عودة السياحة.. الأقصر وأسوان يستعدان لاستقبال الأفواج السياحية مطلع سبتمبر المقبل.. فرحة كبرى باستئناف الرحلات بعد غياب 5 شهور جراء أزمة كورونا.. وخبراء يضعون خططا لإعادة الأفواج بكثافة وتعويض فترة ال

بعد غياب دام أكثر من 5 شهور لظروف أزمة انتشار وباء كورونا بمصر والعالم أجمع، لاحت بادرة أمل جديدة بعودة حركة السياحة فى المدينتين الساحرتين بجنوب مصر "الأقصر وأسوان"، وذلك بموافقة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار على عودة حركة السياحة بهما فى مطلع سبتمبر المقبل، فى بشرة خير للعاملين بالقطاع السياحى بعودة المورد الإقتصادى الأهم لأبناء المحافظتين بجنوب الصعيد. ففى محافظة الأقصر أعلنت محافظة الأقصر، أنه فى إطار الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية، والتواصل عدة مرات بين كل من، المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، لدعم القطاع السياحي والعاملين به في ظل أزمة فيروس كورونا، والعمل على إعادة النشاط السياحي والمساعدة في إنعاش الاقتصاد، تقرر استئناف حركة السياحة بالمحافظة ابتداء من 1 سبتمبر المقبل. وأضافت المحافظة، أن وزير السياحة والآثار، قام بعرض موقف محافظة الأقصر على اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذى وافق على استئناف السياحة بالأقصر بدءاً من 1 سبتمبر 2020 ، للفنادق الثابتة والمتاحف والمعابد، وأيضاً عودة سياحة اليوم الواحد من الغردقة، وذلك وفقاً للمعايير والاجراءات التى وضعتها اللجنة العليا لإدارة الأزمة، والتشغيل الآمن وفقاً لضوابط وزارة الصحة . وفى محافظة أسوان خرجت بشرى سارة، حيث أعلن اللواء أشرف عطية محافظ أسوان عن موافقة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على إعادة فتح وتشغيل الفنادق السياحية الثابتة والمعابد والمتاحف الأثرية والمعالم السياحية لاستقبال الزائرين و الأفواج السياحية على مستوى المحافظة وذلك اعتبارا من أول سبتمبر القادم كمرحلة أولى فيما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية لفتح الأنشطة السياحية بالكامل مع بداية الموسم السياحى القادم وهو الذى سيعود بالنفع على مواطنى المحافظة والأنشطة الاقتصادية المختلفة ، وأشاد محافظ أسوان بالجهود التى يبذلها الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والأثار في إعادة النشاط السياحى للمعدلات الطبيعية ، وهو الذى سيتوازى مع إستكمال الإستعدادات بالمطارات والموانئ ومحطات السكك الحديدية والنقل السياحى البرى ، مؤكداً على أن ذلك سيتطلب من المنشآت السياحية والمواقع الأثرية والمعالم السياحية تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من تداعيات إنتشار فيروس كورونا المستجد وخاصة إرتداء الكمامات والقفازات مع التعقيم والتطهير المستمر للغرف وصالات الإستقبال والمطاعم والمطابخ ، بالإضافة إلى الحفاظ على التباعد لتوفير أقصى درجات الحماية للنزلاء وبالتالى الحصول على ثقتهم فى تأمينهم والإستمتاع برحلاتهم السياحية لعروس المشاتى فى العالم . وفى هذا الصدد تفصل محافظة الأقصر خطوات قليلة عن عودة حركة السياحة مع دخول الموسم الشتوى المقبل، وذلك تزامناً مع انحسار أزمة فيروس كورونا بمصر مؤخراً وقلة أعداد الإصابات بصورة يومية، حيث تنتظر محافظة الأقصر عودة الحياة لدعم العاملين بالسياحة، حيث أنها تعد المصدر الرئيسى للحياة