جدران منازل جهينة بسوهاج تروى قصة هزيمة الفرنسيين أمام صمود الصعايدة.. الحملة الفرنسية هاجمت جهينة وتصدى الأهالى لهم بالحلل والشوم والحجارة.. و40 شهيدا من الأهالى فى الاشتباكات وهروب أفراد الحملة للصح

البطولات هى علامة فارقة حياة الشعوب.. والشعب المصرى سطر على مر العصور العديد والعديد من البطولات التى ستظل راسخة وتتناقلها الأجيال فيما بينها، وهذه البطولات تم اتخاذها كأعياد للجميع ففى محافظة سوهاج أتخذ العاشر من إبريل من كل عام عيدا قوميا لها هذا التاريخ لمن لا يعرفه هو يوما تصدى أهل جهينة للحملة الفرنسية حيث قدم شعب سوهاج نموذجا فريدا فى التضحية والنضال عندما تصدى للحملة الفرنسية التى هاجمت قرى ومدن المحافظة عام 1799 م، وخاض أبناء المحافظة المعارك الشرسة ضد الفرنسيين فى سوهاج وطهطا والصوامعة وبرديس وجرجا، مما اضطر جنود الحملة إلى مغادرة جهينة، والانسحاب من سوهاج، ومن هنا خلدت سوهاج تاريخ العاشر من ابريل 1799 ليصبح عيدها القومى الذى تحتفل به كل عام. 222 عاما مضت على هذه الذكرى حيث أرتبط أسم مدينة "جهينة" بالصمود وتوقف التاريخ عندها كثيرا وأفرد لها صفحات من البطولات، حيث انكسر الفرنسيون أمام بسالة أهلها وصلابة جدرانها ومازالت حتى الآن بعض الشواهد بمدينة جهينة تقف صامدة فى وجه الزمن بعد أن وقفت فى وجه الاحتلال، ومقذوفاته فى ذلك الوقت. فبعد وصول الحملة الفرنسية إلى جهينة عام 1799 ميلاديه وقعت معركة كبيرة بين قبائل جهينة انضم إليهم فيها بعض القبائل العربية، وتمت مواجهة الحملة، ولقن أجدادنا الحملة درسا قاسيا وراح فى هذه المعركة أعداد كبيرة من المقاومة، حتى تم إجبار الحملة التى كان يقودها لاسان على الهروب إلى برديس بمركز البلينا، والتى واجهت مقاومة كبيرة هناك أيضا. ومنطقة بيت شحاته بمركز جهينة مازالت تشهد على أثار تلك المعركة بالمكان، حيث كانت أسلحة الحملة الفرنسية هى أسلحة ثقيلة وسيوف، بينما كان سلاح أهالى جهينة هى العصى والحلل والطوب والحجارة وأن ضحايا تلك المعركة دفنوا بمدافن القرية، وهى مازالت موجودة ومعروفه بالمكان حتى الآن. "انفراد" انتقل إلى المنطقة التى شهدت تلك الأحداث البطولية والتقت مع أحد أحفاد منطقة بيت شحاته التى شهدت الأحداث، ويقول حميدة شحاتة، البالغ من العمر أكثر من 70 سنة: قال لى أجدادى من خلال حكايتهم عن بطولاتهم أن مدينة جهينة من الجهة الغبية كان يحدها سور كبير من الطوب اللبن بطول يصل إلى حوالى كيلو ونصف كان يحميها من الناحية الغربية القريبة من المنطقة الصحراوى وفى هذا اليوم وصلت الحملة الفرنسية إلى هذا المكان وقامت بنصب مدافعها من أجل تحطيم ذلك السور وفى هذه اللحظة كان أهالى جهينة البواسل منتظرين لهم ومتربصين لهم الأهالى بالعصى والشوم والحلل والطوب والحجارة وأفراد الحملة الفرنسية بمدافعها وسيوفها وبرودها. بدأت المعركة وقام الأهالى بالذود عن بلدهم قاموا بالاشتباك مع الحملة حتى قدم 40 فدائيا من الأهالى أرواحهم للدفاع عن البلد واستشهدوا وتم دفنهم بمنطقة وسط المقابر بمكان يسمى أم الأربعين وهذا المكان قائم حتى الآن، ويقوم عدد كبير من الأهالى بزيارتهم وقراءة الفاتحة لهم ترحما على ما قدموه من تضحيات فى هذا الشأن. وأشار الحاج حميدة شحاتة لأن السور مازالت أجزاء كبيرة منه موجوده حتى الأن ومازالت أثار ضرب مدافع وطلقات الحملة الفرنسية موجودة بهذا السور حتى الآن لتظل شاهدة على الملحمة التاريخية التى سطرها الأهالى بدمائهم من أجل التصدى للحملة الفرنسية وكل من يمر من جوار السور يتذكر التاريخ وهذا التاريخ بالرغم من أنه موجود فى العقول أيضا هو موجود بالكتب والمجلدات ويتم تدريسه للطلاب فى المدراس والجامعات حتى قيام الساعة. ومن جانبه قال أحمد البدرى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة جهينة أن الوحدة المحلية شرعت فى أعمال تنفيذ أكبر جدارية تخلد الأحداث كاملة منذ لحظة وصول الحملة وحتى وقوع الاشتباك بين أبناء جهينة البواسل وبين أفراد الحملة وتم الاستعانة بكلية الفنون الجميلة فى إعداد تلك الرسومات وتصميم الجدارية، بالإضافة إلى عمل نصب تذكارى للشهداء بالمنطقة بالإضافة إلى وضع صور للشهداء الواجب من الجيش والشرطة فى العمليات الإرهابية التخريبية وأننا سوف نحتفل العام القادم بالعيد القومى فى أرض جهينة أرض العزة والكرامة. يذكر أن اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، صباح اليوم السبت، يرافقه اللواء حسن محمود مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، والعميد نبيل شحاتة المستشار العسكرى للمحافظة، أكليل الزهور على النصب التذكارى لشهداء المحافظة أمام الديوان العام إحياء للذكرى 222 لعيد سوهاج القومى. حضر مراسم وضع إكليل الزهور الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، والسيد أحمد سامى القاضى نائب المحافظ، واللواء عصام الدين الليثى السكرتير العام للمحافظة، واللواء ضياء أبو العزم السكرتير العام المساعد، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;