سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم مايو1974.. السادات يفاجئ أحمد بهاء الدين بتعيينه رئيسا لتحرير الأهرام ويناقشه فى خصومة «هيكل ومصطفى وعلى أمين»

أبلغ الكاتب الصحفى على أمين «رئيس تحرير الأهرام»، الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، بأنه مطلوب لمقابلة الرئيس غدًا، فى استراحة القناطر، حسبما يذكر «بهاء»، فى كتابه «محاوراتى مع السادات».. مؤكدًا أن على أمين «أضفى على الموعد أهمية، وأخذ يؤكد بكل وسيلة أن أعود من الموعد إلى مكتبه فى الأهرام مباشرة».. ذهب «بهاء» فى الموعد.. يتذكر: «بعد التحيات والمجاملات الأولى»، قال السادات فجأة وبسرعة: قررت أن يترك على أمين جريدة الأهرام فورًا. كان على أمين رئيسًا لتحرير الأهرام، منذ 8 فبراير 1974، خلفًا لمحمد حسنين هيكل، الذى أقاله السادات يوم 2 فبراير 1974، بعد 17 عامًا من رئاستها.. يؤكد «بهاء»: «كان على أمين يرى فى كل محرر أو عامل أو فراش مندوبًا لهيكل وخصمًا له، وتبين لى بسرعة أنه يريد تغيير شخصية جريدة الأهرام التقليدية إلى جريدة أشبه بشخصية «أخبار اليوم» التى أسسها مع مصطفى أمين». فى ظل هذه الأجواء سادت توقعات بأن بقاء «على أمين» فى الأهرام مسألة وقت، وترقب الجميع ذلك يوم 23 مايو، مثل هذا اليوم، 1974، حيث نشرت الأهرام خبرًا فى الصفحة الأولى عنوانه: «تصدر اليوم أو غدًا القرارات الخاصة بتشكيل مجالس إدارات الصحف»، وأخفى هذا الخبر أسرار لقاء «السادات» و«بهاء» باستراحة القناطر، وكان ضمن لقاءات عديدة بينهما، يكشف بهاء عنها، قائلًا: بعد وجود «على أمين» على رأس الأهرام، بدأ الرئيس السادات يتصل بى، ويطلبنى للذهاب إليه من حين إلى آخر، وقبل ذلك كان على أمين يأتى أحيانًا من عند الرئيس، ويروى ما يريد لى من أخبار، ويكرر فى أغلب الحالات: أن الرئيس السادات يحبك كثيرًا، وهو يحدثنى دائمًا على مزاياك، وقال لى اليوم كذا وكذا.. إلى آخره، وكان على أمين يذكر لى هذا بمزيج من الارتياح والدهشة معًا، إذ كان يعرف اعتراضاتى على بعض سياسيات السادات». ويؤكد بهاء: «رغم أن السادات ربما كان أقدر من رأيت فى حياتى على عدم إظهار حقيقة مشاعره، لا ينازعه فى هذه القدرة إلا الصديقان القديمان والعدوان اللدودان مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل، رغم ذلك فإنه لم يكن صعبًا أن أدرك أن السادات لا يحب مصطفى وعلى أمين على المستوى الشخصى، بل كان يكن لهما شعورًا عدائيًا خفيًا، وكانت استعانته بهما لضرورة سياسية». يذكر بهاء: «كان على أمين يسرف كثيرًا فى الاتصال بالرئيس، وفى ملاحقته بطلب المواعيد والزيارات، وفى ملء الجريدة بالأخبار والأقوال التى ينسبها إلى الرئيس مباشرة».. يكشف بهاء: «فى مقابلاتى مع السادات فى تلك الفترة لم يأت ذكر الأهرام وما يدور فيها مرة واحدة، اللهم إلا يوم أن نشر على أمين عددًا كبيرًا من الأخبار المهمة والصغيرة بالصيغة التى كانت مفضلة إليه وهى أن يبدأ بعبارة «قال لى الرئيس السادات» ليؤكد لدى القراء ما كان يتصور أنه وضعه المؤثر الجديد».. يضيف بهاء: «قال لى السادات: غريب على أمين ده، يأتى ويقول لى فى عرض الكلام: ما رأيك يا ريس لو فعلت كذا؟ ويقول لى أحد أفكاره، وفى اليوم التالى أجده نشر فكرته، ونسبها إلىّ بقوله: «قال لى الرئيس السادات سأفعل كذا وكذا». هكذا يضعنا «بهاء» فى أجواء علاقة السادات بعلى أمين، ثم يكشف أسرار لقاء «استراحة القناطر».. يذكر أنه أبدى دهشته للسادات من قرار خروج على أمين من الأهرام، فقال له الرئيس: «كنت أعرف من البداية أن على أمين لا يصلح للأهرام، والأهرام لا يصلح له، لكننى عندما قررت إخراج هيكل قررت أن أقرن ذلك بصدمة كهربائية لكل من فى الأهرام، إن هيكل لم يكن رئيس تحرير جريدة، ولكنه جعل من الأهرام حزبًا وأخطبوطًا له أجهزته، وصار كل واحد فى الأهرام يظن أنه هيكل صغير، يشارك فى حكم البلاد، ووجدت أن الصدمة الكهربائية التى تجعلهم يفيقون هى أن أرسل لهم على أمين بالذات، عدو هيكل اللدود». قاطعه بهاء قائلًا، إنه لم يكن يعرف خصومة هيكل بمصطفى وعلى أمين، إلا بعد أن جاء «على» إلى الأهرام، وبدأ حملته هو ومصطفى ضد هيكل.. ضحك السادات، ورد قائلًا: «هل تحاول أن تقنعنى أنك ساذج إلى هذا الحد؟».. يذكر بهاء: «أقسمت له على صدق ما أقول، فقال لى: «كيف ينسى على ومصطفى لهيكل أنه جردهما أولًا من العلاقة الوثيقة بعبدالناصر، وجردهما ثانيًا من العلاقة الوثيقة بالأمريكان، وصارت اتصالات عبدالناصر المهمة مع الأمريكان من خلال هيكل وليست من خلال مصطفى وعلى». يتذكر بهاء: «قبل أن أفتح فمى، استطرد قائلًا: قررت أن يعود على أمين إلى جريدته ومدرسته فى أخبار اليوم، ويكون مصطفى أمين رئيسًا لمجلس إدارة كما كان من قبل، وتتولى أنت رئاسة تحرير الأهرام، وينفذ هذا كله من صباح الغد». يكشف بهاء رد فعله، فماذا كان؟



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;