المياه الجوفية خطر يهدد آثار مصر.. مدير الصيانة والترميم: نطبق آليات حديثة لا تهدد الأساسات وتحمى الأثر من التآكل.. و"المشروعات": انتهينا من معبد إدفو وجار العمل بمعبدى مونتو وأبيدوس

ارتفاع منسوب المياه الجوفية خطر يهدد المواقع الأثرية داخل مصر، ولهذا تحرص وزارة الآثار من خلال قطاعاتها على معالجة الأمر حتى لا تتعرض المعابد والمواقع الأثرية للتلف، لأن نتيجة ارتفاع المنسوب يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه، واليوم أعلن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، الانتهاء من أعمال المرحلة الثانية والأخيرة من مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمحيط معبد إدفو، خلال الاحتفالية الكبرى التى أقيمت بالمعبد صباح اليوم الجمعة. وقال العنانى، إن هذا المشروع تم بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكى ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بتمويل من هيئة التنمية الدولية الأمريكية "USAID" والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى. وأشار وزير الآثار إلى أن هذا المشروع يعد أحد أهم المشاريع التى قامت بها الوزارة فى الفترة الأخيرة نظرا للخطورة البالغة التى تمثلها المياه الجوفية على الآثار، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيسهم بشكل كبير فى حمايتها ودرء الخطورة عنها ويضمن تجفيف أحجار أساساتها من التلف والتآكل.

وأوضح الدكتور محمود عفيفى، أنه تم البدء فى المشروع فى أغسطس 2013 على مرحلتين انتهت الأولى منها فى يونيو 2014، وانتهت المرحلة الثانية فى سبتمبر الماضى. وقال الدكتور عبد الحميد كفافى مدير التخطيط والمتابعة بقطاع المشروعات، إن المياه الجوفية تهدد أساسات المبانى الأثرية، والأحجار، وتؤثر بشكل سلبى على أرتفاع نسبة الرطوبة والأملاح داخل جدران المعابد والمبانى، ولهذا تقوم وزارة الآثار بسرعة تنفيذ مشاريع خفض المياة الجوفية.

وأوضح الدكتور عبد الحميد كفافى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الطريقة الصحيحة لتنفيذ المشروع هو عدم سحب المياة الجوفية على خطوة واحدة، حتى لا يؤثر على المبنى، ولكن الطريقة الصحيحة سحبها على فترات زمنية متباعدة تكاد تصل لعام كامل، حتى نخافظ على سلامة المواقع والمبانى الأثرية.

وتقوم وزارة الآثار فى الوقت الحالى بتنفيذ مشروع خفض المياه الجوفية فى عدة مشروعات منها منطقة "صان الحجر" بمحافظة الشرقية، وذلك بالتعاون مع المحافظة وهيئة المياه. وأوضح المهندس وعد أبو العلا، فى تصريحات سابقة لـ"انفراد"، أنه لدينا عدة مشاريع لتطوير جميع المناطق الأثرية بجمهورية مصر العربية، وذلك حفاظا على التراث وأيضا العمل على جذب جميع الوافدين من انحاء العالم، حتى يشاهدون عظمة الحضارة المصرية. وأضاف وعد أبو العلا، نعمل على إزالة جميع العوائق حتى تكتمل جميع المشاريع، وذلك فى حالة توفير الأموال اللازمة لتنفيذ تلك المشاريع، بالإضافة إلى وضع بعض المناطق الأثرية على خريطة التراث العالمى.

ومن ناحيه أخرى تقوز وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الإسكان لمعالجة مشروع الصرف الصحى بالمناطق السكنية حول معبد مونتو بمدينة الطود بمحافظة الأقصر، الذى يعانى من تعرض أحجار وأساسات المعبد للتآكل بسبب المياه الجوفية، وكذلك انهيار السور لأنه مبنى من الطوب اللبن، حيث يقع وسط حى سكنى، وبالتالى مياه الصرف الصحى تحيط المدينة الأثرية من كل جانب.

