"ليبرمان" يقترب من منصب وزير الدفاع.. صاحب تهديد قصف "السد العالى" على بعد خطوات من أخطر منصب أمنى فى إسرائيل.. وتعيينه بمثابة صفعة للجهود الدولية والعربية للسلام..نتانياهو يتجه لعزل "يعالون" من منصبه

فى خطوة مفاجئة قلبت الموازين داخل الحكومة الإسرائيلية، وتسببت فى هزة سياسية داخل تل أبيب، أعلن رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" اليمينى أفيجادور ليبرمان، قبوله وزارة الدفاع الإسرائيلية، ما يؤدى إلى إعادة بناء الائتلاف الحاكم فى تل أبيب، تحت قيادة حزب "الليكود" الذى يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو.

وأبلغ نتانياهو، وزير دفاعه الحالى موشيه يعالون، أن ليبرمان، قد يحل مكانه فى المنصب، فيما رحب التيار اليمينى لامتشدد داخل إسرائيل بهذه الخطوة، بينما وصفت وسائل الإعلام العبرية أن انضمام ليبرمان للحكومة سيجعلها الأكثر يمينية منذ أى وقت مضى فى تاريخ إسرائيل.

ونجح نتانياهو فى التوصل إلى اتفاق مع ليبرمان، الذى هدد مصر فى عام 2001 خلال لقائه مع عدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى تل أبيب بقصف "السد العالى" فى أسوان حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، والذى كان وزيرًا للخارجية سابقا للدخول إلى الائتلاف الحكومى، مقابل حقيبة وزارة الدفاع، بالإضافة إلى الموافقة على عدة طلبات أخرى طالب بها ليبرمان، من بينها تعزيز قانون يسمح بعقوبة الموت لعناصر المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية.

وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى اتفق مع ليبرمان خلال اجتماعهما مساء أمس الأربعاء، على تشكيل طاقمين لحزبى "الليكود" و"إسرائيل بيتنا"، للتفاوض حول انضمامه إلى الائتلاف الحكومى. ليبرمان يطالب بوزارة الدفاع وذكرت مصادر سياسة من حزب ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى أعرب عن استعداده لتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع خلفا للوزير الحالى موشيه يعالون، مضيفة أن نتانياهو أتصل هاتفيا بيعالون وأبلغه بأن ليبرمان يطالب بمنحه حقيبة "الدفاع".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن ليبرمان كان قد ألتقى نتانياهو، أمس لمناقشة إمكانية ضم حزب "إسرائيل بيتنا" صاحب الـ 6 مقاعد فى الكنيست، إلى الائتلاف الحكومى.

وأضافت الصحيفة العبرية أن نتانياهو عرض على ليبرمان منصب وزير الدفاع، وهو منصب يشغله حاليا موشيه يعالون، وأن ليبرمان قبل بالعرض.

وأكدت مصادر مقربة من نتناياهو أن الاتصالات مع ليبرمان لا توصد الباب أمام انضمام حزب "العمل" الذى يترأسه زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوج، إلى الحكومة، مضيفة أن رئيس الوزراء معنى باستمرار المفاوضات مع العمل بهدف تشكيل حكومة أوسع قدر الإمكان. صفعة للمساعى الدولية والعربية واستعرضت الصحف الإسرائيلية بتوسع التطورات الدرامية التى وقعت مساء الثلاثاء والأربعاء، وغيرت بما يشبه "الانقلاب" حسب وصف صحيفة "يسرائيل هايوم" الصورة السياسية بشكل مطلق، ووجهت صفعة مدوية ليس لهرتسوج فحسب، وإنما للمساعى الدولية والعربية بما فيها تحركات رئيس الرباعية الدولية تونى بلير، والرئيس السيسى، لدفع هرتسوج إلى داخل الحكومة تمهيدا لإخراج العملية السلمية من جمودها.

هرتسوج يجمد المفاوضات مع نتانياهو وفى السياق نفسه، قالت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى، أن المحادثات بين نتانياهو وليبرمان جرت، بعد ساعات من إعلان زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج عن تجميد محادثات الائتلاف مع نتانياهو التى كانت تهدف إلى ضم "المعسكر الصهيونى" اليسارى، إلى داخل الائتلاف الحكومى، حيث أكد أنه على نتانياهو الاختيار بينه وبين ليبرمان.

بينما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر بحزب "الليكود" الذى يرأسه نتانياهو أن المحادثات مع ليبرمان جرت فى "أجواء جيدة" وانتهت باتفاق لتشكيل فريقى تفاوض حول المسألة، مضيفة أن الحزب أكد ألنقاش أجرى بطريقة عملية.

وعقب الاجتماع أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلى ائتلافه الحكومى على التفاصيل، وقد أجريت محادثات إضافية فى وقت لاحق من مساء أمس الأربعاء.

