صائدات الرزق وسط الثعابين فى عز المطر.. يصطدن السمك بأيديهن من أجل لقمة العيش.. شيرين: "البحر بيدينا ومش بيذلنا".. سميرة: "ببقى هموت من البرد والتعابين بتدخل هدومى".. وهدى: "بدل ما أمد إيدى لحد".. فيد

عند تمام الساعة الرابعة فجرا يجتمعن على حافة البحر يرتدين ملابسهن الممزقة والجوارب المفرغة من كل مكان، والتى تخفى الحفر الموجودة بأيديهن الشقيانة.. يحملن الجرادل ويربطن على خصرهن قطع القماش ليجمعن بها قوت يومهن ورزقهن من البحر.. وفى عز البرد القارس يسبحن فى كل مكان بالبحر بحثا عن السمك الذى يسترن به بيتهن وأبنائهم. تختلف كل امرأة عن غيرها فى حكايتها، ولكن يجمعهن هدف واحد وهو الرزق على حافة البحيرة، فمنهن المطلقة التى تجرى على لقمة العيش لتربى ابنها الوحيد وتستر بيتها، والأخرى التى تعول أبنائها وزوجها المريض، ومنهن التى تعيش وحيدة والبحر هو رفيقها ومصدر رزقها الوحيد. قطع "انفراد" مسافة طويلة استغرقت أكثر من 4 ساعات حتى وصل لإحدى قرى بلطيم بكفر الشيخ، وهى واحدة من القرى المشهورة بصيد السمك باليد، حيث يعمل أكثر من نصف أهالى القرية فى هذه المهنة سواء الرجال والنساء وحتى الأبناء يعملون بها وهو مصدر رزقهم الأساسى؛ولكن الأكثر عملا بها هن السيدات الكبار منهن والصغار. قضى "انفراد" يوما كاملا مع سيدات القرية ليسمع حكايتهن ويشاهد تفاصيل عملهن اليومية. "ببقى سقعانة وتعبانة بس بنزل البحر عشان أجيب رزقى ورزق عيالى"، هو ما قالته هدى نبيل واحدة من سيدات القرية، حيث قالت لـ"انفراد"، بقالى خمسين سنة فى صيد السمك بالإيد ببيعه يوم وباكله أنا وعيالى كل يوم واهو الحالى ماشى والبحر ساترنا". وتابعت: "صيد السمك ده هواية بس لو مش محتاجينه مش هنصطاد لأنها شغلانة متعبة وخصوصا فى الشتاء وفى عز البرد بننزل وانا كمان ست كبيرة وعندى السكر مش حمل التعب ده كله بس هعمل إيه وهأكل عيالى منين ، انا جوزى متوفى وبصرف على بيتى وولادى". وأضافت: "أغرب حاجة بقابلها فى البحر "الشبار والتعابين والقراميط" فيه تعبان دخل جوا هدومى قبل كد وكنت هموت من الخوف، واهو كل يوم اللى نبات فيه نصبح فيه، أنا صابرة على الشغلانة دى لأنه أحسن لى بدل ما أشتغل عند حد ويذلنى ، وأهو الرزق على الله.. كله على الله". ومن جانبها قالت شيرين محمد فتاة فى العشرينات من عمرها" انفصلت عن زوجى وكان لازم أعمل حاجة أعيش منها أنا وابنى، اشتغلت شوية فى المصانع ومكملتش فاتجهت لصيد السمك بالأيد زى والدتى وستات القرية عندنا، ببيعه وبصرف عليا انا وابنى وباكل منه كمان". وأضافت "صيادة السمك فى البحر رزق بنزل البحر بلبس معين واصحى من 4 الفجر وابتدى اصطاد واحط جوا هدومى أو بيبقى معايا جردل بحط فيه اللى بصطاده، وبنبقى كذا واحدة ممكن نبقى 10 أو 5 حسب ما نلم بعض لأن ماينفعش واحدة تنزل ولوحدها بيبقى خطر عليها وكمان خطر لأن بيجيلنا أمراض وبنتعب، والدتى كانت 20 سنة بتصطاد بس تعبت وجالها روماتيزم ومبقتش تقدر تتحرك". واستطرد حديثها قائلة: "السمك دة رزق لازم أعمل كده لو معملتش كد مش هلاقى أكل أنا وابنى لازم أنزل المياه واصطاد، فيه ناس بترخم وتفضل تقولى مش لاقيا غير الشغلانة دى بس هعمل ايه مهو رزق وربنا جايبهولنا لازم نسعى ونجيبه". وتابعت: "فى الصيف بيبقى فيه تعابين كتير مؤذية بتطلع علينا وبنبقى مرعوبين من الخوف، فى الشتا بقى بيبقى سقعة وبرد لكن الرزق بيكون كتير لأن السمك بيكون بردان وموجود على البر فبنقدر نصطاده بسهولة". واستكملت حديثها: "أغلب الستات اللى هنا شغالين كده وحابين المهنة دى وبنصطاد وبنلف نبيعه فى السوق أو للناس اللى حوالينا ، بدل ما نشتغل عن حد، أهو خير ربنا باعتهولنا البحر ده زرق لينا ولولادنا ربنا باعتهولنا، أه ببقى خايفة بس بضطر اعمل كدا ومقداميش حل تانى اللى هتقوليله ادينى مرة مش هيديكى لكن البحر بيديكى من غير مقابل ولا عمره هيذلنا". "الناس قالتلى انتى كبيرة أرحمى نفسك شوية بس قلتلهم أحسن ما أمد إيدى"، هو ما قالته سميرة المرسي واحدة من أكبر سيدات القرية ولكنها ما زالت حتى الآن فى صيد السمك باليد لكى تصرف على ابنها المريض وبيتها. وقالت الحاجة سميرة لـ"انفراد": بقالى 30 سنة بشتغل فى الصيادة عندى عيل واحد وعامل كذا حادثة ومبيتحركش فى البيت بصرف عليه وعلى البيت هعمل ايه". وأضافت، فى الصيف بنلاقى تعابين وبيدخلوا فى هدومنا بنبقى هنموت من الرعب وادينا ساعات نصطاد وساعات لا، لكن ده نصيب وعمرى ما زهقت أصل هزهق واروح فين مقدرش اشتغل يومية ولا اشتغل عند حد، المياه بتشيلنى وبترفعنى وبتساعدنى اشتغل لكن أنا مبقدرش أشيل حاجة ولا أشتغل فى الزراعة او عند حد". وتابعت: "أنا مش مكسوفة وانا بصطاد، اصل دة مصدر رزقى، انا ايدى متجرحة اهى ورجلى تعبانى ومش بقدر من كتر التعب ومبنمش طول الليل منهم بس هعمل ايه ما باليد حيلة.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;