أرض الألم.. الحلقة 5.. اللاجئون‮‭ ‬فى‭ ‬لبنان.. أزمة‭ ‬مزدوجة..‬ أمهات‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬الطفولة‭ ‬وتحرش‭ ‬واغتصاب‭ ‬طى‭ ‬الكتمان.. ومسئولة أممية: لبنان‭ ‬يتحمل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬لاجئين‭ ‬مقارنة‭ ‬بعدد‭ ‬السك

لبنان ..المخيم الكبير..نحو 2 مليون لاجئ سورى وفلسطينى بلبنان منهم 80 ألفاً يعيشون على 2 كيلومتر مربع..نساء المخيمات ضحايا بلا أمل.. عاملات باليومية يتعرضن للتحرش والانتهاك الجنسى ويُجبرن على الصمت ضعفا وخوفا على "لقمة العيش" إحدى النازحات من سوريا: بعول ولادى الأيتام ..أنا وغيرى بنشتغل عاملات فى الأراضى..بنتعرض للتحرش ومجبورين نسكت عشان الفضيحة وقوت عيالنا مسئولة بـ"الأنروا":المرأة الفلسطينية تعانى بشكل كبير وتعمل غالبا كعاملة بالمنازل مقابل مبلغ زهيد .. وهى الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية خدمات الدعم النفسى قدر الإمكان أول إعلام مصرى ينقل الواقع داخلمخيمات صابرا وشاتيلا..تغطية حصرية لمخيمات سهل البقاع قرب الحدود السورية الشرقية.. وأسرار مخيم "عين الحلوة" بالجنوب مستعمرة 25 مليار دولار خسائر تكبدها الاقتصاد اللبنانى حتى 2018 جراء النزوح السورى «وفق آخر تقديرات لصندوق النقد الدولى" ممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين لـ "انفراد": لاجئو سوريا بلغوا مستوى غير مسبوق من الفقر..ولا توجد مؤشرات على تحسن الأوضاع فى الفترة المقبلة.. نحاول مع السلطات اللبنانية لحل أزمة فاقدى الأوراق الثبوتية آفة المخدرات والبطالة وفقدان الأوراق الثبوتية.. أزمات داخل المخيمات تنتظر الحل لاجئون بلاهوية: ماحد بيعترف بوجودنا وأولادنا ماقادرين يفوتوا على المدرسة ولا عارفين نشتغل وآخرون يشكون مرارة العيش..الحاجة سميرة: عندى الربو لأن بيوتنا مابتدخلها الشمس وبشتغل فى جمع القمامة علشان أربى عيالى هنادى: تركنا مستقبلنا اللى كنا بنرسمه وأحلام ولادنا فى وطنا وجينا للمجهول الطفلة رهف: نفسى ألبس حلق وجاكت عشان بردانه.. وسعاد: نفسى آكل لحمة وأشترى صندل وفستان 350 مليون دولار عجزاً فى ميزانية أونروا لعام2020 سببها توقف الدعم الأمريكى للمنظمة منذ 2018 المتحثة باسم"الانروا"لـ "انفراد":65% نسبة البطالة بين اللاجئين الفلسطيينين..المساعدات المادية أصبحت قاصرة على 61ألف لاجئ هم الأكثر فقرا..هدى أبو سمرة: آفة المخدرات منتشرة بين قاطنى المخيمات والعلاج يقدم عبر المؤسسات الشريكة لنا 1500مخيم للاجئين السوريين تتوزع في 5 مناطق بلبنان خاصة محافظتى البقاع وعكار 880ألف لاجئ سورى مسجل لدى المفوضية السامية من إجمالى يتراوح بين مليون و300ألف لاجئ إلى مليون و500ألف لاجئ 70ألف لاجئ سورى بالشرق الأوسط عادوا إلى بلادهم العام الماضى أمين سر اللجان الشعبية فى مخيم عين الحلوة:3000أسرة فلسطينية سورية داخل المخيم و6آلاف أسرة تقريبا فى لبنان تعانى أزمة الأوراق الثبوتية ناشطة بحقوق الإنسان: الأطفال ضحايا الزواج المبكر يعانون أزمات نفسية كبيرة تصل للانتحار خاصة مع الصدمة الناجمة عن ممارسة الجنس والعنف الأسرى أمين سر اللجنة الشعبية بمخيم شاتيلا: وضع اللاجئين الفلسطينن مذرى بجميع المخيمات نتيجة العنصرية من قبل الدولة.. لدينا طاقات عليمة وشباب مؤهلين لكن ممنوعين من الانضمام لسوق العمل ـ مسئول القوى الفلسطينية المشتركة بمخيم "عين الحلوة": لدينا80ألف لاجئ على مساحة2كيلومترمربع..ونعانى أزمات متعددة ـ مسئول القوى الفلسطينية المشتركة بمخيم "عين الحلوة": يوجد بالمخيم 300هارب على ذمة قضايا إرهاب أو حوادث تفجيرات ـ أوضاع اللاجئين بالداخل اللبنانى فى أرقام 27ألف فلسطينى سورى بلبنان(وفق إحصائيات الأنروا) 200حالة كورونا بين اللاجئين منذ بدء الجائحة(وفق الأنروا والمفوضية السامية) 400ألف ليرة قيمة المساعدات الشهرية لكل أسرة فلسطينية لاجئة(وفق الانروا) 180ألف فلسطينى بلبنان(وفق إحصائيات الأنروا) 350مليون دولار عجز فى ميزانية الأنروا لعام2020 200حالة كورونا بين اللاجئين منذ بدء الجائحة(وفق الأنروا والمفوضية السامية) نقلاً عن الورقى.. يختلسون النظرات من خلف أكياس بلاستيكة اُستخدمت بديلاً عن الأبواب الخشبية لمساكنهم، بينما هم يلهون بجوار خزان كبير للمياه، البعض منهم حافى القدمين والبعض الآخر أسعدهم الحظ بـ«شبشب» وإن كان ممزقا ومقاسه لعمر البالغين، لكنه على الأقل يقيهم قليلاً برودة الأرض وأوحالها..