، هو أنه لا يمكنها العيش لأكثر من 6 أشهر فقط، وهو الأمر الذى لا يمكن الاعتراف به في حالة سيندى، والتي كانت دائما ما ترى أن العالم ربما لا يشعر بما تشعر به من ألم، وبالتالي فلن يقدر أحد مدى احتياجها للموت، باعتباره السبيل للخلاص من ألام لازمتها لسنوات. وهنا بدأت عملية البحث عن دول تسمح قوانينها لها بخوض المواجهة النهائية مع الموت، فوجدت أن عدة دول تفتح الباب أمام "الموت الرحيم"، منها كندا وبلجيكا وسويسرا وكولومبيا وهولندا ولوكسمبورج. المعضلة الروحية.. انتحار أم موت رحيم؟ ولكن تبقى معضلة الدين الروحية، فالانتحار محرم في الأديان السماوية، وهو ما أثار قلق سيندى، إلا أن حديث أحد الأساقفة الأنجليكان، وهو ديزموند توتو، والذى أقر بالحاجة إلى "الموت الرحيم"، إذا كان المرض عضال ولا يمكن علاجه، ويسبب الكثير من الألم، بمثابة طوق النجاة "الروحى" للسيدة الأمريكية، والتي شعرت أن ميولها تتماشى مع بوصلتها الدينية. وهنا كانت الخطوة الأولى عبر مخاطبة جمعية سويسرية تسمى "بيجاسوس"، وهى أحد المنظمات الحقوقية المهتمة بقضية "الموت الرحيم". يقول ديفيد، زوج السيدة سيندى، أنه بمجرد تم قبول طلبها من قبل الجمعية السويسرية، شعرت بحالة من النشوة والامتنان غير مسبوقة، حيث تناثرت دموعها فرحا باقتراب نهاية رحلتها مع الألم. رحلة النهاية.. سيندى تستقبل حياتها الجديدة سافرت سيندى إلى زيوريخ، على متن طائرة من الدرجة الأولى، بصحبة زوجها ديفيد، ولكن لم تكن الرفاهية التي اتسمت بها رحلتها كافية لحماية جسدها الهش من المزيد من الألام، بسبب اصطدام الهواء بالبثور المنتشر بأنحاء جسدها، وبمجرد وصولهما استقلا القطار إلى مدينة بازل، ليلتقيا هناك بالطبيب الذى جلس معهما ليصف لهما خطة إنهاء حياتها. وعندما حان الموعد، ذهب إليهما السائق عند فندق الإقامة، حيث أخذهما إلى العيادة، ليجدا غرفة بها سرير ليجمعهما معا، بينما أعد الطبيب أنبوبا طويلا ليصل إلى أوردة سيندى، حيث استعدت السيدة لاستقبال حياتها الجديدة، ولكن قبل ذلك أخبرت زوجها بأنها تحبه، بينما أعربت عن امتنانها للطبيب ومساعديه.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;