حرب القوقاز.. صراع على أرض إقليم "ناجورنى قرة باغ" بين أرمينيا وأذربيجان.. أكثر من 230 قتيلا من الجانبين.. إصابة رئيس الإقليم في غارة جوية.. واتهامات لتركيا بنقل المرتزقة لمساندة "باكو" ضد "يريفان"..

في مطلع التسعينيات أعلن إقليم ناجورنى قرة باغ ذو الغالبية الأرمنية انفصاله عن أذربيجان، ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل، ومنذ ذلك الحين لم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين، وسط مناوشات عسكرية كان أخرها عام 2016، وتجددت منذ الشهر الماضي، ولم تظهر أي مؤشرات على تحقيق انفراجة، في إجراء محادثات سلام بين الطرفين، أو إنهاء الصراع الذي يرجع تاريخه لعقود، وتلقى أذربيجان وعاصمتها "باكو" باللوم على أرمينيا وعاصمتها "يريفان" في إشعال الأزمة حيث قالت إن القوات المسلحة الأرمينية قصفت مدينة كنجه ثاني أكبر مدنها، في تصعيد كبير جديد في الصراع بمنطقة جنوب القوقاز. وقد يجر الصراع قوى إقليمية إليه كما يهدد بعرقلة إمدادات الطاقة عبر جنوب القوقاز إذ تنقل خطوط أنابيب النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية. واليوم الأحد، بدء الصراع يأخذ منحنى خطيرا، حيث أعلن مساعد رئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، أن رئيس جمهورية قرة باغ، أرايك هاروتيونيان، أصيب بجروح بليغة. ​إصابة زعيم إقليم قره باغ في غارة وصرح حاجييف، أثناء موجز صحفي عقده اليوم الأحد، بأن هاروتيونيان تعرض لجروح بليغة جراء غارة دقيقة شنها الجيش الأذربيجاني. وخاطب المسؤول الأذربيجاني رئيس جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد بالقول: "اختبئت في المخبأ، لكن جيش أذربيجان عثر عليك هناك أيضا". ووجه مساعد رئيس أذربيجان انتقادات حادة إلى أرمينيا، واصفا إياها بـ"دولة إرهابية"، وشدد على أن بلاده لن تترك بدون رد أي من الهجمات على أراضيها. وذكرت سلطات جمهورية قره باغ المعلنة ذاتيا وغير المعترف بها دوليا، أن غارات قواتها أسفرت عن تدمير مطار كنجه العسكري، فيما نفت حكومة باكو ذلك نفيا قاطعا وقالت إن القصف طال مرافق مدنية وأسفر عن سقوط قتيل وأربعة جرحى بين المدنيين. ونفت أرمينيا إطلاق النار صوب أذربيجان لكن زعيم إقليم ناجورنى قرة باغ، وهو جيب يقطنه ويديره الأرمن داخل أذربيجان، قال إن قواته دمرت قاعدة جوية عسكرية في كنجه. وقال أرايك هاروتيونيان زعيم إقليم ناجورنى قرة باغ "أصبحت الوحدات العسكرية الموجودة في المدن الكبرى في أذربيجان أهدافا لجيش الدفاع من الآن فصاعدا". وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن مدينتي ترتر وهوراديز الواقعتين قرب الحدود الفعلية مع ناجورنى قرة باغ تتعرضان لقصف عنيف، بينما قال جيش الإقليم المنشق إن عاصمته خانكندي تحت القصف. وأمس السبت، أعلن إقليم ناجورنى قرة باغ مقتل 51 آخرين من جنوده في القتال مع أذربيجان، في ارتفاع حاد لحصيلة القتلى في أسبوع من المعارك الشرسة. وفي وقت سابق، قال أرايك هاروتيونيان زعيم إقليم ناجورنى قرة باغ، إنه انضم لقواته على الجبهة. فيما أعلنت أرمينيا، أنها ستستخدم "جميع الوسائل اللازمة" لحماية المنحدرين من أصل أرميني من هجوم أذربيجان التي قالت إن قواتها تحقق مكاسب على الأرض في قتالها للسيطرة على جيب ناجورنى قرة باغ الجبلي. ​ضحايا بالجملة من الطرفين وارتفع عدد القتلى إلى 230 على الأقل في القتال الدائر، وأعلن كل من الجانبين تدمير مئات الدبابات للآخر، وأعلنت أذربيجان تحقيق انتصارات ، وهنأ الرئيس إلهام علييف أحد قادة بلاده العسكريين على السيطرة على إحدى القرى في قرة باغ. وأعلن علييف على مواقع التواصل الاجتماعي "رفع الجيش الأذربيجاني علم أذربيجان في ماداجيز. ماداجيز لنا". وفى وقت سابق، قال آرتسرون هوفهانيسيان المسؤول بوزارة الدفاع الأرمينية إن الوضع يتغير بشكل متكرر، وأضاف: "في