بالصور.. يوميات التلميذ صاحب عبارة "ماتت أمى ومات معها كل شىء".. يسكن فى منزل آيل للسقوط بـ"قرية السكادرة" بالشيخ زويد.. يعمل وقت فراغه لمساعدة والده المعاق.. أسامة: نفسى أبقى ضابط وأدعو لأمى فى الحرم

أسامة أحمد حماد، طفل من قبيلة السواركة بسيناء، يعيش يوميات الشقاء فى قريته البسيطة الكائنة منازلها على ساحل البحر بمركز الشيخ زويد، أسامة يتغلب على أحزانه باللعب فى مساحة مستوية وسط تلال رملية هى ملاعب القرية، واللعب فى حياته الطفوليه يحتل مساحات قليلة من اهتمامه المنصب على توفير مصروف يساعد به والده المعاق فى أيام الإجازات من الدراسة، وتوفير ما يمكن توفيره لأشقائه الـ 9 الذين يعيشون جميعهم تحت سقف منزل متواضع يحتويهم حنان والدهم البسيط، وشقيقتهم الكبرى التى تخلت عن مستقبلها لتلعب دور الأم بعد وفاتها فى عام 2011.

بين ليلة وضحاها، أصبح الطفل أسامة الذى لم يتجاوز عمره 11 ربيعا، حديث العالم بعد عبارة كتبها فى ورقة إجابة امتحان نهاية العام الدراسى، نصها "أمى ماتت ومات معها كل شىء" فى إجابته على سؤال فى التعبير يطالبه بأن يذكر فضل الأم.

هذه الإجابة التى تسربت لمواقع التواصل الاجتماعى أثناء تصحيح المادة، شطرت قلوب الملايين وأصبح الطفل نجما إنسانيا، يتحدث عنه الجميع وهو لا يعرف، حين انتهى من امتحاناته وذهب يستكمل يومياته للعمل فى جمع محصول الطماطم والخوخ.

الضجة التى خلفها تسريب إجابته أجبرت الجهات المسئولة فى محافظة شمال سيناء على البحث عنه لتكريمه ولكنه تخوف فى البداية من هذا الضجيج المزعج، وبدأ بذكاء البدوى الفطرى غير مطمئن لعواقب الأضواء التى لم يكن يتخيل أنها ستسلط عليه بهذه القوة، إلى أن تمكن موجهون بالتربية والتعليم من إقناعه وأسرته بالذهاب لتكريمه فى مدينة العريش، وهناك كان فى استقباله محافظ شمال سيناء، ووكيل وزارة التربية والتعليم، ولفيف من المهتمين، تسابقوا على بصم جبينة بقبلات الوفاء والإعجاب والوعود أنهم لن يتركوه، خلال حفل أقيم فى ديوان عام المحافظة.

انفراد، عاشت مع التلميذ أسامة يومياته فى قريته التى تسمى قرية السكادرة، وهى إحدى قرى الشيخ زويد، تقع على ساحل المدينة، ويمتهن جميع سكانها الزراعة، منزل الطفل أسامة هى غرف بسيطة من الحوائط الحاملة لألواح "إسبست" وبجواره غرفة أخرى من الصفيح هى بقية المسكن، بينما المدرسة التى يدرس فيها وتسمى مدرسة الشاطئ على بعد أمتار قليلة من بيتهم، وفيها يعمل والده الخمسينى، الذى يعانى مرض الشلل فى أطرافه.

فقد أسامة والدته كما يقول المحيطون به من جيرانه، فى عام 2011، وكانت الظروف صعبة وقتها لم يستطيعوا توفير علاج لها لصعوبة التحرك لمستشفى العريش، وهو أخ لعدد 8 أخوة بينهم 4 ذكور و5 بنات، ولم يتزوج والده بعد وفاة أمه، وتحملت شقيقتهم الكبرى المسئولية فى المنزل.

