سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..2 سبتمبر 1974..الرئيس السادات فى أول مقابلة مع الفريق أول محمد فوزى بعد خروجه من السجن

دعا الرئيس السادات، الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية الأسبق لمقابلته فى استراحة برج العرب يوم 2 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1974. جاءت المقابلة بعد أسابيع من قرار السادات بإعفاء فوزى من استكمال باقى عقوبته بالسجن خمس عشرة سنة أشغال شاقة مؤبدة فى قضية «15 مايو 1971» التى شهدت صراعا بين السادات وبين مسؤولين تنفيذيين وشعبيين ممن عملوا بجوار جمال عبدالناصر، وتقدموا باستقالتهم يوم 13 مايو 1971، وبينهم الفريق فوزى وزير الحربية، وتم القبض عليهم، وأحيل 90 منهم إلى المحاكمة التى قضت بمعاقبة بعضهم وبرأت آخرين، وكانت أشد الأحكام ضد شعراوى جمعة وزير الداخلية، وسامى شرف مدير مكتب عبدالناصر ثم السادات، وعلى صبرى نائب عبد الناصر والسادات، وفريد عبد الكريم، أمين الاتحاد الاشتراكى لمحافظة الجيزة وعضو اللجنة التنفيذية العليا. كانت محاكمة الفريق فوزى يترقبها الجميع لمكانته العسكرية الرفيعة، ودوره الكبير فى إعادة بناء الجيش المصرى بتكليف من عبدالناصر بعد نكسة 5 يونيو 1967، وقيادته لحرب الاستنزاف المجيدة ضد إسرائيل بعد النكسة، وكان محمد عبد السلام الزيات شاهدا على مجريات المحاكمات فى القضية، بحكم أنه كان وزيرا لشؤون مجلس الأمة «البرلمان» ومستشارا مقربا من السادات، وأبرز معاونيه فى حسم الصراع مع هؤلاء، غير أنه اختلف معه فى أواخر سنوات حكمه، واعتقله فى حملة سبتمبر 1981. يكشف «الزيات» فى مذكراته «السادات، الحقيقة والقناع» طريقة الأحكام التى صدرت ضد المتهمين ومنهم الفريق فوزى، قائلا إن حافظ بدوى، رئيس مجلس الشعب ورئيس المحكمة الخاصة التى شكلها السادات للقضية، اتصل به مذعورا طالبا زيارته فى بيته، ثم توجه إليه وروى له ما اعتبره الزيات صدمة له.. قال: الحقنى.. بدوى حمودة أحد أعضاء المحكمة يهدد بالانتحار بإلقاء نفسه من فوق كوبرى قصر النيل، لأن الرئيس السادات يريد الحكم بالإعدام ضد بعض المتهمين، يؤكد الزيات أن الخبر وقع عليه كالصاعقة لأن القضية لا تستحق، وأن معظم المتهمين يرتبطون بعلاقات طيبة معهم، وأن حافظ بدوى استحلفه أن يتوسط لدى السادات لأن الأحكام ستصدر فى ظرف يومين. يكشف الزيات أنه ذهب إلى السادات فى حلوان، وكان فى استراحة خاصة مستأجرة له، وفاتحه فى الأمر وعرف منه أن النية تتجه لإصدار حكم بالإعدام ضد على صبرى وسامى شرف، ولم يقرر موقف الباقين، فحاول إرجاعه دون جدوى فى مناقشة استمرت أربع ساعات، ثم تركه، قائلا: إنه لن يستطيع البقاء فى منصبه، وفى اليوم التالى لم يذهب إلى مكتبه، ثم فوجئ باتصال من السادات يستدعيه للذهاب إليه فى منزله بالجيزة الساعة السادسة مساء. يتذكر الزيات: عرفت وأنا فى طريقى إلى صالون المنزل، أن السادات يجتمع بهيئة المحكمة العسكرية التى تنظر قضية الفريق فوزى، وفى الصالون وجدت هيئة المحكمة التى حاكمت باقى المتهمين ومعها ممدوح سالم وزير الداخلية.. كان بدوى حمودة يجلس صامتا، والحوار محتدم بين حافظ بدوى وحسن التهامى، العضو الثانى فى المحكمة الخاصة، وموضوع الحوار حول «الفسيخ» وهل يعتبر من الميتة التى حرمها القرآن».. يؤكد الزيات: كان التهامى يدافع عن هذا الرأى بينما ينكره حافظ بدوى.. يضيف: جلست صامتا، وانتظرت طويلا حتى رأيت هيئة المحكمة العسكرية تغادر مكتب السادات. يضيف الزيات: طلبنى السادات لمقابلته، ولم أكن أجلس على مقعدى حتى بادرنى إلى القول أن أحدا من المتهمين لن يُعدم، وأنه مضطر لتخفيف أحكام الإعدام لأن المحكمة العسكرية التى تحاكم الفريق فوزى المتهم الأول فى القضية لم تجد فى القانون العسكرى ما يسمح لها بتوقيع حكم الإعدام على الجرائم التى ارتكبها، وعلى ذلك لم يصبح من المناسب أن يصدق على حكم بإعدام المتهمين المدنيين وبنفس الجرائم».. يذكر الزيات: أكد السادات أنه يخفف حكم الإعدام لا استجابة لرجائى أوتهديداتى، ولكن لموقف المحكمة العسكرية، وطلب منى أن أعود إلى مكتبى. فى 9 أبريل 1972 قضت المحكمة العسكرية بالأشغال الشاقة 15 عاما ضد فوزى، وفى 1974 أعفاه السادات من استكمال باقى المدة، وطلبه لمقابلته، وفقا لما يذكره عبد الله إمام فى كتابه «الفريق أول محمد فوزى، النكسة، الاستنزاف، السجن»، مضيفا أنه فى 2 سبتمبر 1974 جرت أول مقابلة بينهما.. يتذكر فوزى: كان هدفه من المقابلة كما قال هو، رفع المعاناة النفسية التى نتجت عن الحكم بالسجن على القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية وقائد عام الجيوش العربية لمواجهة إسرائيل تمهيدا لاحتوائى بعد ذلك. فماذا جرى فى هذا اللقاء؟



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;