بعد مرور محور "الفرافرة - ديروط" بالقرب منه.. كهف الجارة أحد عجائب الصحراء الغربية يرى النور مجددا فى الوادى الجديد.. يتكون من شلالات رسوبية عمرها ملايين السنين ويؤرخ لمحات من حياة إنسان العصر الهولوس

لم يعتمد كمحمية لصغر مساحته الرحلات تتعاقب عليه بصورة غير مسبوقة وكانت محدودة للغاية كانت زيارته من أصعب الرحلات المكلفة وشديدة المشقة فى قلب الصحراء من أجل الوصول إلى نقطة الكيلو 180 امتدادا من مدينة الفرافرة باتجاه محافظة أسيوط، حيث يتواجد أحد أغرب الأماكن التى يمكن زيارتها فى الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد، وهو كهف الجارة والذى يعود تكوينه لملايين السنين حتى جرى الانتهاء من تنفيذ محور الفرافرة ديروط أحد أهم مشروعات الطرق القومية والذى يربط محافظة الوادى الجديد من ناحية الفرافرة بمحافظات وادى النيل من ناحية أسيوط . وكان أول من وثق اكتشاف هذا الموقع هو المستكشف الألمانى "جيرهارد رولفز"، عام 1873 م، وهو عبارة عن تكوينات رسوبية نتجت عن وجود نظام مائى كبير هائل منذ ملايين السنين، فيما يعرف بظاهرة الصواعد والهوابط الصخرية داخل الكهف، والأعمدة التى حدثت نتيجة التحامها بمادة كربونات الكالسيوم التى كانت ذائبة فى المياه، وجرى أول مسح أثرى للكهف على أسس علمية للرسوم الموجودة بالكهف فى العام 1990 على يد مجموعة رائعة من المتخصصين فى هذا المجال من كولونيا وبرلين والقاهرة. وأبرز ما يتميز به كهف الجارة هو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة بالكهف وهى تشبه شلالات المياه المتجمدة، وهى نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التى تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلفت هذا الكهف الأرضى ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة، وتمثل الرسوم الجدارية فى الكهف الأنشطة المعتادة لإنسان تلك المنطقة مثل الصيد واللعب، وترجع الرسوم إلى عصر الهولوسين الرطب. وقال المهندس أحمد كمال، مدير محمية الصحراء البيضاء، فى تصريح خاص لــ"انفراد"، إن كهف الجارة يعتبر موقعا فريدا من نوعه نظرا لندرة تكوينه الجيولوجى وهو مشابه لكهف السنور بمحافظة بنى سويف والذى جرى اعتماده محمية طبيعية نظرا لاتساع مساحته على عكس كهف الجارة والذى لا يتعدى مساحته 60 مترا مربعا ويظهر مدخل الكهف على هيئة فتحة صغيرة فى مستوى سطح هضبة الحجر الجيرى التى يقع بها الكهف، وتمثل الساحة الأساسية للكهف فى مجملها مسطحاً من 30 متراً مربعاً بارتفاع من خمسة إلى ستة أمتار. وأضاف كمال، أن موقع الكهف كان بعيدا جدا وصعب الذهاب إليه بسبب مشقة السفر فى الصحراء من أجل الوصول إليه حتى جرى الانتهاء من تنفيذ محور الفرافرة ديروط، وهو ما سهل الوصول إليه بصورة كبيرة وبدأت الرحلات تتعاقب عليه بصورة غير مسبوقة بعد أن كانت الزيارات التى تصل له قبل إنشاء الطريق محدودة للغاية، وكان هناك دفتر للزيارات عمرة يقارب الــ 100 سنة منذ اكتشاف الكهف ومدون به توقيعات الزوار وأغلبهم من الأجانب والباحثين حتى اختفى هذا الدفتر منذ سنوات قليلة. وأوضح كمال، أن الكهف تعرض لعملية تشويه فى الجدران بعد توافد بعض العمال والمسافرين عليه أثناء تنفيذ الطريق وتطوع أحد الفنانين من مركز الفرافرة بإزالة تلك الرسومات وإعادة جدران الكهف لطبيعتها وهو الفنان بدر سفينة دون وذلك دون تدخل فى طبيعة التكوين الخاص بجدران الكهف، مؤكدا أن الكهف ليس فيه أية مخاطر ولكن يحتاج لإضاءة فى داخله لكى يتسنى للزائرين أن يشاهدوا تكوينات الصخور الرسوبية بوضوح.




























الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;