ملابسهم متسخة وملامح وجوههم توارت خلف طبقات من الأتربة وخطوط من الطين ما يكفى ليحكى قصتهم ووصف أحوالهم.. إنهم أطفال المخيمات بلبنان، وتحديدا مخيم غزة بمحافظة البقاع قرب الحدود السورية الشرقية، لكن المشهد ذاته تكرر فى العديد من المخيمات التى قمنا بزيارتها سواء مخيمات النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين فى صبرا وشاتيلا ببيروت وتجمع سعيد غواش وأيضا مخيم عين الحلوة بالجنوب وهى النماذج التى اخترناها كعينة لتلك المخيمات لنرصد الواقع والمعاناة لهؤلاء. «اللاجئون» فى لبنان أزمة مزدوجة.. ففى الوقت الذى بات هؤلاء يمثلون عبئاً إضافياً على مرافق دولة تكافح للخروج من عنق الزجاجة، وجدناهم يعيشون أوضاعا متردية زادت من حدتها أزمة لبنان الاقتصادية وجائحة كورونا. يُعد لبنان البلد الأعلى عالميا، من حيث نسبة عدد اللاجئين إلى عدد السكان المحليين، وفق تصريحات خاصة للممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ورغم عدم توفر إحصائيات دقيقة لأعداد اللاجئين إلا أن التقديرات تشير لوجود نحو مليونى لاجئ فلسطينى وسورى منهم1.5مليون سورى و500 ألف فلسطينى «رقم تقديرى يستند لتقاطعات أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمديرية العامة للأمن العام اللبنانى ولجنة الحوار اللبنانى الفلسطينى، إضافة إلى 18.500لاجئ من دول أخرى مثل إثيوبيا والعراق والسودان «وفق تقرير المفوضية عام 2020» مما يزيد الأعباء على مختلف القطاعات بالدولة. يقول الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة، فى تصريحات خاصة للصحيفة، إن هناك50ألف طفل سورى يُولد كل عام، مُعتبراً اللجوء أحد أهم أسباب الأوضاع الكارثية بلبنان. وفى مايو الماضى عرض الرئيس عون على المبعوث الأممى بلبنان يان كوفيتش 43 مليار دولار كقيمة خسائر مالية لحقت بخزينة الدولة نتيجة الأزمة السورية والتى تشمل اللجوء. يقول زياد الصايغ خبير السياسات العامة واللاجئين، لا توجد إحصائيات دقيقة لإجمالى الخسائر التى لحقت بلبنان بسبب اللجوء بشكل عام، لكن المؤكد إن لبنان تحمل أعباء هائلة فى الاقتصاد جراء اللجوء ولابد من دراستها بطريقة علمية مع المؤسسات الدولية. وأشار الصايغ أن آخر إحصائية نشرها البنك الدولى عام2017 لحجم الخسائر المباشرة نتيجة اللجوء السورى فقط قدرتها بـ 17 مليار دولار، وقدر صندوق النقد الدولى فى آخر إحصائية له عن أزمة النزوح السورى بلبنان الخسائر بـ25 مليار دولار، وفى عام2013 وهو عام ذروة اللجوء، ووفق البنك الدولى فقد كلفت الأزمة السورية لبنان 2,5مليارى دولار فى تراجع النشاط الاقتصادى وأدت إلى هبوط مستوى المعيشة لنحو 170.000 من اللبنانيين. عبء اللاجئين كان لبنان البلد الوحيد الذى لم يضع شروطاً لاستقبال اللاجئين، وبتزايد تدفق السوريين منذ اندلاع الأزمة السورية عام2011، ارتفع عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين حتى تجاوز المليون ونص المليون لاجئ عام 2014 «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، ورغم أن الدولة اللبنانية وضعت بداية 2015 معايير جديدة لاستقبال النازحين، إلا أن هذا لم يخفف العبء واستمر توافد اللاجئين، حتى بلغ عددهم 1.172.753 فى يونيو من العام نفسه. وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بخلاف من لم يتم تسجيلهم لدى المفوضية ممن عبروا إلى لبنان بطرق غير شرعية. وعن الأعباء التى يشكلها اللاجئون على الدولة تقول «ميراى جيرار فى تصريحات خاصة» ممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين بلبنان، إنه لابد من التمييز بين تأثير حرب سوريا على الاقتصاد اللبنانى وتأثير وجود اللاجئين على هذا الاقتصاد، فالحرب بشكل عام أثرت على الاقتصاد بالمنطقة وحركة التجارة والسياحة، وهذا هو التأثير الأبرز أما وجود اللاجئين فمثل ضغطا أكبر على المرافق الحيوية والخدمات لذا كان تركيزنا على دعم وتنمية هذه الخدمات، فعلى سبيل المثال قدمنا مشاريع لفرز النفايات، ولكن من جهة أخرى اللاجئين هم مستهلكون لذا ساهموا فى الحد من انخفاض الناتج المحلى. أطفال مخيمات «البقاع» تضم محافظة البقاع شرقى لبنان أكبر عدد لمخيمات اللاجئين السوريين قرب الحدود السورية، حيث يوجد بلبنان تقريبا 1500 مخيم يتركزون بالشمال خاصة عكار ومحافظة البقاع، حيث يوجد 339.472 لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية، وفى بلدية غزة على سبيل المثال17مخيما يقدر عدد النازحين بها بـ25 ألف سورى، وفق تقديرات «المفوضية السامية». خلال جولتنا بتلك المخيمات لرصد واقع قاطنيها التقينا مع7سيدات منهن أرامل، و6من الرجال والشباب و10 أطفال بأعمار مختلفة، من بين هؤلاء، محمد أحمدى «9سنوات»، الذى يصف حياته بداخل المخيم قائلا: «بحب أصحابى بالمخيم بس ماعندنا مكان للعب فيه ولا لعب..