الرزق من خرم إبرة.. أبو وجيه أستاذ ورئيس قسم "الجلاليب البلدى" فى الإسماعيلية.. يصنعها يدويًا وأمضى ربع قرن محدقًا فى الإبرة حتى بات أشهر ترزى فى "عروس القناة".. وزبائنه من كبار التجار والمسئولين.. صو

"رزقك هيجي ولو من خرم إبرة".. هذا المثل الدارج في الأوساط الشعبية تحول إلى حقيقة مجسدة في "أبو جيه"، ذلك العجوز الذي أمضى 25 عامًا في حياكة "الجلاليب البلدي". في قرية نفشية التي تبعد حوالي خمس كيلومترات عن قلب مدينة الإسماعيلية، يشتهر رجل يستخدم إبرة يدوية في صناعته، مخالفا أهل مهنته في الاعتماد على الماكينة. عيون أتلفها الدهر تحدق بقوة في خرم الإبرة لتشبك الخيط، ثم تبدأ حياكة الجلابية البلدي، التي اعتاد أهل مصر على ارتدائها سواء الغني أو الفقير، وهو ما شجع أبو وجيه في بداية الأمر على التمسك بالمهنة التي ورثها عن أبيه. ذاع صيته بين القرى المجاورة ثم المدن حتى بات واحدا من القلائل المعروفين على مستوى واسع في محافظة الإسماعيلية، لدى أؤلئك الذين يحبون الذوق الرفيع والفن في حياكة الجلاليب بمختلف أنواعها بدءًا من الجلابية البلدي والصعيدي وصولًا إلى العربي والسوداني، لا يرتاده إلا من يُقدِّر معنى حياكة القماشة يدويًا بدون ماكينة، ذلك أن الفن يكون حاضرًا لدى صاحب الصنعة. كان أبوه أشهر ترزي جلاليب في محافظة الإسماعيلية يتعامل مع العُمد وكبار البلد والتجار، ومن هنا انتقل الشغف بالمهنة إلى الابن الذي حافظ على تقليد قديم لم يكن يدخل الماكينة في صناعته كثيرًا، فقضى ربع قرن محدقًا في إبرته. ولأنها ثياب الجميع الفقير والغني الفلاح والمسؤول، فإن أبو وجيه رأى في هذه المهنة طريقًا لإضفاء شعور الفرحة على وجه مرتاديه، ذلك أن الطابع الذي يعتمد عليه في عمله كان مبهرًا لدى الكثيرين، خاصة عندما تأتي الجلابية في النهاية متسقة تماما على جسد الزبون. كان الربع قرن كفيل بانحناء ظهر أبو وجيه، الذي قرر أخيرًا الاستعانة بماكينة صغيرة تساعده على إنهاء عمله في الوقت المطلوب، لكنه ظل متمسكًا بالإبرة يحيك بها المناطق الدقيقة في الجلابية. يتحدث أبو وجيه عن الخبرة والفن في مهنته، والتي تجعل ترزي يتفوق على الآخر، وتتمثل في الدقة في قص القماشة وطريقة إدخال مشغولات يدوية في الجلابية والتي تحتاج إلى تدخل يدوي وليست ماكينة، وهنا يظهر الصنايعي الخبرة، على حد قوله. مشكلة بدأت مؤخرًا تواجه أبو وجيه، تتمثل في عزوف الجيل الحالي خاصة الشباب عن ارتداء الجلابية وهي الزي التقليدي المصري، مقابل الهوس بالأزياء العصرية، وهو ما جعله يتردد في تعليم نجله المهنة، لكنه أصر في النهاية على تعليمه قائلاً: "تعلمت من أبويا أن الصنعة في اليد أمان من الفقر".
































الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;