تطوير قرية حسن فتحى مشروع عالمى لخدمة التراث الحضارى التاريخى بالأقصر.. القرية حصلت على دعم ضخم لإعادتها لسابق عهدها.. منظمة اليونيسكو تتكفل بأعمال التطوير.. وتوفر 750 ألف دولار لدعم أعمال الترميم.. ص

دعم كبير تحصل عليه قرية المهندس التاريخي الكبير حسن فتحي، التي تقع في مدينة القرنة غربي محافظة الأقصر، وذلك لمواصلة أعمال تطويرها ورفع كفاءة المباني التاريخية داخله من مسجد القرية ومسرحها والمباني والغرف القديمة التراثية التي تعود للفنان والمهندس العظيم صاحب الشهرة العالمية بمصر ومختلف أنحاء العالم، حيث بدأ المهندس طارق والي عمله مؤخراً لترميم باقي أجزاء القرية بتكليف من منظمة اليونيسكو العالمية التي تتكفل بالترميم والتطوير للقرية للحفاظ علي تاريخها العالمي بجنوب الصعيد. وفي هذا الصدد زار المهندس طارق والي المتخصص في شئون العمارة والتراث، خلال الفترة الماضية برفقة وفد من المصريين والعرب العاملين بالمركز مقر قرية القرنة الجديدة وقرية المهندس حسن فتحي التاريخية لمعاينة المنطقة علي أرض الواقع، والسعي للبدء في تطويرها وترميمها وحمايتها، حيث تقرر أن يتم العمل بمعرفة مركز طارق والي للعمارة والتراث في مبني الخان ومبني الجامع ومبني المسرح ومبني دار العمودية ومسكن حسن فتحي وساحة التحطيب التاريخية بالقرية، ومعرض حرف القرية والسوق القديم. وأعلن مركز طارق والي للعمارة والتراث، أنه تم بدء العمل في إحياء مبني الخان بالقرية بإزالة الزراعات والرديم غرب المبني ومعالجة تأثيرها السلبي علي المبني، ووالعمل علي خفض مستوي الشارع حول المبني لإعادة المنسوب الأصلي للموقع، وإنشاء نظام صرف محيط بالمبني لمنع وصول تجمعات المياة للمبني، والكشف عن اساسات المبني ومعالجتها وتدعيمها بالخرسانة، ومعالجة القباب والقبوات وتدعيمها إنشائياً وإستعادة التصميم الأصلي للناحية الجنوبية، والعمل علي التشطبيات الداخلية والخارجية والعمل علي التجهيزات الفنية، وذلك من شبكات صرف وتغذية وكهرباء وإنارة بالإضافة لخدمات المحمول والإنترنت، وإزالة الإشغالات وإستعادة الأجزاء المتعدي عليها غرب المبني وإعادة فتح الممر الجنوبي. وقدم المهندس طارق والي إستشاري مشروع إعادة ترميم القرنة الجديدة خطة الترميم، مؤكداً أن المشروع حلم كبير يجري لإعادة تاريخ المهندس العظيم حسن فتحي والحفاظ على الطابع الأساسي للقرية، حيث أن القرية عانت على مدى 70 سنة من عوامل تدهور كثيرة وحدثت بعض التعديات على القرية وعمليات هدم وإعادة بناء إضافة إلى تهدم بعض المباني والمنشآت. فيما أعلنت منظمة اليونيسكو انطلاق مشروع إعادة ترميم القرنة الجديدة بكل قوة علي 3 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى ترميم مبنى الخان وترميم الجامع، بينما تتضمن المرحلة الثانية ترميم مبنى مسرح القرية ومسكن حسن فتحي وإعادة تأهيل سوق القرية، وتتضمن المرحلة الثالثة ترميم دار العمودية وإعادة تأهيل الميدان العام ورفع كفاءة الطرق، حيث قال غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية وممثل اليونسكو لدى مصر، أن المشروع متميز وأصبح موقع تراث لليونسكو منذ عام 1971، والحفاظ عليه يخلد الفكرة والفلسفة التي جاء بها حسن فتحي، وهي "فلسفة عمارة الفقراء" بإستعمال المواد المحلية بشكل متوازن بيئياً، مؤكداً علي أن منظمة اليونسكو مهتمة بالقرية ووفرت تمويلا قدره 750 ألف دولار لدعم المشروع، بالتعاون مع مهندسين مصريين من تلاميذ المهندس العظيم حسن فتحي لترميم قريته. وولد المهندس المعمارى (حسن فتحى) فى 23 مارس عام 1900، بمحافظة الإسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، وانتقل فى الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوب القاهرة، وعاش طول حياته فى منزل بدرب اللبانة بحى القلعة بمدينة القاهرة، وتأثر المهندس حسن فتحى بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته له وهو فى سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندس زراعى، لكنه لم يستطع الإجابة فى امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة - كلية الهندسة حالياً - بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا - فى عام 1926، وعمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية (المجالس المحلية حالياً)، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفية أو كما كان يسميها عمارة الفقرا، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحى تدخله واستقال من العمل فى عام 1930. وبدأ المهندس حسن فتحى العمل فى بناء تلك القرية التاريخية عام 1946م، وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربى لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصون وعلماء الآثار سرقة نقش صخرى بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضى الزراعية، وبدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، وأعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية، وكانت للقباب تصميمها الفريد والتى استخدمت بدلا من الأسقف التى تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة، وتم تخصيص باب إضافى فى المنازل للماشية، التى يقتنيها سكان المنطقة، كنوع من أنواع العزل الصحى، حفاظًا على سلامة الأفراد، وشيدت ثلاث مدارس بالقرية الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التى اشتهرت بها منطقة القرنة، مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ على روح الإبداع الفرعونية فى الأجيال الجديدة، ومثلما اهتم فتحى بالجانب التعليمى لم يغفل الجانب الدينى الذى يميز أهل القرية، أو الجانب الترفيهى لتعويضهم عن منازلهم التى تم تهجيرهم منها عنوة، حيث عمل فتحى على إنشاء مسجد كبير فى مدخل القرية حمل أجمل النقوش المعمارية فى تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعمارى الطولونى ممتزجا مع الفن الإسلامى فى العهد الفاطمى، وفيما يخص الجانب الترفيهى قام فتحى بإنشاء قصر ثقافة حمل اسمه، ومسرح مبنى على الطراز الرومانى، إلى جانب حمام سباحة.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;