وبالليل بخاف لأن مافيه كهربا». حياة محمد تشبه حياة أقرانه فى المخيم ممن يعيشون حياة فُرضت عليهم، فها هو على أحمد «12سنة»، يروى قصته: «كنت بمدرستى بسوريا وقامت غارة وواحد من زملائى مات قدام عينى، ركضت على البيت وطول الطريق كان صوت الضرب عالى ما بتحمله، اتخبيت ورا الأحجار على الطرقات ليهدأ القصف، وبعدها كملت طريقى للبيت ولما وصلت عرفت أن أبويا كمان انصاب ومات، فقررت أمى تاخدنى وأخواتى على لبنان»، يستطرد قائلا: «حياتنا هون كلها تعب ماقدرت أكفى تعليمى وبروح الأرض مع أمى لأساعدها، كنت بحلم أكون طبيب أطفال بمستشفى فى سوريا، ولساتنى بحلم أرجع بيتى وبلدى ونعيش فى سلام». بجوار إحدى الخيم تقف سعاد إبراهيم «فى الصف الأول الابتدائى»، وعلى وجهها ابتسامة غير مكتملة، هرولت إلينا فتعثرت قدماها بالشبشب الذى ترتديه فهو متهلهل- ويكبرها بكثير، لخصت معاناتها قائلة: «نفسى فى صندل زهرى وفستان وردى.. بحلم أشترى بوظة «آيس كريم» من الدكان وآكل لحمة.. نفسى أرجع للعبى اللى تركتهم بسوريا». أحلام الطفلة دلال «9 سنوات»، تتلاقى مع أحلام سعاد، فهى أيضا تحلم بـ«صندل»، وملابس جديدة مثل فستان أزرق، وتلخص معاناتها فى الشتاء: «نفسى أحس بالدفا وماكون بردانة، الغطا مانه كفاية فببرد، والميه بتدخل علينا الخيمة ومش بقدر أخرج، نفسى ألعب بالمرجحية بس ماعندنا مكان»، وعن حلم المستقبل قالت دلال: «بتمنى أكون دكتورة أعالج الأطفال». تقول المفوضية السامية لشئون اللاجئين،أنها تقدم للأطفال أنشطة ترفيهية ورسما وأنشطة أخرى لكن الإمكانيات غير كافية». محرومون من التعليم!.. أوضاع النازحين فى «البقاع»، وضحها لنا أكثر نجيب المجذوب ناشط حقوقى واجتماعى بمنظمة إنترسورس الإيطالية لمساعدة النازحين، فقال: «تختلف تقديرات أعداد النازحين السوريين، والذين ازدادت ظروف معيشتهم صعوبةً فى ظل أوضاع لبنان المتردية، إضافة لجائحة كورونا التى أدت لارتفاع نسب البطالة بالمخيم بوتيرة مخيفة، ومعظمهم يعتمد على الزراعة والحرف، وهناك عدد من منظمات المجتمع المدنى تقدم جزءا من المساعدات، إضافة لتنظيم جلسات دعم نفسى للأطفال المتأثرين بالحرب والعنف والحياة بالمخيمات، كما يتم إلحاق الأطفال والشباب بمراكز تعليمية فالكثير منهم لا تتوفر لهم فرص التعليم بالمدارس، وهناك 250 ألف طفل خارج المنظومة التعليمية، أضاف المجذوب، «هناك كثير من الأسر بالمخيمات تعولها نساء، ففى مخيم غزة 400 أرملة أو زوجها مفقود تعول أسرا، ولا تخصص لهم برامج مساعدات». الأشغال معطلة «أنا أب لبنتين وثلاثة أولاد، لى عام بدون عمل، كنا نشتغل بالسهل، يوميتنا 1000 ليرة للرجل والبنت 6000 ومن وقت كورونا ما عاد لنا شغل»، يروى ضاهر الأحمد، أحد شباب المخيم، معاناته، مضيفا: «نعتمد على مساعدات المفوضية 70 ألف ليرة شهريا لكل فرد، وما بيكفوا شىء، فشوال السكر مثلا حقه 100000 ليرة، وطول الشتاء المطر بيغرق المخيم، وأيام نضطر للمبيت عند حد من معارفنا»، وبالنسبة للرعاية الصحية، قال «الباص بيجى مرة شهرى فيه طبيب واحد لجميع التخصصات، كل أسرة مسموح لها بمريض واحد تعالجه، إما بنروح المستوصف ولا يوجد به إخصائيون، أما فحص الإخصائى رسومه من50000 إلى 100000 ليرة، غالبية العمليات الجراحية مانها مغطاة من قبل المفوضية»، وطالب ضاهر بزيادة قيمة المساعدات لتكفى أبسط احتياجات أسرته. قالت ميراى جيرار، إن أوضاع اللاجئين السوريين صعبة للغاية وبلغوا مستوى غير مسبوق من الفقر، و«كورونا»عمقت الأزمة، وهناك 880 ألف لاجئ سورى مسجل لدينا من إجمالى يتراوح بين مليون و300 ألف إلى مليون و500 ألف لاجئ، فقد أوقفنا تسجيل اللاجئين منذ عام 2015 بطلب من الحكومة اللبنانية، مضيفةً أن مساعدات المفوضية تصل لنحو مليون لاجئ بلبنان، و30% من اللاجئين يستفيدون من برنامج المساعدات النقدية المنقذة للحياة ولكن للأسف لا يغطى الجميع، ونحن نقدم مساعدات نقدية شهرية للعائلات الأكثر ضعفا، ولكننا نعانى نقصا حادا فى التمويل، فلم نحصل سوى على 47% من المبلغ المطلوب بخطة استجابة2020 وهو «607 مليون دولار». انفجار المرفأ ضاعف أزمات اللاجئين طالت تداعيات كارثة مرفأ بيروت النازحين أيضا، فها هو حمود الضهر، أحد قاطنى مخيم غزة ويعمل سائق شاحنة بالمرفأ، كان يمتلك سيارة نقل تعينه على الحياة، ودُمرت وقت الانفجار، يقول حمود: «السيارة كانت مصدر رزق ولادى، وإصلاحها يحتاج 6 ملايين ليرة ولا أملك منها ليرة واحدة»، مضيفا: «ما عندنا شغل إلا الزراعة، وأعمال البناء أحيانا، يوميتنا 6000 ليرة، لدى 9 أبناء فهذا المبلغ لا يكفينا حتى خبز حاف وولادى ما بقدر أعلمهم، ومن وقت بداية جائحة كورونا الشغل قل». يضيف خالد إبراهيم، نزح من سوريا عام 2013 ولديه 7 أبناء: «انهيار سعر الليرة وكورونا قضوا على رزقنا، وقيمة المساعدات ثابتة 400000 ليرة لكل أسرة و70000 ليرة لكل فرد، كيلو الفروج صار بـ10000 فالناس اتحرمت من أكله وكيلو اللحمة بـ50000، وغالبية الأدوية لا نجدها فى المستوصفات وبنشتريها على حسابنا». «كورونا» المخيمات أجمع اللاجئون الذين التقيناهم على أن جائحة كورونا غير متفشية بينهم، وبالنسبة للإجراءات الوقائية فالبعض يعتمدون على أنفسهم فى شراء المطهرات والكمامات، بينما الغالبية عاجزة عن شراء مستلزمات الوقاية. وعن وضع الجائحة بالمخيمات السورية قالت ميراى جيرار، إن عدد الإصابات بين اللاجئين