"العم حربى.. كفيف إيده تتلف فى حرير".. فقد بصره منذ 14 عاما ويبدع فى صناعة الفخار بقنا.. تعلم إتقان الحرفة منذ الصغر وحصل على ليسانس اللغة العربية.. ويؤكد: أنا وإخوتى فقدنا البصر تدريجيًا.. فيديو وصور

فقد البصر لكنه لم يفقد البصيرة التى تنير طريقه وتساعده على استكمال رسالته فى تلك الحياة وتعينه على إنجاز أعمال لا يقدر عليها الأسوياء، ليثبت أن الإعاقة الحقيقية هى غياب الإرادة وعدم السعى لتحقيق الهدف وما يريد الإنسان فى الحياة، فصاحب الجسم النحيف والبشرة السمراء الشاهدة على كينونته الصعيدية ضرب مثالًا وما زال فى الصبر والعطاء وهزيمة لعقبات الحياة.

فأقدام تدفع ما لم ترى العين وأيادى تتحسس العمل بلطف وتحكم فى قطعة خشبية دوارة لتخرج منتجًا يزيد جمالًا على ما يصنعه الأسوياء ويرص بعناية ليشكل منظرًا بديعًا يتوسط مساحة أرض خصصت لحرفة الفخار أمام منزل بالقرية تواجدت بها رائحة الآباء والأجداد الذين ورثوا الحرفة للأبناء. يخرج الحرفى صاحب الهمة فى كل صباح برفقة صغاره إلى مكان العمل يتحسس على أكتافهم الصغيرة إتجاه الطريق ليصل ويجهز متطلبات اليوم الجديد ويعقد العزم متوكلًا على الله أن يعينه ويبدأ فى ركوب ما يسمى "الدولاب" لتصنيع الأزيرة والأشكال الفخارية لينجز ما يطلب منه من التجار ويعود فى المساء برفقة أبنائه الصغار أيضًا أو أحد العاملين معه من أقاربه الذين يعملون فى صناعة الفخار.

قال حربى رسلي، صانع فخار 48 عاما، من قرية الشيخ علي، وحاصل على ليسانس لغة عربية، أنه عمل منذ الطفولة فى صناعة الفخار مع والده، حيث كان يساعده فى تناول الأدوات والطين ورص الأشكال الفخارية إلى أن أتقن الصنعة وإعتمد على نفسه فى تنفيذ المنتجات والأشكال والعمل فيها إلى أن فقد نظره فى عام 2007 نتيجة وجود مشاكل فى القرنية ولكنه أصر على مواصلة العمل الذى إمتهنه منذ الصغر وممارسته رغم فقدان البصر وفقدان أمر عودته مرة ثانية منذ سنوات.

وأوضح حربي، أن يومه يبدأ فى الصباح والذهاب إلى ورشة عمل الفخار وتجهيز ما يطلب منه للتنفيذ مثل أشكال الزير بجميع الأحجام والفاظات وفخار أبراج الحمام، كما أن إنجاز القطع الكبيرة مثل الزير يتم على 3 مراحل وليست مرحلة واحدة ولا يجد صعوبة فى علمها، حيث أنه اعتاد على الحرفة وأصبحت أكثر سهولة عن السابق لتكرار ما يقوم به.

أنا وإخواتى فقدنا البصر على مراحل" بهذه الكلمات، أشار العم حربى معاناته وأشقائه مع فقدان البصر تدريجيًا، لافتًا أن ولد سليما ومع مرور الوقت تعرض شقيقه الأكبر فى العشرينيات لفقدان البصر بعد إنفصال الشبكية وبعد ذلك شقيقه الأصغر وأجرى عملية فى الشبكية وفقد الصبر، ثم أصيب العم حربى بعتامة فى القرنية ولصعوبة توفير نفقات العملية وقتها فقد البصر وأمل عودته مره أخرى ليصاب الأشقاء الثلاثة بفقدان البصر.

وتابع العم حربي، أن دخل الحرفة فى الوقت الحالى لا يناسب العاملين كما أنهم ملتزمين بعدم رفع الأسعار للزبائن وتجهيز المطلوب للتجار فى الوقت المحدد على حسب ما يحتاجونه من أشكال، وقدم الصانع رساله للشباب بالسعى وراء الرزق والتعب والشقاء للحصول على حياة كريمة وتكوين أسرة لأن هذه سنة الحياة.
















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;