هنا مدرسة تعليم صناعة التحف الفرعونية بالأقصر.. "انفراد" يقضى يوما مع شباب فى ورشة عملية على تشكيل الأحجار لإنتاج تحف فرعونية مميزة.. وشيخ النحاتين يوضح عملية التدريب بالكامل.. صور

"من علمنى حرفاً صرت له عبداً".. تلك الكلمات هى مبدأ عدد من الشباب المتدربين فى ورش تعليم صناعة التحف الفرعونية المقلدة بورشة الفنان سيد المطعنى أحد أشهر صناعة التحف مصر والعالم أجمع غرب محافظة الأقصر، والذين يتوافدون 4 مرات أسبوعياً منذ الصباح الباكر لتلقى العلم النادر من قلب أحد أشهر الشخصيات التى قامت عليه على مدار السنوات الماضية، وذلك فى دورة تستمر من 4 لـ6 شهور لحين الحصول على كل أسرار المهنة وحقيبة معدات هدية دعم من الورشة بالتعاون مع إحدى مؤسسات المجتمع المدنى، وذلك لبدء مشروعه الشخصى وفتح ورشة لنفسه تعينه على الحياة فى المستقبل لزيادة الفنانين بتلك المهنة خلال الفترة المقبلة بالأقصر مصنع الحضارة الفرعونية الحقيقي. وما أن تدخل ورشة الفنان سيد المطعنى بمدينة القرنة غرب الأقصر، تجد مجموعة من الشباب لا يتعدون الـ10 شباب يجلسون أرضاً وفى أيدى كل واحد منهم إحدى أدوات تجهيز أحجار جبال البر الغربى ليقوم أحدهم بالنشر بالمنشار المخصص لتلك التحف، وآخر بالتكسير وثالث بالتقطيع وغيره بالحفر بقلب الحجر وآخر يقوم بمبرد وأدوات صغيرة الحجم وهو الخط النهائى المحترف بهم ينقش الحجر بنقشات خفيفة للغاية لتصل الصور الجمالية للحجر إلى تمثال فرعونى أو إحدى الآوانى الفخارية وغيرها من الأشكال التاريخية التى يقومون بعمل مثلها داخل الورشة على مدار فترة التدريب، وآخرون يحصلون على كمية من الأحجار متوسطة الحجم لتصنيعها بشكل جعران فرعونى كان يجلب الحظ السعيد فى العصور الفرعونية المختلفة، وسيدات يتواجدن فى قلب الورشة يقمن بإعداد العقود المطرزة على الطريقة الفرعونية لتعلم المهنة من الألف للياء ثم بدء مشروعاتهن الخاصة، وذلك للحصول على سر المهنة من أقدم وأمهر من عمل بها فى جبل القرنة الغربي. فى البداية يقول أحمد عبد الفتاح، تم قبولهم مؤخراً للحصول على ورشة تدريبية لعدة أسابيع على يد الحاج سيد المطعنى برعاية إحدى المؤسسات التنموية، وذلك لمساعدتهم فى تجهيز وبناء جيل من الفنانين والنحاتين الجدد ليستفيد منهم القطاع السياحى خلال الفترة المقبلة، وكذلك للعمل على الحفاظ على تلك المهنة النادرة فى البلاد حالياً حتى لا تندثر ويتسلم الراية من بعد شيخ النحاتين جيل جديد يقدم الفن المبهر للمصريين والعالم أجمع خلال زيارتهم لمصر. ويضيف أحمد عبد الفتاح أحد قدامى المتدربين بالورشة لـ"انفراد"، أن الورشة يتعلمون داخلها كل شىء من البداية للنهاية، حيث يتم فى البداية تعريفهم أماكن جلب الأحجار الألباستر المخصصة للتحف الفرعونية وصناعة المقتنيات بالألباستر والتى توجد منها 3 أنواع من الحجارة وهى "أبيض وبنى وأسود"، ويكون الحجر كبير الحجم ويدخل المرحلة الأولى بالنشر عبر منشار حديدى يشبه