قليل فالإجمالى حتى نهاية أكتوبر 200 حالة، لكن ما زالت المخاوف قائمة فى ظل تفشى الجائحة بلبنان مع صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعى فى الخيام، لذلك تكثف المفوضية حملات التوعية بتلك المخيمات وتوزيع مستلزمات النظافة الشخصية. وبالنسبة لوضع الجائحة فى المخيمات الفلسطينية، قالت فريال كمال ناشطة بمجال حقوق الإنسان بمخيم شاتيلا، إن الأدوات الوقائية غير كافية لأن العدد كبير، ولكن انتشار الجائحة حتى الآن ليس كبيرا. أما فى مخيم عين الحلوة بصيدا، فعدد الاصابات المكتشفة حتى الآن 50 حالة، ولاتتوفر أى مطهرات أو أجهزة تنفس داخل المخيم، وفق ما أوضح الدكتور عبدالرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية بالمخيم. انتهاكات بحق المرأة والاطفال تجلس حزينة أمام باب خيمتها بمخيم غزة، تحمل نظراتها وملامح وجهها شقاء سنوات، إنها الحاجة عامرة الأحمد، أرملة جاءت مع أبنائها من سوريا منذ بداية اندلاع الحرب، قالت «عندى 3 بنات و4 شباب وزوجى توفى وهم أطفال، وضليت أشتغل وشقيت عمرى كله عشان أربيهم وماحد ساعدنى»، بالكاد استطاعت الحاجة عامرة تعليم بعض أبنائها حتى الصف التاسع وتزويج البنات، وعن احتياجاتها قالت: «بنتى أرملة وعندها طفل وأنا أعولهم». تعانى الحاجة عامرة أمراضا كثيرة لكن الأدوية غير متوفرة، تضيف: «علبة الدواء بـ10000 ليرة، وفى الشتاء المطر بينزل علينا من السقف والبرد شديد وأغطية المخيم مانها كافية». هنادى عباد، نزحت منذ 9 سنوات، متطوعة بمجال العمل الإنسانى داخل المخيمات، روت معناتها: «لدى 4 أبناء طلعنا من بلدنا هربانين من الضرب والموت واتقفلت أبواب رزقنا وكانت رحلتنا للبنان كلها مشقة وتعب جينا تهريب من الحدود». أجهشت هنادى بالبكاء قائلة: «تركنا ذكرياتنا وجذورنا فى بيوتنا بسوريا، تركنا مستقبلنا اللى كنا بنرسمه وأحلام ولادنا لبكرا، جينا للمجهول، كنت شاعرة بالضياع أول سنة هون، لكن أصريت على الحياة من أجل مساعدة أولادى ليعيشوا دفعونى لأبحث عن عمل وبالفعل التحقت بالعمل بإحدى منظمات المجتمع المدنى». وعن صعوبة الحياة داخل المخيمات بالنسبة للمرأة، تقول هنادى: «حياة قاسية.. كتير أرامل بيعولوا أسر معتمدين على مساعدات المنظمات، وفيه نساء بتشتغل بالأراضى وما بيقدروا يكفوا احتياجات ولادهم، وكتير مصاب بالاكتئاب»، تستكمل هنادى: «الشتاء مشكلة كبيرة والوضع يزداد صعوبة، فالبرد قارس والأرض وحل، يصعب التنقل من خيمة لأخرى». «أنا وكتير غيرى فى المخيم بنشتغل عاملات فى الأراضى.. بنتعرض للتحرش ومجبورين نسكت، عشان الفضيحة ولقمة العيش».. هكذا وصفت «ش.م» «بأحد مخيمات البقاع» معاناتها فهى تعول 5 أبناء بعد أن تحطم منزلها أثناء الحرب وتوفى زوجها، فحملت أبناءها وجاءت إلى لبنان. وتستكمل روايتها:»وفيه ستات هنا اتعرضت للاغتصاب، حتى الأطفال بيتعرضوا لنفس الأذية، لكن ما حد بيقدر يحكى، مجتمعنا ما بيرحم ولوعرفوا بيقتلونا، كمان بنخاف على قوت يومنا، والمساعدات ما بتكفى». اتفقت معها «ع.م»، مؤكدة تعرضها للتحرش أكثر من مرة. تؤكد ياسمين كيالى مسئولة بجمعية بسمة وزيتونة لخدمات المجتمع المدنى، أن كثيرا من الأطفال والنساء اللاجئات تتعرضن للاغتصاب والتحرش سواء من قبل أصحاب الأعمال أو داخل المخيمات والنساء يخشين الفضيحة وخسارة لقمة العيش، ندعم بعض الضحايا بعلاج نفسى. أمهات فى عمرالطفولة ضمن المآسى التى وجدناها فى مجتمع اللاجئين بلبنان زواج الأطفال بداية من سن العاشرة، ومن بين تلك الحالات التقينا مع «س.ك» قادمة من إدلب ومقيمة بتجمع سعيد غواش، عمرها 14 سنة، وهى أم لطفلين، روت مأساتها قائلة، «أنا عايشة فى عذاب وأنا عمرى11 سنة طلعونى من المدرسة لأتجوز، مكنتش أعرف يعنى إيه زواج أو دُخلة جاتنى حالة نفسية أول فترة من الزواج ورغم مرضى أهل زوجى مارحمونى وأصروا على الدُخلة البلدى، ساءت حالتى وحاولت الانتحار وفيه جمعية من اللى بتقدم مساعدات عرضونى على دكتور نفسى وضليت أتعالج، لحد دلوقت بفزع من العلاقة وزوجى بياخدنى غصب وأوقات يضربنى لحد ما أفقد الوعى، ما بعرف أتعامل مع الأطفال اللى معى أهل زوجى بيربوهم.. أنا حامل وبتمنى حد ينقذنى من الجحيم اللى عايشه فيه». «كان نفسى أكون معلمة»، هكذا عبرت الطفلة عن أمنيتها، وعما عاشته فى سوريا، تقول: «لى 6 أخوة وأبويا مات فى الحرب وما كان فيه حد يصرف علينا، كان عمرى7سنوات وقت اللى بدأت الحرب، بديت أوعى للحياة وسط الدم والقصف، وقت ما كان يصير قصف كنت أركض للبيت..لى زمايل بالمدرسة ماتوا بقذيفة فوق راسهم». واختتم حديثها، قائلة: «بحلم ترجع سوريا مثل ما كانت ونرجع لها». التقينا حالة أخرى لطفلة من سوريا «ع.ى»، 13سنة، تروى قصتها: «جيت من سوريا منذ سنتين لأتزوج هنا..