مثل هذه الحرب الكبيرة تكون مثل هذه التغييرات طبيعية. يمكننا اتخاذ موقف ثم التخلي عنه في غضون ساعة". وأبلغ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مواطنيه في كلمة بثها التلفزيون بأن القتال على طول الجبهة كان شديدا. وأضاف: "حتى الآن لدينا بالفعل خسائر بشرية كبيرة، عسكرية ومدنية على حد سواء، وكميات كبيرة من المعدات العسكرية لم تعد صالحة للاستعمال، لكن العدو ما زال غير قادر على حل أي من قضاياه الاستراتيجية". وأحجمت القوات المسلحة الأرمينية حتى الآن عن دخول الحرب إلى جانب تلك الموجودة في ناجورنى قرة باغ، لكن باشينيان صور في كلمة بثها التلفزيون الصراع على أنه صراع وطني وشبه بينه وبين حرب البلاد مع تركيا العثمانية في أوائل القرن العشرين. صراع التسعينيات بين أرمينيا وأذربيجان وقالت وزارة الخارجية الأرمينية إن أرمينيا بصفتها الضامنة لأمن ناجورنى قرة باغ ستتخذ "جميع الوسائل والخطوات اللازمة" لمنع ما سمته "الفظائع الجماعية" من قبل القوات الأذربيجانية وحليفتها تركيا، ورفضت متحدثة باسم الوزارة التعليق على الخطوات التي قد تترتب على ذلك. واندلع العنف للمرة الأولى بسبب إقليم ناجورنى قرة باغ في 1988 عندما كانت أرمينيا وأذربيجان ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وقُتل في الصراع نحو 30 ألفا قبل وقف لإطلاق النار في 1994 وبينما دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى إنهاء العمليات القتالية أيدت تركيا بشدة أذربيجان وكررت أن ما تسميه "المحتلين" الأرمن يجب أن ينسحبوا، رافضة المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النار. وواصل الجانبان تبادل الاتهامات بالتورط الأجنبي، إذ قال باشينيان إن أرمينيا لديها معلومات تفيد بأن 150 ضابطا تركيا رفيعي المستوى يساعدون في توجيه عمليات أذربيجان العسكرية. ونفت أذربيجان وتركيا مرارا مشاركة القوات التركية. كما نفى البلدان تأكيدات أرمينيا وروسيا وفرنسا بأن محاربين من المعارضة السورية يقاتلون إلى الجانب الأذربيجاني. وردت أذربيجان قائلة إن منحدرين من أصل أرميني، من سوريا ولبنان وروسيا وجورجيا واليونان والإمارات العربية المتحدة، قد تم نشرهم أو كانوا في طريقهم للعمل "كمقاتلين إرهابيين أجانب" على الجانب الأرميني. وقال قائد إقليم ناجورنى قرة باغ إن 51 آخرين من جنوده قتلوا، مما يرفع إجمالي خسائره إلى 198، وتقول أذربيجان إن 19 من مدنييها قتلوا لكنها لم تكشف عن خسائرها العسكرية، وأعلن ناجورنى قرة باغ مقتل 11 مدنيا واثنين في أرمينيا. اتهام تركيا بمساعدة أذربيجان بالمرتزقة في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو الفرنسية نشرت الجمعة، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن بلاده لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناجورنى قره باغ. واعتبر باشينيان أن تركيا مسؤولة "بالتأكيد" عن التصعيد العسكري في ناجورنى قره باغ واتهمها بالسعي" لتحقيق حلم بناء إمبراطورية" وأن ذلك "يمكن أن يشعل النار في المنطقة". وأعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في لقاء مع الصحيفة نشر الجمعة أن أرمينيا لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناجورني قره باغ. واتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى منطقة ناجورني قره باغ. من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة مقتل 28 مسلحا سوريا موالين لأنقرة على الأقل في ناغورني قره باغ إلى جانب الجيش الأذربيجاني منذ بدء المواجهات مع الانفصاليين الأرمن. وبحسب المرصد، يتحدر غالبية هؤلاء المقاتلين من المكون التركماني ويبلغ عددهم أكثر من 850 مقاتلا نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي.




















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;