منشار النجار، ثم يقطع الحجر لأكثر من جزء ويدخل مرحلة التشكيل بالشاكوش والقادوم المخصص لهذا العمل، كما يتم دخول المرحلة التالية والتى يتم فيها تشغيل آلية محددة داخل الورشة لتفريغ الحجر من الداخل ليصبح جاهزا لشكل الأوانى الفرعونية القديمة والأطباق وأدوات تقديم المأكولات والحلوى فى الحضارة الفرعونية على مر العصور، ثم يتم وضعها فى مرحلة المبرد لتكون ناعمة تماماً. ويؤكد أحد المتدريبن داخل الورشة، أنهم يتعلمون تلك التقنيات والتكنيكات المختلفة من صناعة الألباستر والتحف الفرعونية على يد شيخ النحاتين بكل جدية، حيث إن كافة المقتنيات والتحف المصنوعة يدوياً بعد أن يحترفون تجهيزها، يتعلمون بهدها مرحلة دخولها للفرن وهو مكان مخصص لتسخين التحف بدرجات حرارة عالية للغاية لتصبح متماسكة وقوية خلال عرضها، وبعد الخروج من الفرن توضع فى الشمع لكى يظهر اللون الطبيعى الخاص بها فى الشكل النهائى، حيث أن كتلة الحجر تكون من 20 لـ25 كيلو، وفى نهاية تلك المراحل للتصنيع تصل لحوالى نصف كيلو فقط بالشكل النهائى للتحفة. أما الشاب أحمد رجب، فيقول لـ"انفراد"، أنهم يتلقون داخل الورشة فى مدينة القرنة التدريبات اللازم نظرياً وعملياً على صناعة التحف التاريخية بمختلف أشكالها، وهى المهنة التى توارثها الأجيال على مر العصور، فقبلهم بآلاف السنين أتقن تلك المهنة القدماء المصريين وهى الفن التراثى وصناعة التحف من مختلف الأدوات حجارة وبازلت وذهب وغيرها هم القدماء المصريين، حيث أن الأسر الفرعونية المختلفة أنجبت أمهر الفنانين على مدار التاريخ وورثها منهم حالياً نجوم تلك المهنة فى البر الغربى بمحافظة الأقصر، مؤكداً على أنه سعيد لدخول ورشة التدريب ليستطيع العمل فى مهنة مميزة نادراً من يوجد فيها محترفون فى مصر بأكملها، فهو يريد أن يتخصص فى صناعة التحف المختلفة الأشكال والأحجام ويكون خليفة شيخ النحاتين فى المستقبل. وعلى جانب الحلى والزينة التى يتم عملها وتعلم فنونها داخل الورشة، تقول أم أحمد أنها تعلمت أسرار عمل العقود من أحجار جبال القرنة على يد الدكتور سيد المطعنى، حيث أنه فى بداية الورشة التدريبية تعلمت كيف تقوم بتجهيز الحجر وعمله كطينة كاملة طرية للغاية لكى يتم تشكيلها بأحجام صغيرة للغاية تصلح أن تكون فى قلب الخيوط كعقد، ويتم تصنيعها على القش بأشكال مختلفة وصغيرة للغاية، ثم تترك لمدة يوم كامل لكى تكون متماسكة وقوية، وفى اليوم التالى تبدأ مرحلة تفريغ الأشكال من الداخل لتكون جاهزة لاستقبال الخيوط. وتضيف أم أحمد لـ"انفراد"، أنه فى اليوم الثالث بعد أن يتم عمل كمية كبيرة من أشكال العقود المختلفة تدخل الفرن الذى يتم عمله يدوياً فى الورشة، ثم يترك ليكون متماسك أكثر وقوى للغاية ويدخل بعدها مرحلة الألوان ليتم عمل عود بأشكال وألوان مختلفة للزبائن، وتقوم هى وباقى الفتيات داخل الورشة بعمل العقود بالطريقة التى تعلموها على يد صاحب الورشة ويحصلن على رواتب نظير عملهم فى ورش التدريب