زوجى بيشتغل بمحل جزارة، والدى فران ولى 4 أخوة، لما قامت الحرب ما بقى قادرين نعيش، أهلى اتفقوا على جوازى واتخطبت بالتليفون وما كنت شفت زوجى من قبل، أختى كمان سنها 22 سنة وعندها 4 ولاد، اتزوجت فى سن 15 سنة»، وهنا غالبتها الدموع وهى تقول: «صار أهل زوجى يضربونى لأن ما جبت طفل لهلا، عرضونى لأكثر من طبيب، قالوا لأنى صغيرة». حول تلك الظاهرة حدثتنا كمال شرفان رئيسة التجمع النسائى الديمقراطى، قائلةً: «هذه الظاهرة تفاقمت بلبنان مع اندلاع الأزمة السورية وتدفق النازحين مع الوضع الهش للعائلات النازحة، فصار أى فرصة لتزويج البنت مهما كان عمرها مقابل المهر والتخلص من عبئها هى فرصة ذهبية فصار الاندماج بين السوريات واللبنانيين». أضافت ياسمين كيالى ناشطة بحقوق الإنسان ومسئولة بجمعية بسمة وزيتونة المعنية بتقديم خدمات للاجئين، «نقدم الدعم النفسى لأطفال المخيمات وأنشطة مثل الرسم والرياضة، فعدد كبير منهم يعانون أمراضاً نفسية، كما نقدم الدعم النفسى لضحايا الزواج المبكر وننظم حملات توعية للأسر لكن لا نجد تجاوبا، فالدافع ليس الفقر الشديد فقط، ولكن خوفهم على شرف بناتهم فى ظل الأوضاع بالمخيمات، فهناك أطفال يتزوجون من سن العاشرة وهؤلاء يعانون أزمات نفسية كبيرة تصل للانتحار، خاصة مع ممارسة الجنس فى إطار تلك العلاقة إضافة للعنف من قبل الزوج ثم الطلاق، ولا توجد قوانين تحمى هؤلاء. اضطرت تزوج بنتها «12سنة» بالدموع بدأت «ف.ل» حديثها، رفضت الإفصاح عن هويتها خوفا من العائلة والمجتمع، بالكاد أقنعتها أن تروى لنا قصتها: «أنا أم لـ7أولاد وزوجى متوفى جينا هربانين من سوريا، بعد معاناة طويلة استقرينا بالمخيم، لم أجد عملا لأكفى قوت يوم ولادى إلا القليل أشتغل فى فلاحة الأرض يوم موجود وعشرة لا، ومع صعوبة الوضع الاقتصادى انقطع العمل فى الأراضى، صار ولادى يتلوون جوعا، اضطريت أزوج بنتى عمرها 12 سنةـ لتخفيف الحمل علينا وحتى تساعدنى فى تدبير طعام إخوتها، لكن المصيبة الأكبر أنها بعد كام سنة اطلقت رجعت وحالتها النفسية مدمرة ومعها طفلان، فبقيت مسؤولة عن 9 بدل من 7 وما قادرة أكفيهم». دور الأمم المتحدة فى مكافحة زواج الأطفال قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة فى لبنان، فى تصريحات لـ«انفراد»، إنها تعمل بتوافق مع الحكومة والشركاء المحليين، والمنظمات الدولية غير الحكومية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لحماية المرأة والطفل الممتدة بين 2020 و2027، وشاركت فى إطلاق خطة العمل الوطنية لمنع تزويج الأطفال والتخفيف من حدته بلبنان فى 2020. وتقوم هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالدعم القضائى لمنع هذا الزواج، وتوظّف الهيئة جهودها فى تنفيذ الإصلاح القضائى الذى يستجيب لقضايا تزويج الأطفال، إضافة للتوعية العامة بواقع العنف القائم على النوع الاجتماعى وتزويج الأطفال القسرى، وتدعم الهيئة الحملات التوعوية، وتسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتزويج الأطفال وتعنيف المرأة. وتتعاون الهيئة مع الجهات المعنية لتقديم برامج لتعزيز التمكين الاقتصادى للمرأة للتخفيف من مخاطر هذا الزواج، كما تستخدم الهيئة برامج تحويلية تهدف لإنشاء مجتمعات عادلة متمكنة، حيث يمكن للنساء التعبير عن رغباتهن. مخيم صبرا وشاتيلا أزقة لا ترى إلا بصيصا من النور بالكاد تستطيع السير فيها لضيقها الشديد وقرب الأبنية بها، وبمجرد أن ترفع نظرك سترى كميات هائلة من الأسلاك الكهربائية المتشابكة متدلية فوق رأسك، وبجوارها أحبال تحمل ملابس العائلات.. هذا هو المشهد داخل مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين المقام على كيلو متر تقريبا، ويقطنه 25 ألف نسمة، والمشهد نفسه تجده بـ«صبرا» المرتبطة تاريخيا بمجزرة صبرا وشاتيلا الواقعة عام 1982. عدد اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين فعليا بلبنان 180 ألف لاجئ تقريبا، غالبيتهم موزعون فى 12 مخيما بخمس مناطق هى الشمال والبقاع وبيروت وصور وصيدا، بينما عدد المسجلين حوالى 473 ألف لاجئ، و27 ألف فلسطينى سورى، وفق إحصائيات منظمة الأونروا. أطفال منسيون مرتدية حذءاً قديما يكبرها وفستانا ورديا صيفى، تلعب «الحجلة»، بينما أسلاك الكهرباء مدلاة فوق رأسها بكل ما تحمل من مخاطر فليس لديهم خيار آخر..إنها «آية» ذات الـ7سنوات، تصف بكلماتها البسيطة ما تعيشه من حرمان بـ«شاتيلا»: «ماعندنا شىء نلبسه أنا وإخواتى الصغار، محتاجين ملابس، وبدنا مكان نلعب فيه..وماعندنا كمامات لنلبسها، عارفين إن كورونا بتجى للى ما لابس كمامة بس ماعندنا». و«محمد» ابن العاشرة، يقول: «كان نفسى أكون مدرس لكن أبى ما معه مصارى ليفوتنى على المدرسة، وبشتغل لأساعده». أمام دكان صغير عربة بها أدوات تجهيز الشاى والقهوة السريعة يقف عماد أبوصافى،11عاما، لبيعها للمارة، تُعبر علامات التعب والهم على وجهه عما يعيشه من ألم، يتحدث عماد قائلاً: «لى 8 أخوة أنا أكبرهم، كنت بدرس فى الصف الخامس الابتدائى وطلعت من التعليم لأشتغل وأساعد أبوى وأكفى احتياجات أسرتى، بجهز القهوة لأبيعها، بصحى من 6 الصبح لأقف على عربية الشاى وبعد الظهر بقف فى دكان.. بشتغل أكتر من 12 ساعة فى اليوم.. الناس حوالينا ميتة جوع ما لاقيين اللقمة ولا علبة الدواء ». وعن أمنياته يخبرنا عماد: «كان نفسى أكون دكتور كبير فى سوريا». الشغل ممنوع وليد سلام، من سكان مخيم شاتيلا، أب لـ5 أطفال، يصف أوضاعه المعيشية: «بشتغل عامل ستالايت داخل المخيم، لأن العمل خارج المخيم ممنوع بالنسبة لنا..