لقاء نتانياهو ويعالون فيما قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن نتانياهو التقى مع وزير دفاع موشيه يعالون قبل لقائه بليبرما، مشيرة إلى أن الإجتماع كان تشاورا مهنيا، حول مسائل أمنية ولم يتضمن أى حديث عن إستبعاد يعالون عن منصب وزير الدفاع.

بينما كشف مصدر سياسى لم يذكر اسمه للصحيفة العبرية أن حزب "البيت اليهودى" اليمينى المتشدد، المشارك فى الائتلاف الحكومى، دعا يعالون إلى الإستقالة من منصب وزير الدفاع، مضيفا: "حان الوقت لموشيه يعالون بإخلاء وزارة الدفاع أخيرا، حيث تسبب بالضرر فقط".

الخلافات بين نتانياهو ويعالون وكانت قد شهدت علاقة يعالون بنتانياهو ومعسكر اليمين مؤخرا توترا حادا حول سلوك الجيش الإسرائيلى وحق الجنرالات فى الإدلاء بآرائهم فى مسائل سياسية.

كما وقع خلاف مؤخرا، بين رئيس "البيت اليهودى" نفتالى بينيت ويعالون حول الجندى الإسرائيلى المتهم بالقتل العمد لإطلاقه النار على منفذ هجوم فلسطينى منزوع السلاح ومصاب فى الضفة الغربية فى شهر مارس الماضى.

بينما قال عضو الكنيست السابق موشيه متالون، من حزب "إسرائيل بيتنا" لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إنه سيوصى ليعالون النظر فى الحصول على حقيبة أخرى إذا تم سحب حقيبة الدفاع منه، مضيفا: "إن شعبية يعالون تسمح له حتى بالنظر فى البدء بطريق جديد، وهو أمر لم أقترحه عليه أو أناقشه معه، هذا هو الوقت الصحيح للتقييم ودراسة كل الاحتمالات، بما فى ذلك القبول بوزارة أخرى".

ويسعى نتانياهو إلى توسيع ائتلافه منذ تشكيل حكومته قبل عام، وقال أن الدفع بأى تشريع بحكومة ذات أغلبية ضئيلة هو أمر صعب، ومنذ عدة اسابيع ازدادت وتيرة المحادثات لضم شركاء جدد للائتلاف الحكومى.

ويعتبر حزب ليبرمان القومى المتشدد هو الفصيل الوحيد من معسكر اليمين الذى يجلس على مقاعد المعارضة، التى يقودها حزب "المعسكر الصهيونى" وتضم "القائمة العربية المشتركة".

ويقود نتنياهو ائتلافا حكوميا بأغلبية 61 عضو كنيست من أصل 120 مقعدا فى البرلمان الإسرائيلى، ما يعنى أن انسحاب أى من أعضائه قد يضر بالأغلبية الضئيلة للحكومة.

وكان ليبرمان ونتنياهو قد خاضا الانتخابات فى عام 2013 فى قائمة واحدة، ولكن هذا التحالف سرعان ما انهار فى عام 2014 بسبب طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلى مع الحرب الأخيرة فى قطاع غزة.

وكانت قد رجحت مصادر مقربة من ليبرمان، أن توجه نتانياهو إلى ليبرمان للانضمام إلى الحكومة هى "أسافين" ومحاولة لتبييض إدخال المعسكر الصهيونى إلى الحكومة خلافا للوعود التى قطعها نتانياهو للناخبين، فيما أدعت مصادر فى الليكود بأن التوجه إلى ليبرمان هدفه التمهيد لضم هرتسوج إلى الائتلاف. عزل يعالون من "الدفاع" وكانت قد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن نتانياهو كان قد اكد لمصادر مقربة منه استعداده لنقل وزير الدفاع موشيه يعالون من منصبه، فى إطار جولة التعيينات الوزارية، وتسليم الحقيبة لرئيس حزب "يسرائيل بيتنا" ليبرمان، بل حتى يمكن تقديمها لرئيس المعسكر الصهيونى يتسحاق هرتسوج.

وأشارت يديعوت إلى أن أزمة الثقة بين نتانياهو ويعالون قد تسرع إخراج الأخير من وزارة الدفاع، حيث إن بعض وزراء الليكود طلبوا من نتانياهو إخراج يعالون من الدفاع. ولفتت يديعوت إلى أن حقيبة الدفاع طرحت للمفاوضات قبل الانتخابات الأخيرة، حيث وعد نتانياهو رئيس حزب البيت اليهودى نفتالى بينت بإعطائه الحقيبة، لكنه تراجع عن ذلك بعد الانتخابات، بادعاء أن الكتلة حصلت فقط على 8 مقاعد.

الجدير بالذكر، أنه عند استلام ليبرمان مهام وزير الخارجية فى حكومة نتانياهو فى 2010 أعلمت مصر إسرائيل أن سفيرها لن يلتقى أبدًا ليبرمان حتى يعتذر عن أقواله، كما أنّه رفض الاعتذار عن تصريحاته فى حق الرئيس المصرى المعزول حسنى مبارك، على خلفية عدم قيامه بزيارة إسرائيل، قائلا: "فليذهب إلى الجحيم".








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;