وأوضح وعد أبو العلا، أنه تم تغليف العناصر المعمارية بالمعبد لحمايتها من المياه الجوفية، وأثناء زيارة الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار الأخيرة للأقصر أعطى تعليماته بدخول العناصر المشونة للمخازن، وإجراء الجرد عليها لتسجيلها بالسجلات. كما يستمر قطاع المشروعات فى ترميم وتطوير معبد "أبيدوس" بسوهاج حيث يتم تطوير المنطقة بالكامل، بالإضافة لتنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية"، بتكلفة تصل لأكثر من 20 مليون جنيه ، حيث إن من من المقرر الانتهاء من المشروع خلال شهر من الآن.

يذكر أن معبد أبيدوس هو معبد أثرى، ويشرف المعبد على منطقة تاريخية تسمى "قرية العرَّابة المدفونة"، وتُعتبر أبيدوس واحدة من أهم المناطق الأثرية فى مصر والعالم، وذلك لمركزها الدينى والتاريخى فى عصور مصر القديمة فهى تحتوى على مقابر ملوك مصر الأوائل فى عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة الـ 19، واعتبرت أراضى هذه المنطقة مقدسة فى نظر المصريين القدماء، حيث كان لها مكانة دينية سامية فى عقيدة الفراعنة، وذلك بفضل صلتها بمعبود الشعب القديم أوزيريس، الذى كان الفراعنة يعتقدون فى الماضى أن رأسه قد دُفنت فى هذه المنطقة، بل إن بعضهم كان يعتقد أن جسده كله قد دفن فيها، وبأبيدوس معبد الملك سيتى الأول أبو الملك رمسيس الثانى ويتكون المعبد من سبعة مقاصير وصالتين للأعمدة والصالة الأمامية ذات نقوش غائرة والداخلية نقوشها بارزة ويتميز أيضًا بدقة التصوير وروعة التصميم واحتفاظه بالألوان. كما بدء قطاع المشروعات ً فى ترميم جامع الظاهر بيبرس بالقاهرة، الذى توقف العمل به يوم 15 سبتمبر 2011، وتقوم بأعمال الترميم والصيانة لشركة المقاولون العرب، بتكلفة إجمالية 87 مليون جنيه، حيث تم صرف مبلغ 31 مليون قبل عام 2011، والمشروع يحتاج لتخفيض منسوب المياه الجوفية، والذى تم تخصيص له مبلغ 10 مليون جنيه طبقا لبنود العقد، بالإضافة لاستكمال الأعمال الإنشائية والمعمارية والترميم الدقيق. جدير بالذكر أن السلطان بيبرس أمر ببناء هذا الجامع عام 1266، وورد هذا الجامع فى تاريخ المقريزى، حيث ذكر تاريخ انتهاء البناء فى شوال عام 667 الموافق لشهر حزيران 1269، وعانى الجامع من الإهمال لفترة طويلة، واستخدم فى أغراض كثيرة، فكان قلعة حربية فى عهد الحملة الفرنسية على مصر، ثم تحول فى عصر محمد على إلى معسكر لطائفة التكارنة السنغالية، وتحول إلى مذبح فى عهد الاحتلال الإنجليزى، وفى عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، ويعتبر من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 فى 106 م.

فيما انتهت الإدارة المركزية للترميم والصيانة برئاسة الدكتور غريب سنبل، من تخفيض منسوب المياه الأرضية التى كانت تسبب التلف الرئيسى لمعبد سيتى الأول وهابو، منذ 2007، وبعد الانتهاء من هذا المشروع بدأت أعمال الترميم التى انتهت بنجاح وقضت على كل مظاهر التلف التى بدت فى الصور القديمة.

هذا وقد خصصت وزارة الآثار 2 مليون جنيه سنوياً لترميم وصيانة دير "أبو مينا" بالإسكندرية، حيث سيتم عمل ترميمات إنشائية دقيقة، وخفض منسوب المياة الجوفية، وتنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية.




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;