أبسط حقوق الإنسان مش موجودة..ما بكفى قوت يوم أسرتى فاضطريت أشغل ابنى اللى عمره 10 سنين، حتى المساعدات المادية من الأونروا 105 آلاف ليرة أصبحت غير منتظمة بسبب نقص الإمكانيات». مساعدات «الأونروا» تقول هدى أبوسمرة، المتحدثة الرسمية باسم منظمة الأونروا فى لبنان، إن حجم المساعدات المقدمة قد انخفض خاصة بعد توقف المتحدة الأمريكية عام 2018 عن التمويل بما يشكل ثلث الموازنة والتى بلغت العام الحالى مليارا و500 مليون دولار والعجز بلغ 350 مليون دولار، ما ضاعف الأعباء، ويرجع هذا القرار الأمريكى لأسباب سياسية حيث استخدمته أمريكا كورقة ضغط على الفلسطينيين، موضحةً أن المساعدات المادية قاصرة على 61 ألف لاجئ هم الأكثر فقرا، وتبلغ 39 دولارا لكل لاجئ كل 3 أشهر أى 130 دولارا فى السنة. يقول الحاج فرحات سليم، عضو بنقابة العمال، «نشعر بتمييز ضدنا من قبل الدولة فنحن ممنوعون من عدة وظائف، وزادت الأحوال سوءا فى آخر عامين، نصف الناس اتسرحوا من أشغالهم والنص التانى اتخفضت معاشاتهم لأقل من 50 %، وبنعتمد على مية البحر المالحة، أما المساعدات فهى لحالات محددة. معاناة المرأة صباحاً دخلنا بناية مدخلها حالك الظلام، وبالداخل وجدنا الحاجة «أم أحمد»، جالسة على أريكة خشبية وإلى جوارها أحفادها الثلاثة ملك ومهند ومحمود وسط غرفة مظلمة فالتيار الكهربائى منقطع، تروى لنا الحاجة معاناتها قائلة: «أنا أم لـ 6 أولاد وابنى متجوز وعايش معى، وهاد جزء من معاناتنا ما فيه كهربا إلا ساعتين وما معنا مصارى ندفع اشتراكات، أما المياه فهى مالحة فبنضطر نشترى جالونين ميه يوميا». تضيف أم أحمد: «المعاناة تضاعفت بعد الأزمة الاقتصادية، الشباب بلا شغل، بالزور جوزى لقى شغلانة، لكن الدخل ما بيكفى الضروريات، ابنى متزوج وعنده 4 ولاد، أسبوع يشتغل ويبطل شهور، اختتمت حديثها: «بتمنى يكون عندى ميه حلوة، وولادى يلاقوا لقمة عيش». «ليلى نعمان» متزوجة منذ 12 عاما ولديها 3 أطفال، تقول: «عايشين مخنوقين فى المخيم عندى طفلين معاقين، وزوجى ترك الشغل من سنة وحالتنا كرب». أما المعاناة الصحية، حدثتنا عنها الحاجة نادية حمدان «أم على» قائلة: أنا مريضة سكر وضغط وقلب، بتحكم «بتعالج» على حسابى، لأن الأونروا ما بتعطينا». تضيف حمدان: «المرأة الفلسطينية اللاجئة حقوقها مهدورة وفيه كتير أرامل وهم اللى بيعول أسرهم». صعدنا سلما متكسرا لا يتسع إلا لشخص واحد بإحدى البنايات فى «صبرا»، ومن باب ضيق دخلنا منزل الحاجة أم محمد، وجدناها ترقد على سرير حديدى متهالك، روت قصتها: «تزوجت هنا ولدى 10أولاد ربيتهم فى غرفة صغيرة، منهم واحد ما بيسمع ولا بيتكلم وما قدرنا نعالجه، ولما ضاق بنا الحال نزل يشتغل فى حمل الرمله». وعن المساعدات التى يتلقونها، قالت السيدة الثمانينية: «الأونروا بتعطينى 140 ألف ليرة كل 3 شهور وحق علبة الدوا 100 ألف ليرة، وفحص الطبيب بـ 50 ألف ليرة، واشتراك الكهربا 100 ألف..ربنا يتولانا!» تعلق هدى أبوسمرة المتحدثة باسم الأونروا، قائلة: تعانى المرأة الفلسطينية بشكل كبير لضغوط الحياة والعمل فتكون مهنتها غالبا عاملة بالمنازل مقابل مبلغ زهيد، وهى الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية ونحن فى هذا الصدد نقدم الدعم النفسى، إضافة إلى تقديم خدماتنا الصحية الأساسية من خلال 27 مركز رعاية صحية أولية ولكن الأمراض المستعصية فكلفتها تفوق إمكانياتنا ولا نستطيع تغطيتها وهذا يؤلمنا، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل مخيف. يوضح سليمان عبدالهادى أمين سر اللجنة الشعبية بـ«شاتيلا»، أن اللجان الشعبية بمثابة بلدية مصغرة تعوض غياب الدولة اللبنانية داخل المخيمات، وتقوم بتقديم العديد من الخدمات بالتعاون مع الأنروا منها ترشيد الكهرباء فداخل المخيم شبكات كهربائية بدائية، وشركة الكهرباء لا تقوم بأى خدمات داخل المخيمات. الموت صعقا بالكهرباء أو المخدرات!.. تصف فاطمة بشر، بمخيم شاتيلا، معاناة العيش بالمخيم، قائلة: «الكهربا مش موجودة وولادنا ما بيلاقوا ضو ليذاكروا عليه، وبالنسبة للصحة فاللى بيمرض وعلاجه مش متاح فى الأونروا له ربنا يترمى لحد ما يموت، إحنا بنعيش ف لا يحتمل وكل اللى بنتمناه نأمن لقمة عيش ولادى». تضيف فاطمة: «أطفالنا بيلعبوا تحت خطر أسلاك الكهرباء العشوائية، وكتير ماتوا بالصعق الكهربائى وماحد سائل فينا ونحن فى الشتا، وهذه الأسلاك عملوها