سباقات الهجن على أرض مصر.. رياضة شعبية تحيي التراث وتنعش الاقتصاد.. الدولة توفر ميادينها وتؤمن سير فعاليتها.. الهجانة يتنقلون من ميدان لآخر بكل المحافظات.. تنظمها الأندية ويدعم استمرارها كبار ملاك الإ

إحياء رياضة سباقات الهجن بكل المحافظات، أصبح عادة تتجدد مع كل مناسبة قومية على أرض مصر، يقوم بها الهجانة وتساعدهم على تنظيمها الأندية الرياضية المخصصة لهذا النشاط، ويدعم استمرارها عشاق ومحبي هذه الرياضة من كبار ملاك الإبل من محافظات مصر. من ميدان لميدان تتنقل قوافل الهجانة، وفور الإعلان عن تنظيم الفعالية وتحديد موعدها تتحول الساحات المجاورة للمضمار المقرر إقامة السباق عليه مستقرا لأهل الإبل، يحطون رحالهم بعد طول مسير وينصبون الخيام ويتهيئون للمنافسات والتسابق. يقول نصار عودة صباح، من قبيلة "أولاد سعيد"، بجنوب سيناء، وهو أحد ملاك الهجن، إنهم يتنقلون بهجنهم من ميدان لميدان، حبا فى هذه الرياضة التى توارثوها من أجدادهم وهم يحييونها، وأينما نظم سباق يذهبون اليه، مضيفا أن آخر مشاركاته كانت فى سباق الهجن بمدينة نويبع، وسبقه مهرجان شرم الشيخ، وهى سباقات يتابعون موعد انطلاقها وقبل موعدها يتواجدون فى ميادينها. وأضاف سلامة السويركى ، أحد ملاك الهجن ومدرب للهجن، أنه منذ بداية السباقات وانطلاقها على أرض مصر وهو يشارك فيها، قائلا: "ورثنا من أجدادنا وصية أن نحافظ على الإبل، التى كانت فى الماضى عونا لهم على كل يوميات حياتهم والسباقات أحيت من جديد وجودها ". وأشار السيوركى، إلى أن منظومة كل هجان فى قيادة "الهجن" المملوكة له أو التى يدربها للوصول إلى السباق، أشبه بمنظومة تحرك فريق رياضي فى أى لعبه للمنافسة على بطولة، حيث يسبقها أعداد وتدريب، ثم انتقال لموقع المنافسات وإقامة معسكر مغلق خلاله تضاعف التدريبات، ثم الدخول والتنافس، وإما العودة بمكسب معنوى ومادى يفيد، أو بخسارة تكون حافز على مضاعفة الجهد وإستعداد بتكتيك جديد لقادم المنافسات. وقال عتيق محمد، أحد أعضاء فريق التنظيم للسباقات، إنه بمجرد وصول الهجن للميادين وقبل انطلاق السباق، تخضع لسلسلة إجراءات فنية وإدارية، تبدأ بالتسجيل لبيانات وسن ونوع كل "جمل"، ثم "التفويج"، ويعنى تحديد نوع المجموعة التى ستشارك فيها وفقا للسن والنوع، ثم "التسنين"، ويقصد به توثيق عمر الجمل، وتأمين كل هذا بقيام صاحب كل جمل بأداء قسم صحة البيانات التى قدمها عن جمله. وأضاف عتيق، أن فريق عمل متكامل يقوم بهذا من أهل الخبرة الذين يجيدون معرفة أعمار وأنواع الهجن، ولديهم توثيق لكل جمل مشارك، وعند الانطلاق والتسابق يتم التقسيم لمجموعات كل مجموعة من 10 إلى 25 وهذا بحسب اتساع كل " تراك " وفق ما تقدره اللجنة الفنية، وبدورهم يتابع المحكمين مراحل التسابق، بإعطاء إشارة البدء من خط البداية ورصد النتيجة بقياس الزمن الذى قطعه كل جمل عند خط النهاية ومن ثم إعلان النتيجة بأول 10 