لحين نهاية الدورة التدريبية وبدء أعمالهم الخاصة بأنفسهم فى منازلهم بالطريقة التى تعلموها لكسب رزقهم الحلال ولأولادهم. ومن الجدير بالذكر أن الدكتور سيد المطعنى شيخ النحاتين أحد نجوم فن النحت للتحف الفرعونية المقلدة على مدار السنوات الماضية غرب محافظة الأقصر، والذى قرر منذ عدة سنوات أن يقوم بتعليم صناعة التحف الفرعونية المقلدة لعدد من تلاميذه من أقاربه وأبناء بلدته ليرثوا من خلفه ذلك الفن النادر فى الجنوب، وبدأ مجموعة من الشباب تعلم تلك الحرفة المميزة على يد أحد كبار ورثة الفن الذى لا يزال يعمل ليل نهار لإنتاج السحر الخاص به وهى التحف الفرعونية المقلدة والمصنوعة من الألباستر، موضحاً أنه يعتبر فن صناعة التحف المقلدة والتماثيل من حجارة جبل القرنة من الفنون الجميلة التى يشتهر ويتميز بها أهل غربى الأقصر، فقديماً فى عصور ملوك الفراعنة تم استخدام الألباستر فى صناعة الأوانى التى تقدم فيها المشروبات قرباناً للألهة فى المعابد القديمة، وفى الحياة اليومية بالمنازل كانت تصنع منه أوانى العطور والزيوت، فهو فن حقيقى لا يقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، ويحتاج إلى مجهود أكبر من باقى الفنون المشابهة له، حيث أنه يكون عبارة عن حجارة يتم العمل على تشكيلها بصورة مرهقة للغاية، فحجر الألباستر يختلف بألوانه من "الأبيض والوردى والبيج والبنى والرمادى والأسود والأخضر"، ولكل حجر استخدامه للفنان الذى يصنعه. ويضيف الدكتور سيد المطعنى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، الحاصل على دكتوراه شرفية من إحدى جامعات أوروبا، أن صناعة التحف تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، والتى توارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، قائلاً، "عائلتى وأجدادى كانوا يعملون فى فن النحت والتماثيل الفرعونية المقلدة للسائحين والزائرين لبلدتى الأقصر، كنت أحاول نحت الأحجار منذ صغرى، وأتدرب عليها واستعين ببعض من الأثريين لمعرفة مدى دقة منحوتتى، منهم الدكتور أحمد يوسف والدكتور لبيب حبشى وغيرهم من الآثريين المعروفين، وكنت أحرص على الذهاب للمعابد ورؤية الأثار حتى أصبحت أستطيع التفرقة بين الأصل والتقليد بسهولة، وأصبحت معروف فى تلك الحرفة"، وتابع المطعنى،" ذاع صيتى واشتهرت وزارنى الكثير من السائحين من جميع أنحاء العالم ومختلف الجنسيات، بالإضافة للكثير من المشاهير منهم آل جور (ألبرت أرنولد)، نائب رئيس أمريكا كان فى زيارة لمعبد الكرنك ونحت له تمثالا أوشابتى، و"هلموت كول "المستشار الألمانى نحت له جعران كبير يجلب الحظ، أما الملكة صوفيا ملكة أسبانيا، أهديتها أربع مستنسخات من الجعارين أثناء زيارتها لأول أوبرا فى الأقصر عام 1998، كما أهديت الرئيس الراحل السادات منحوتات من صنع يدى عبارة عن حجاب فرعونى، والرئيس مبارك أهديته منحوتة تعوذية لتوت عنخ أمون".
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;