السكان الجدد ليتقاسموا بها التيار الكهربائى». توضح فريال كمال، أن هناك عددا من الأطفال لقوا حتفهم بسبب هذه الأسلاك، وهذه كارثة تهدد أطفال المخيمات الفلسطينية وضبطها مسؤولية اللجان الشعبية، فهناك أزمة كبيرة فى الكهرباء وتلجأ كثير من الأسر للتشارك على الخط مع أسرة أخرى لتقاسم الاشتراك. «آفة المخدرات» مشكلة أخرى داخل المخيمات، وتتحدث عنها فاطمة، بمخيم شاتيلا، موضحةً أنها تنتشر بين الأطفال والمراهقين، تضيف: «صار الشباب يبحث عن شىء يلهيه عن همومه والظاهرة زادت مؤخرا بشكل كبير». وتؤكد هدى أبو سمرة، أن «المخدرات منتشرة بين قاطنى المخيمات والعلاج يقدم عبر المؤسسات الشريكة لنا، ونحاول من خلال شركائنا تقديم حملات توعية للشباب وأيضا نقدم دورات تدريبية تعلمهم المهارات الحياتية والذاتية وحرفا معينة». وأكد الدكتور عبدالرحمن أبوصلاح أمين سر اللجان الشعبية بمخيم عين الحلوة، إنه لا يوجد مستشفى مجهز لعلاج حالات الإدمان ويصعب السيطرة على تلك الظواهر فى ظل المعاناة النفسية لقاطنى المخيمات. «إن وضع اللاجئين الفلسطينيين فى الـ12 مخيما مذر»، بهذه العبارة وصف سليمان عبدالهادى أمين سر اللجنة الشعبية بشاتيلا، أوضاع الفلسطينيين، مضيفا: «لدينا شباب مؤهلون لكن ممنوعين من الانضمام لسوق العمل فى 70 مهنة بلبنان، كما أن الفلسطينى مُطالب بإجازة عمل لأى مهنة يقوم بها وهذه الرخصة يصعب الحصول عليها». وعن أزمة المخدرات بالمخيم، يقول سليمان عبدالهادى: إن المخدرات لا تنتشر فقط داخل المخيم ولكن فى الجامعات اللبنانية أيضاً، خاصة فى الفئة العمرية من 12 سنة حتى 18 سنة، ونقوم بزيارات منزلية لتوعية الأهالى بدورهم، وبنطلب من الدولة أن تحكم قبضتها حول المخيم. أم ربيع «60 عاما» بمخيم صبرا، تتولى رعاية 3 أبناء منهم ولد يعانى كهرباء بالمخ، وتعمل فى تنظيف البنايات مقابل 14 ألف ليرة شهريا عن كل بناية، ومستمرة فى العمل رغم مرضها، تقول: حتى الأدوية صار سعرها 3 أضعاف، ومحدش بيساعدنا». أزمة الأوراق الثبوتية..لاجئونبلا هوية! «لا أحد يعترف بنا..وأولادنا خارج المدارس ولا أمل فى المستقبل».. جملة ترددت على ألسنة العديد من اللاجئين سواء الفلسطينيين أو السوريين ممن لا يمتلكون أورقاً ثبوتية. يقول الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية بمخيم «عين الحلوة»، إن حوالى 6 آلاف أسرة فلسطينية بلبنان و3000أسرة فلسطينية سورية بالمخيم تعانى أزمة الأوراق الثبوتية، وهؤلاء لا تتاح لهم خدمات الرعاية الصحية الثانوية خارج المخيم، وتحاول المؤسسة النرويجية إيجاد حلول لهم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية والجهات المعنية. يصف محمد محمود، بمخيم شاتيلا، أزمته قائلا: «تزوجت عرفيا لأن ما معى وثيقة ميلاد ولا إقامة، ابنى لما خلص دراسته بالمرحلة الابتدائى ما قدرت أفوته على الإعدادى، لأنه ممنوع ومش قادر اشتغل.. وخايف على مستقبل ولادى». نوهت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فى تصريحات لـ "انفراد"، بأن الأطفال عديمى الجنسية نتاج العواقت الوخيمة للزواج غير الموثق لأبناء المخيمات، مشيرة لتنظيم حملات توعوية فى هذا الصدد. وبداخل مخيم عين الحلوة بجوار أكوام من القمامة تتجمع حولها الحشرات والقوارض، يسكن على الفار وهو أب لـ4بنات، يخبرنا بقصته: «منزلى وسط القمامة، وبنتى مصابة بمرض جلدى بسبب الحشرات وسوء التهوية، أعيش مأساة بسبب فقدانى الأوراق الثبوتية، معى بطاقة هوية مؤقتة من السفارة الفلسطينية لتمريرى من الحاجز الحدودى لكن لا تصلح لأى معاملات رسمية، ومابقدر أفوت بناتى على المدرسة بعد الصف الرابع الابتدائى، وما عندى إقامة رسمية وما معى كلفة استخراج جوازات سفر لى ولأسرتى ووضع الإقامة عليها، حتى كارت الإعاشة لا تعترف به «الأنروا»، فإذا احتاجت بنت من بناتى عملية جراحية اضطر لإجرائها على حسابى الشخصى، أجريت 3 عمليات على نفقتى، وأنا عامل يوميتى10آلاف ليرة..حاولنا نوصل شكوتنا بس ماحد بيسمعنا». وعن دور المفوضية السامية لشئون اللاجئين فى مساعدة فاقدى الأوراق الثبوتية تقول ممثلة «المفوضية السامية»بلبنان ميراى جيرار: «نحاول مع السلطات اللبنانية المعنية مساعدة هؤلاء لاستخراج أوراقهم والحصول على الإقامة القانونية من خلال تسهيل الإجراءات واستطعنا تسهيل بعضها، ولكن مازالت هناك عقبات». بكلمات تحمل الحزن والمشقة تصف دينا حسن، بمخيم عين الحلوة، معاناتها:»صعب أن تكونى بلا هوية!..