متسابقين. وأوضح عتيق محمد، أن السباقات فى الماضى كانت تتم بقيادة هجانة يتم اختيارهم من الأخف وزنا، ثم استخدم الراكب الآلى، وهو عبارة عن جهاز يركب على ظهر الجمل بعصا تتحرك اليا، ويتحكم فيه الهجان عن بعد لبحث الجمل على السير بحركة أسرع، مشيرا إلى أنه فى كل فعالية سباق يخصص شوط أو أكثر، يطلق عليه الشوط التراثى، ويتم خلاله السماح للهجانة بالتسابق بركوب الشباب الصغار ليحيوا تقليد السباقات القديمة فى حين تنفذ بقية الأشواط بواسطة الراكب الآلى. وتابع الحديث عودة أبو جوهر، أحد محبى رياضة الهجن وعشاق متابعتها من ميدان لأخر، أنه كما فى رياضة كرة القدم وغيرها يتنقل المشجعين للملاعب، فهم أيضا يتنقلون وراء " الجمال" فى ميادين السباقات، وأنه أحد المشجعين لها وممن يشاركون فى التنظيم، وحبه وغيره من المشجعين لرياضة الهجن لأنها تمثل لهم تراث عريق ورثوه عن أجدادهم ويسعدون بعودته وإحيائه. وقال الشاعر فريج عتيق المزينى، أحد شعراء النبطى بجنوب سيناء، أن "الإبل والصحراء والشعر"، دائما رفقاء لذلك فى كل فعالية سباق يتواجد الشعراء البدو الذين يلقون على مسامع الحضور فيض إبداعهم من قصائد تتغنى بالإبل، ونصف تاريخها وجمالها، وأيضا بالصحراء وفضيلة الكرم والشجاعة وجميل الصفات، وتلقى هذه القصائد على مسامع الحضور من جمهور متابعى السباقات فى أمسيات بعد انتهاء كل سباق، يصاحبها عروض فنية وعزف للموسيقى التراثية تلقى إقبال واهتمام الحضور، وتحيي أيضا موروث ثقافى قديم. وأشار صالح محمد المزينى، رئيس نادى نويبع وخليج العقبة لسباقات الهجن، إلى أن السباقات لم تعد قاصرة على أهل الهجن من سيناء، بل عمت وانتشرت فى كل ربع مصر، وبمجرد انطلاق فعالية سباق يحضر أهل الإبل من كل المحافظات، وأن خر فعالية سباق للهجن نظمت كانت بميدان " المقرح " بمدينة نويبع، وهى الفعالية رقم 20 وشارك فيها 150 متسابق من 7 محافظات يمثلون 18 قبيلة بدرية وجذبت لمشاهدتها مايقرب من 4000 مشاهد. وقال خليل أبو عكفة الأحيوات، من كبار ملاك الهجن فى مصر، أنهم يشجعون دائما أن لا يتراجع مستوى رياضة الهجن فى مصر بعد أن وصلت لمستوى يوازى ما يتم فى ميادين دول الخليج، وأنهم يقدمون دعمهم لها لتستمر، فهذه الرياضة إضافة لإنها تحيي تراث قديم وتنعش اقتصاد كل مكان تقام فيه وتوفر الاف فرص العمل لشباب يعملون على تدريب وخدمة الهجن، فضلا عن إنعاش سوق البيع والشراء للإبل فى مصر وتربيتها وتحسين سلالتها . وأكد أبو عكفة، أنهم كملاك هجن يثمنون فى هذا الجانب اهتمام الدولة الشديد بهذه الرياضة بتوفير الميادين المجهزة وعلى وجه الخصوص ميدان شرم الشيخ، وإظهار الرياضة كأحد أهم الألعاب الرسمية فى مصر التى لها أندية بكل محافظات واتحاد يجمعها، وتكاتف أجهزة الدولة لخروج كل سباق بشكل ناجح ومشرف بدور وجهد كل جهة.




































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;