للآلاف من أبناء المحافظة شرقاً وغرباً. وقد عكف خلال الأسابيع الماضية رجال السياحة ولجنة التسويق السياحى بالأقصر، على وضع خارطة طريق لخدمة الأفواج السياحية لدى عودتهم للبلاد رسمياً مع قدوم الموسم الشتوى المقبل. يقول الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر إن اللجنة أعدت دراسة لوزارة السياحة والآثار، لبحث أزمة القطاع السياحى بعد جائحة كورونا التى انتشرت بدول العالم وأوقفت السياحة وزادت من مشكلات العاملين فى القطاع السياحى، حيث شملت الدراسة وخارطة الطريق لدعم السياحة تقديم عدد من الحلول لمواجهة الأزمة بعد كورونا وكيفية مواجهتها وتحقيق مكاسب للدولة والقطاع بعد عودة الرحلات الخارجية المقرر عودتها مستقبلاً، وفق الإجراءات الإحترازية التى ستضعها الدولة للزائرين والقادمين اليها، حيث إن 80% من الحجوزات التى كانت قائمة قبل كورونا تم تأجيلها ولم يتم إلغاؤها، وهو ما يبشر بأن الشركات مهتمة ببرامجها السياحية فى مصر. وقال الخبير السياحى، محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر لـ"انفراد"، إن هذه الدراسة الهدف منها مواجهة الإنخفاض المتوقع فى أسعار الرحلات السياحية وزيادة الإنفاق اليومى للسائح بجانب مراعاة البعد الاجتماعى لجميع العاملين بمنظومة السياحة، موضحاً أن ذلك سيساهم فى الاهتمام بسياحة الكيف وليس الكم التى نحتاجها فى المرحلة القادمة لزيادة معدل الإنفاق اليومى للسائح، موضحاً أن معدل الصرف اليومى للسائح خلال السنوات الثلاث الأخيرة ارتفع من 30 دولار إلى 100 دولار فى الليلة الواحدة، حيث أن طرح الأفكار الجديدة مع وزارة السياحة والاثار، ومنها إستغلال المناطق الآثرية والمقابر التى تم إكتشافها خلال العامين الآخرين بالأقصر والمنيا وسوهاج، ووضعها على خريطة المزارات السياحية، بحيث يتم زيارتها ضمن البرنامج المحدد بأسعار رمزية. وأضاف محمد عثمان، أن الدراسة تناولت ضرورة فتح المناطق الآثرية بالبر الغربى ليلاً لتعظيم المنتج السياحى، لزيادة معدل إنفاق السائح حيث أن الأقصر وأسوان لهما شخصية مستقلة فى السياحة الثقافية، وهو ما ظهر واضحاً فى مشروع الهوية البصرية لمدينة الاقصر، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت تدريب عدد من العاملين فى المناطق الاثرية والمطاعم والفنادق بالبر الغربى، بالتعاون مع إتحاد الشركات والتى تهدف إلى خلق نوع جديد من التعامل مع السياح ورفع الوعى لدى العمال فى التعامل مع السياح عقب عودتها، بجانب أن المحافظات ستشهد مجموعات سياحية صغيرة من 8 إلى 15 فرد وهى السياحة الآمنة لمراقبة الجودة والصحة فيها. كما أن الدراسة شددت على ضرورة الإستفادة من وجود 700 فنان بالبر الغربى، يصنعون أعمالاً فنية ومنحوتات بمصانع الألباستر من خلال إقامة معارض فى المنطقة يزورها السياح لشراء الهدايا مما تزيد من الإنفاق اليومى، بجانب إستغلال المناطق الجديدة فى السياحة الثقافية ومنها معبد دندرة بمدينة قنا، ووضعه ضمن مخطط الشركات السياحية، بالاضافة إلى وضع مدينة إسنا فى برنامج الزيارات للرحلات النيلية بعد التطوير ورفع كفاءة المبانى التاريخية فيها ومنها وكالة الجداوى وحى القيصرية وأقدم معصرة زيوت والتى يقارب عمرها على 600 عام بجانب معبد إسنا، موضحاً أن هذه الاطروحات التى ضمتها الدراسة الهدف الرئيسى منها مواجهة كورونا وزيادة معدلات الإنفاق اليومى بعد التوجه العالمى فى