سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 أكتوبر 1956.. مصر ترفض الإنذار البريطانى الفرنسى.. وبطولات لقواتنا العسكرية فى سيناء ضد العدوان الإسرائيلى

كان يوم الأربعاء 31 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1956 من أعظم الأيام فى حياة جمال عبدالناصر، حسبما يذكر محمد حسنين هيكل فى كتابه «قصة السويس، آخر المعارك فى عصر العمالقة». كان العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» ضد مصر فى يومه الثالث، وبدأته إسرائيل بعدوانها يوم 29 أكتوبر 1956 بسبب قرار تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956، وكان العالم يقف على أطراف أصابعه مترقبا رد فعل مصر قيادة وشعبا، وتجمعت فى هذا اليوم 31 أكتوبر عدة عوامل تؤكد على الإرادة الوطنية للقياد المصرية بتمسكها بخيار المقاومة وتصميمها على عدم الاستسلام.. وقال عبدالناصر فى اجتماع لمجلس الوزراء لمناقشة الموقف: «لو لم نقاتل اليوم فلن نقاتل أبدا، لا بد لنا من القتال حتى لو أجبرنا على الانسحاب إلى الوجه القبلى واللجوء إلى حرب العصابات»، حسبما يذكر المهندس عبد الحميد أبوبكر القائد الثانى لفريق تأميم القناة فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا». فى هذا اليوم رفضت مصر إنذار بريطانيا وفرنسا لمصر وإسرائيل فى الساعة السادسة مساء الثلاثاء 30 أكتوبر 1956، ودعت مجلس الأمن إلى الانعقاد.. يذكر أبوبكر أن الإنذار نص على خمسة بنود هى: 1 - تتوقف جميع العمليات الحربية فى البر والبحر والجو.. 2 - تنسحب جميع القوات العسكرية إلى مسافة عشرة أميال من قناة السويس.. 3 - تقبل مصر احتلال القوات البريطانية والفرنسية للمواقع الرئيسية فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس.. 4 - تجيب الدولتان على هذا الإنذار فى موعد أقصاه الساعة السادسة والنصف من صباح «31 أكتوبر 1956» أى بعد مهلة 12 ساعة.. 5 - إذا لم تتسلم بريطانيا وفرنسا الإجابة فى الوقت المحدد فإنهما تتدخلان بالقدر الذى تريانه ضروريا لضمان إجابة طلبهما. يكشف هيكل، أنه فى الوقت الذى رفضت فيه مصر الإنذار، كانت السفارة البريطانية فى القاهرة منقسمة على نفسها..كان السفير «همفرى تريفليان» يعتقد أن عبدالناصر سوف يقاوم إلى النهاية، وكان المستر «تريفور إيفانز» المستشار الشرقى فى السفارة يعتقد أن مجرد توجيه إنذار بريطانى فرنسى سوف يرغم جمال عبدالناصر على التراجع، وإذا أصر على المقاومة فإن المظاهرات سوف تخرج إلى الشوارع لتسقط النظام المصرى من أساسه، وتجىء بنظام جديد يستطيع البريطانيون والفرنسيون أن يتعاملوا معه. على الصعيد العسكرى، يذكر هيكل: «كانت الكتائب المصرية فى أبوعجيلة ورفح والعريش تقاتل فى معركة رائعة، واستطاع موقع أبوعجيلة وحده أن يوقف تقدم اللواء الإسرائيلى «المدرع السابع»، ويكبده خسائر عالية، واضطر موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى أن يذهب إلى قيادة اللواء المدرع السابع ليتعجل قيامه بمهمته، بل إن ديان طبقا لما يقوله هو نفسه، عزل قائد اللواء وعين قائدا جديدا له.. وكانت القوات المصرية تتدفق إلى سيناء لملاقاة الهجوم الإسرائيلى وضربه طبقا للخطة فى منطقة «بير روض سالم» وكانت الفرقة المدرعة طليعة هذه القوات الزاحفة إلى سيناء». يؤكد الفريق عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فى حرب أكتوبر 1973: «معركة أبوعجيلة من علامات حرب 1956، ودارت بين حوالى لواء مشاة وأورطة دبابات وبطارية أو اثنين مدفعية، وبين حوالى 4 لواءات مدرعة ومشاة إسرائيلية، تدعمها أعداد كبيرة من المدفعية والطائرات، وتمكنت فيها القوة المصرية من الصمود 48 ساعة كاملة، نجح خلالها الجيش المصرى فى سحب معظم قواته من الاتجاه الشمالى إلى منطقة القناة، قد عكست الروح الوطنية والقتالية المصرية التى ميزت حرب 1956».. يؤكد «واصل» فى مذكراته «الصراع العربى الإسرائيلى»: «شهد العدو قبل الصديق بأداء قوات أبوعجيلة»، فيقول ديان فى «يوميات معركة سيناء»: «إن موقع أم كتاف «أم قطف» وأم شيحان، أو كما يطلق عليها المصريون خط «أبوعجيلة» هى المنطقة التى حاربت فيها القوات المصرية بحالة جيدة جدا، وحاربت فيها قواتنا بحالة رديئة جدا». كان البكباشى سعد الدين متولى «كبير الياوران، والسفير ولاعب الكرة المشهور فى نادى الزمالك ووكيل النادى» هو قائد كتيبة أبوعجيلة، واستمر يقاتل ببطولة منقطعة النظير، حتى انسحبت جميع القوات عبر القناة، وأخيرا وقع فى الأسر هو ومجموعة قليلة من قواته، وفقا لأبوبكر. يكشف هيكل، أن عبدالناصر تحدث معه تليفونيا فى هذا اليوم قائلا: «انكشفت العملية بكل أبعادها الآن، نحن أمام تواطؤ صريح.. لم يخطر مطلقا أن إيدن «رئيس وزراء بريطانيا» يمكن أن يشترك فى لعبة مع إسرائيل، كيف لم يخطر لى، لقد سمعت أزيز الطائرات وأنا جالس مع السفير الأندونيسى، وكان صوت قاذفات، وتركته إلى سطح البيت وشاهدت القصف على مطار ألماظة.. كانت الطائرات قاذفات بعيدة المدى، كانبيرا بريطانية فى الغالب، لا أحد يملك فى المنطقة قاذفات بعيدة المدى غير الإنجليز».



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;