بدأت إدراك هذا حين تقدمت لامتحان الشهادة الإبتدائية ورفضونى، ومن وقتها اتحرمت من التعليم ورافقتنى الأزمة طول حياتى وفى العمل كمان، كل ما نملكه حاليا بطاقات تعريف من السفارة، وولادى ورثوا المشكلة، وأصبحوا فاقدين الأمل فى مستقبلهم، وتزداد معاناتنا خاصة أننا نعيش بمنطقة خارج تغطية خدمات «الأنروا». وحول تلك الأزمة بالمخيمات تقول ياسمين كيالى، مسئولة بمؤسسة بسمة وزيتونة:»أن اللاجئين غالبيتهم بدون وثائق ميلاد وزواج رسمية وإقامة أو حتى بطاقة هوية ويترتب على ذلك «زواج عرفى»والأطفال يصعب قبولهم بالمدارس، ويعانى السوريون أكثر لأنهم غير معترف بهم كلاجئين ولاتوجد جهة مسئولة وغالبيتهم غير مسجل بالمفوضية، ونحن نوفر خبراء قانونيين لمساعدتهم للحصول على الوثائق. وعن أسباب عدم منح هؤلاء الإقامة الرسمية،تقول كيالى: «أهم الأسباب تعنت الدولة وعدم وجود محل إقامة ثابت أوعمل إضافة لتكاليف استخراج أوراق الإقامة والتى تبلغ مليون ليرة سنويا وتجديد جواز السفر بـ 400دولار». يعانى اللاجئون قسوة الحياة بينما تتزايد أعباء الدولة التى لم تَعد تتحمل المزيد..فهل تُفعل الأطراف المعنية جهودها لحلحلة الأزمة وغيرها من الأزمات لتعود للبنان ابتسامته؟ «عين الحلوة»..عاصمة الشتات الفلسطينى «عين الحلوة» المخيم الأكبر خارج فلسطين ويمثل عاصمة الشتات الفلسطينى أنشئ عام 1949، يقطنه حوالى 80 ألف لاجئ على مساحة لاتتعدى 2 كيلومترمربع، وفق ما أوضح العقيد عبدالهادى الأسدى مسؤول القوى الفلسطينية المشتركة بالمخيم. والمعروف عن هذا المخيم أنه الأخطر بين المخيمات جميعا، يقول الأسدى إن هناك تنسيقا مستمرا مع المخابرات اللبنانية لتسليم المطلوبين بداخل المخيم، وعددهم 300 شخص، البعض منهم متهمون على ذمة قضايا إرهاب أو حوادث تفجيرات، وهناك وساطة سويسرية من إحدى المؤسسات بالتعاون مع عدد من المحامين اللبنانيين للبحث عن المطلوبين وتسليمهم لأجهزة الأمن وقد سلمنا قائمة ببعض الأسماء. أضاف الأسدى: «هؤلاء غالبيتهم من النسيج الفلسطينى، ونحن لا نبحث عن المطلوبين حتى لا نهدد سلامة ساكنى المخيم ونزعزع الأمن خاصة أنهم لا يقومون بأى تهديد للسلم». وأشار إلى أن المخدرات أيضا واحدة من أهم التحديات بالمخيم، ويتم ملاحقة مروجيها وبائعيها واعتقالهم وتسهيل العلاج للمدمنين. من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية فى «عين الحلوة»، مهمتنا الإشراف على الخدمات والبنى التحتية، والتعامل مع الشكاوى، مؤكدا أن الأونروا لا تقدم المساعدات اللازمة للاجئين فلا يوجد بالمخيم 4عيادات ولا توجد مستشفيات ونعتمد على مستشفى واحد خارج المخيم، إضافة للعجز الكبير فى الكوادر الطبية ، وبالنسبة لأدوية الأمراض المستعصية فهى غير متوفرة رغم أن الربو وسرطان الرئة منتشر بالمخيم، فالمساكن غير صحية لأنها لا ترى الشمس، وهذا يمثل مأساة خاصة أن 35% من السكان أطفال. وبالنسبة للمساعدات المادية فتُقدم فقط للفئة الأشد فقرا وهم لا يتجاوز 13% من إجمالى عدد اللاجئين، وتصل البطالة بالمخيم أكثر من 70% خاصة بعد إلزام اللاجئ برخصة العمل، وكثيرون تم تسريحهم من أعمالهم. أضاف عبدالناصر السعدى مدير خدمات مخيم عين الحلوة، أن هناك عدة مشكلات بالمخيم من بينها أن هناك مناطق خارج تغطية خدمات الأنروا لأنهم خارج المساحة المحددة للمخيم، ويعيش بها حوالى 40 ألف لاجئ هؤلاء محرمون من الخدمات الأساسية مثل بعض الخدمات التعليمية والصحية وجمع النفايات ما يؤدى لانتشار الحشرات والأمراض. أضاف السعدى، «فصل الشتاء يفرض علينا واقعا مؤسفا فهناك بيوت فى حاجة عاجلة لإعادة الترميم ومشكلة فى التدفئة، ولدينا مشكلة فى الصرف الصحى وغرق المخيم بمياه الفيضانات سنويا. أطفال «عين الحلوة» وجدناه يلهو فى أحد أزقة المخيم، إنه على درويش «7سنوات»، يقول لنا: «مارحت على المدرسة، لكن كنت بحلم أكون دكتور، وبحلم كمان أشترى قواعى «ملابس» ولعبة مثل سبيدرمان، ونفسى أكل شيكولاتة، أما زياد يوسف، فى الصف11، فحلمه أن يصبح مهندسا، وعن أكثر مايعانيه فى المخيم، يقول «انقطاع الكهرباء ومفيش مكان نلعب فيه». رهف حسنين، 8 سنوات، لخصت أمنياتها قائلة: «نفسى أشترى حلق وصندل وجاكت عشان بكون بردانه، ونفسى أكل لحمة لكن أمى ما بتعملها»، تضيف رهف، «خبرت أمى أنى نفسى أروح على المدرسة لأطلع دكتورة، لكن ما بروح». الحجة سميرة أم لشابين وزوجها متوفى، تقول: «لى أكثر من 30 سنة بالمخيم، مريضة بالربو وفيه كتير مصابين بنفس المرض لأن بيوتنا مابتدخلها الشمس، بشتغل فى جمع القمامة لأربى عيالى، لو بطلت شغل يوم مش هلاقى لقمتى، مانها متوفرة عند الأنروا بيقولوا مافيه إلا أقراص باندول، كمان فحص الدكتور بـ50 ألف ليرة..بقول «يارب فرج كربنا». أسفل سقف يكسو جزءا منه أغطيه قديمة ممزقة بينما الآخر فى العراء، بجواره سرير حديدى متهالك يعوم فوق ما يشبه بركة من مياه الصرف، يجلس سامى هويدى بداخل منزله بالمخيم، تحدث قائلا: «أعمل بلاط، وجيت هنا فى 1985 ولدى 4 أبناء، تتضاعف معانتا فى الشتاء فالبيت بيتملئ ميه من الأمطار ونقوم بنزحها، حالتنا اتدهورت أكثر مع هبوط الليرة. وأضاف بتجينا مساعدات غير منتظمة من الأنروا ما بتغطى احتياجاتنا.


























































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;