التعامل مع هذه الجائحة. وأكد محمد عثمان نائب رئيس غرفة السياحة بالأقصر أن فنادق المدينة تعمل بأقصى سرعة للاستعداد لاستقبال السياحة وتوفيق أوضاعها قبل انطلاق الموسم الشتوي، حيث حصل حتى الآن 14 فندقًا ثابتًا وخمس مطاعم سياحية على شهادة السلامة الصحية المعتمدة من وزارتي السياحة والآثار والصحة لإعادة التشغيل، مشيراً إلى أن الفنادق العائمة تنتظر قرار وزارة السياحة والآثار بفتح التقديم لها لتوفيق أوضاعها والحصول على الشهادات الصحية، حيث استعدت أغلبها بتنفيذ الإجراءات الاحترازية التي تم وضعها من قبل مجلس الوزراء. وفى نفس السياق يقول أسامة عبد الغنى مدير بإحدى شركات السياحة بالأقصر، أنه تم تقديم المقتراحات اللازمة لخدمة عودة حركة السياحة بالأقصر وأسوان بصورة آمنة فى ظل إستمرار أزمة فيروس كورونا بمصر وحول العالم، موضحاً أن الموسم السياحى الشتوى الماضى 2019/2020 كان من أفضل المواسم التى مرت على مدينة الأقصر التاريخية منذ أحداث 2011، حيث ارتفعت نسب الإشغال السياحى بالفنادق مابين 80 لـ90% بصورة مميزة أدت إلى موسم سياحى مميز، حيث إن غالبية الفنادق كانت محجوزة حتى نهاية الموسم الشتوى وسط أجواء مميزة وتوافد السائحين من مختلف دول العالم، موضحاً أنه خلال احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد وصلت غالبية الفنادق لأكثر من 90% من إشغالها بمشهد يليق بعاصمة الحضارة الفرعونية التى كانت ومازلت حلم كافة السائحين الأجانب للإستمتاع بالحضارة المصرية القديمة بالمعابد والمقابر التاريخية، مؤكداً على أن الإكتشافات الأخيرة ساهمت بصورة كبيرة فى الدعاية لمصر فى مختلف دول العالم. ويؤكد أسامة عبد الغنى، لـ"انفراد"، أن مدينة الأقصر شهدت خلال الأيام التى سبقت فترة أزمة كورونا حالة من الانتعاشة السياحية تعتبر الأفضل منذ عام 2010، وذلك يؤكد عودة الرحلات النيلية بصورة مميزة بين الأقصر وأسوان، حيث تم فى الموسم الشتوى تسيير بين محافظتى الأقصر وأسوان ما يزيد عن 125 رحلة نيلية بالفنادق العائمة، وسط إقبال سياحى كبير على تلك الرحلات المبهجة التى تقدم خلالها البواخر السياحية عروض فنية مبهجة ورقصات بالتنورة وغيرها، مضيفاً أنه خلال الموسم السياحى الشتوى إرتفعت معدلات زيارات السياح من مختلف العواصم الأوروبية، بجانب السائحين من دول أسيا عشاق الحضارة الفرعونية وهم أبناء الصين واليابان وكوريا وغيرها من الدول المهتمة بالحضارة الفرعونية، مؤكداً على أن السائح أصبح أكثر وعياً ويعلم جيداً طبيعة المدينة السياحية التى يزورها فى الإجازة الشتوية. فيما قال ثروت عجمى رئيس غرفة سياحة الاقصر لـ"انفراد" أن فتح السياحة الدولية فى الاقصر واسوان حاليا أصبح حاجة ملحة، وهو ما تم بالفعل تحديده فى مطلع سبتمبر المقبل، وذلك لكى تتمكن الشركات من الاستعداد للموسم الشتوى والذى تبدأ بشائره فى سبتمبر، موضحاً أن المستثمرين السياحيين فى الاقصر واسوان عقدوا اجتماعات عديدة بالتعاون مع المحافظة وكتبوا مذكرة تفصيلية عن تحسن الوضع الصحى وقلة عدد الاصابات، ورفعوها لوزير السياحة والاثار الدكتور خالد العنانى للبت فيها وعرضها على مجلس الوزراء. ولفت العجمى إلى أن جميع القطاعات السياحية مستعدة، حيث حصل حوالى 13 فندق فى الاقصر واسوان على شهادة السلامة الصحية لاعادة التشغيل، وكذلك المطاعم وفقت اوضاعها وحصلت على تصاريح العمل، ولم يتبقى سوى الإعلان الرسمى.