فى ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية.. قدمت الصورة الحقيقية للمرأة المصرية.. تزوجت 3 مرات بدأت مع عز الدين ذو الفقار وعشقت عمر الشريف واستقرت مع طبيب الأشعة.. ورحلت بعد أزمة قلبية حادة

يمر علينا فى هذا اليوم 27 مايو ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية أحد أهم ممثلات السينما المصرية على مدار التاريخ، التى أحدث رحيلها صدمة كبيرة فى الوطن العربى، نظرا لامتلاكها تاريخا طويلا من الإبداع الفنى والبصمات التى لن تسقط من ذاكرة السينما المصرية، فقد استطاعت فاتن حمامة بأدائها المبهر أن تعبر بصدق عميق ونجاح منقطع النظير عن شخصية الفتاة والمرأة المصرية فى العديد من أعمالها.

فبالنسبة للأفلام قدمت "صراع فى الوادى، لحن الخلود، موعد مع السعادة، أيامنا الحلوة، الأستاذة فاطمة، دعاء الكروان، نهر الحب بين الأطلال، إمبراطورية ميم، أفواه وأرانب، سيدة القصر، ليلة القبض على فاطمة"، وقدمت فى الدراما التليفزيونية مسلسل "ضمير أبلة حكمت" عام 1991 الذى لعبت فيه دور معلمة تحرص على تعليم الطلاب القيم والمبادئ، ثم مسلسل "وجه القمر" عام 2000 الذى تعرضت فيه للعادات السيئة والسلبيات الموجودة بالمجتمع المصرى إلى جانب دعم القضية الفلسطينية، وعديد من الأعمال الأخرى التى جعلتها تحفر اسمها بأحرف من ذهب فى تاريخ السينما المصرية، وتحفظه فى ذاكرة المشاهدين، ولما لا؟! وقد عرفت باختيارها الدقيق لأدوارها ورفضها للأدوار التافهة التى تسىء للفتاة والمرأة المصرية، فى الوقت الذى اتجهت فيه أفلام السينما لتصوير المرأة بشكل مغاير للحقيقة فإما تصور على أنها تافهة لا تهتم إلا لحياة الترف والنوادى وما إلى ذلك، أو لإظهار جسدها ومفاتنها ومطاردة الرجال لها كوسيلة لرفع إيرادات الأفلام مثلما فعل الكثيرون من أبناء جيلها، لذلك إذا استرجعنا كامل أعمالها فلن نجد بينها على الإطلاق فيلما أو دورا بلا قيمة قدمتها الفنانة فاتن حمامة، لذلك لقبت عن جدارة واستحقاق بـ"سيدة الشاشة العربية"، هذا اللقب الذى رافقها حتى موتها، منذ أن أطلقه النقاد عليها بداية من فيلمها "موعد مع الحياة"، الذى اعتبر واحد من أهم وأنجح أعمالها السينمائية.

فنانة موهوبة امتلكت وجها ملائكيا، وطلة "تشرح القلب" منذ نعومة أظافرها، هذه السيدة التى ولدت فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان والدها يعمل فى وزارة التعليم استطاعت وهى فى العاشرة من عمرها أن تسكن قلوب المشاهدين مع ظهورها الأول مع العملاق الراحل محمد عبد الوهاب فى فيلم "يوم سعيد"، هذا الدور الذى جاء بمحض الصدفة عندما أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم بعد فوزها بمسابقة أجمل طفلة فى مصر، لعلمه أنه يبحث عن طفلة تمثل دورا صغيرا أمام موسيقار الأجيال لتخطف أنظار المخرج محمد كريم، مما دفعه إلى إبرام عقد مع والدها للمشاركة فى الفيلم، وعدد من الأفلام الأخرى التى تبعته بعد ذلك، لتتوالى مشاركاتها السينمائية بعد ذلك بفضل موهبتها الاستثنائية، وتقدم العديد والعديد من الأفلام لعل أبرزها "أريد حلاً" عام 1975، حيث جسدت دور المرأة المعاصرة، التى تطالب القانون بمعاملتها ومساواتها بالرجل حينها، وكان ذلك جديدًا على المجتمع المصرى فى ذلك الوقت.

حصيلة الأعمال السينمائية بلغت نحو أربعة وتسعين فيلما، كان أولها فيلم "يوم سعيد" وآخرها "أرض الأحلام"، أما الدراما التليفزيونية فقد كان أبزرها مسلسل "ضمير أبلة حكمت" 1991 الذى لعبت فيه دور معلمة ترشد الطلاب للقيم التى يجب اتباعها، ثم وجه القمر عام 2000.

العديد من الإنجازات حققتها "سيدة الشاشة العربية" منها اختيار 18 فيلما لها ضمن 150 فيلمًا من أفضل ما أنتجته السينما المصرية فى عام 1996، وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على بداية السينما فى مصر، وفى عام 1999 نالت الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعدها بعام واحد أى عام 2000 تم منح سيدة الشاشة العربية جائزة نجمة القرن من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما نالت وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، ووسام الأرز من لبنان، ثم الجائزة الأولى للمرأة العربية 2001.

ورغم القيمة والمكانة الكبيرة لسيدة الشاشة العربية وإنجازاتها العديدة إلا أن ذلك لم يشفع لها وكانت ضحية لمواقفها السياسية التى جعلتها تعانى الكثير إبان فترة الرئيس جمال عبد الناصر، حيث غادرت فاتن حمامة مصر فى الفترة ما بين عامى 1966 و1971 بسب ضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت تتنقل خلال هذه الفترة ما بين بيروت ولندن، وكان السبب انتقادها للشرطة وظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلما للسجن فى منتصف الليل، وأشياء عديدة بخلاف تحديد الملكية"، الأمر الذى نتج عنه تعرضها لمضايقات من البوليس السياسى الذين طلبوا منها التعاون معهم، وهو الطلب الذى قوبل بالرفض وامتنعت عن الانضمام لهم، ما أدى إلى منعها من السفر والمشاركة فى المهرجانات، ولكنها استطاعت ترك البلاد خلال هذه الحقبة، التى استمرت عدة سنوات حتى عادت لمصر مجددا.

وبالحديث عن الحياة الشخصية لفاتن حمامة فكانت زاخرة بالأحداث، حيث تزوجت سيدة الشاشة ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1947 وكان الزوج حينها المخرج عز الدين ذو الفقار، حيث أنجبت منه ابنتها نادية ثم انفصلا 1954، وخلال هذه الفترة أسسا سويا شركة إنتاج سينمائى بدأ عملها بعد الانتهاء من تصوير فيلم "أبو زيد الهلالى"، ومن أبرز أعمال الشركة، فيلم "موعد مع الحياة".

وكانت الزيجة الثانية عام 1955 إذ تزوجت من الفنان عمر الشريف بعد قصة حب، لا تزال الأجيال الحالية تتحاكى بها، وأنجبت منه ابنهما طارق، إلا أنها انفصلت عنه وتم الطلاق عام 1974، ثم تزوجت ثالثا الطبيب محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه فى هدوء حتى وافتها المنية يوم السبت الموافق 17 يناير من العام قبل الماضى عن عمر يناهز 83 عاما، بسبب أزمة قلبية تعرضت لها إثر وعكة صحية شديدة ألمت بها، تاركة صوره جديرة بالاحترام وتراثا فنيا كبيرا ظل محفورا بأحرف من الذهب فى ذاكرة ووجدان جمهورها فى الوطن العربى.

لقائها مع التليفزيون الفرنسى


















































































































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;