الحديث عن تفاصيل أكثر عن الأسرة لا تحبذه العادات والتقاليد البدوية الحاكمة لهم وكذلك ظهور الصور، لكن هذه التقاليد لم تتحكم فى مشاعر أسامة الذى بدا سعيدا بما ناله من شهرة، خصوصا أنه لأول مرة يحصل على كرة وملابس رياضية، بعد منحه إياها مدير الشباب والرياضة، أثناء تكريم المحافظ له، ومع كل هذه السعادة لايزال متمسكا برأيه أنه لا يرى فى إجابته على السؤال أى داعٍ لهذه الضجة، فهى إجابة اقتنع بها، ويراها الصحيحة، فهو لا أم له ليكتب فضلها فهى ماتت ومات معها كل شىء.

أضاف أنه يعشق كرة القدم، وعندما تتاح الفرصة له يذهب لملعب القرية، وهى مساحة رملية بجوار مركز الشباب، كما أنه يشجع نادى الزمالك، ويتمنى أن يزور النادى ويلتقى لاعبيه.

وحول مصروفه اليومى الذى يتلقاه من والده، كانت إجابته مفاجئة، وهى أنه لا يأخذ مصروفا، وينتهز فرص الإجازات للعمل فى المزارع المجاورة لجمع المحاصيل الزراعية بيوميات عمل من 5 إلى 10 جنيهات فى اليوم، يصرف بعضها، ويعطى الباقى لوالده.

وقال أسامة أنه حزين لحال والده، ويتمنى أن يرزقه الله بحج، ويرافقه فى الحجاز ليدعو لأمه، وحول يومياته الدراسيه قال، إن مدرسته جيدة، وجميع المعلمين بها يحبونه، لكنه يتمنى مزيدا من الاهتمام من المسئولين بالمدرسة، وأن أمنياته أن يصبح ضابطا يدافع عن بلده، ولكنه لا يعرف هل الأفضل لهذا الدور ضابط جيش أم شرطة.

وعن أمنياته لأشقائه، قال إنه حزين لحال شقيقته الكبرى التى تقوم بدور الأم يوميا بالغسيل يدويا ويتمنى لو فى منزلهم غسالة تساعدها، وكمبيوتر لهم جميعا.

وأضاف أن أكبر أشقائه حاصل على دبلوم صناعى، ولايعمل، ويستعد للزواج، ويجهز لزواجه من عمله باليوميات فى المزارع، ويتمنى أن توفر الدولة فرصة عمل له، ليساعد نفسه ووالده، وأن تكتمل فرحته بتوفير أثاث عش الزوجيه له.

وحول شخصية الطفل أسامة التى أثارت كل هذا الاهتمام، قال عبدالله إسكندر موجه بالتربية والتعليم ويشغل رئيس جمعية تنمية المجتمع بالقرية، إنه ابن لأسرة بسيطة ومحدودة الدخل والحال، وأشار إلى أنه يعمل وقت فراغه ويشا كهم فى مركز الشباب بجميع المسابقات، ودائما عندما يحصل على جائزة يجرى بها ويعطيها لجدته "نصرة"، امرأة عجوز تجاوزت الـ 75 عاما.

وأضاف أن منزلهم الذى يسكنونه آيل للسقوط، ومع ذلك تمتلك هذه الأسرة رضاء بحالها لا يوصف وعزة نفس، وعندما فوجئوا بما أثارته إجابة ابنهم من اهتمام، كان رأيهم أن يبتعدوا عن الأضواء، ولكننا أقنعناهم بأهمية أن يظهر أسامة، ويتحدث فما كتبه آثار شجون الجميع.

وقال حمدى الزميلى وهو مدير بالتربية والتعليم، أن هذا الطفل حالة نادرة من نوعها، يملك موهبة وذكاء فطريا، يخشى أن يندثر، ومن المهم أن يستكمل دراسته فى مدرسة تحافظ على ذكائه وتنميه.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;