محمد الجالى يكتب: رسائل الرئيس فى حوار "نصف المدة".. السيسي يقتحم ملفات العلاقات مع أمريكا وحقوق الإنسان والألتراس.. ويتعامل بندية مع الدول العظمى ويؤمن بأن سياسات عهد مبارك غير ملزمة لمصر بعد ثورتين

- "الأولتراس" أمامهم فرصة تاريخية لمساعدة الدولة فى عودة الجماهير للملاعب وتقديم صورة مشرفة عن الرياضة المصرية أمام العالم - الإفراج عن دفعة رابعة من الشباب المحبوسين "غير الجنائيين".. و"الإعلام" مُطالب بتسليط الضوء أكثر على الإنجازات - السيسى يكشف عن رصد جهود لـ"تحريك" الشعب المصرى ويؤكد: الوعى أفشل مخططات "أهل الشر" - الرئيس: لن نسمح بإفساد علاقاتنا مع أشقائنا فى الخليج.. واتفاقيات ترسيم الحدود "بشرة خير" كان حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، مختلفاً هذه المرة، فقد تحدث بعد مرور عامين من مدته الرئاسية الأولى، أى "نصف المدة"، وكان يحمل الكثير ليقوله للشعب المصرى.

وظهر الرئيس، خلال حواره مع الإعلامى أسامة كمال، وهو يريد توصيل رسالة للشعب المصرى بأنه يعرف همومهم، وما يفكرون فيه، كما أنه أزال اللبس الذى كان يفهمه البعض من تصريحاته المتكررة فيما يخص الإعلام، فقال رداً على سؤال المُحاور حول قوله "هشتكيكم للشعب" عند الحديث عن الإعلام، قال: "أنا لسه ماشتكتش"، موضحاً أنه لا يوجد خلاف مع الإعلام والصحافة، ولابد أن نتفق على أن بلدنا وتقدمها واستقرارها مسئوليتنا جميعا. ومنذ اليوم الأول لرئاسته، تعهد الرئيس السيسى بمكافحة الفساد، وظهر خلال الحوار، وهو يعلم أن هذه الجزئية تحديداً تطلب مجهوداً جماعياً من الدولة والشعب، بعد عقود من بسط يد الفساد فى معظم أركان الدولة، فأكد السيسى على أن الأجهزة الرقابية مطلقة اليد بشكل كامل فى مواجهة الفساد، وقال: "لم نتدخل فى شئون الأجهزة الرقابية، وإذا كنا عاوزين ننجح لازم نثق فى الأجهزة الرقابية"، وهو ما يؤكد مقولته التاريخية فور ترشحه للرئاسة: "أنا محسوب على اثنين فقط.. ربنا سبحانه وتعالى، ثم المصريين، غير كدا مافيش خالص، وأنا راجل صادق وأمين وما فيش حد ليه عندى حاجة.. مافيش عندى فواتير لحد".

وكما تعهد السيسى سابقاً بأن نظامه لن يقمع حرية الرأى والتعبير، إلا أنه تحدث عن مخاوفه من الحرية المطلقة، والتى يمكن أن تؤدى إلى تدمير الدولة، فأكد على أنه لا يمنع حرية التعبير، كما أن 90% من الموجودين بالسجون محبوسون جنائياً، وقد أفرج عن 3 دفعات وجارى الإفراج عن الدفعة الرابعة.

السيسى يعرف دور الشباب، وقد تباهى فى حواراته السابقة بأن مصر بها 90 مليون مواطن، منهم 60% شباب، وهذه ثروة بشرية يجب توظيفها، وبالتالى كان البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذى تعول عليه الدولة المصرية بعد 30 يونيو على تخريج المئات من الشباب والفتيات القادرين على تحمل المسئولية والقيادة بخبرات علمية لم تتح لسابقيهم من الأجيال.

ووجه السيسى رسالة مهمة لشباب مصر، تلخص المشهد، الذى اعترف الرئيس بأن هناك جهوداً تتم عن طريق "أهل الشر" لتحريك وتهييج الرأى العام، حتى تتعرقل مسيرة التنمية فى مصر، قائلاً للشباب:" "حبوا مصر بس مش لدرجة تدميرها، مش ممكن يكون واحد بيحب مصر ويدمرها".

يعول الرئيس السيسى كثيراً على "الوعى" لدى الشعوب، حصناً ضد محاولات "الانتحار القومى"، التى قد تصل إليها الشعوب عن طريق حروب الجيل الرابع والشائعات التى تنطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعى من حين لآخر، مع كل مشروع جديد يتم تدشينه، أو أى أزمة يتم التعامل معها لحلها، قائلاً: "لا نريد أن نؤذى أنفسنا دون قصد"، مضيفاً أننا لا نستطيع إيجاد صيغ وآليات تحقق الحوار مع الشباب.. الشباب المصرى بخير، ولديه من الوعى والفهم كثيرًا.. بس هو عاوز فرصة، وإحنا هنديله الفرصة، سواء حوار ونقاش وغيره، لكن نحن حتى الآن لم نستطع أن نوجد صيغ وآليات تحقق لنا الحوار". وفى سؤاله "بتزعل إمتى من شبابنا؟.. رد السيسي: "والله مش بزعل من ولادى اللى خايفين على بلدهم، لكن لو عرف هيقف جمبى، وحقه إنه يعرف".

كان لابد أيضاً، أن يشرح الرئيس رؤيته تجاه حقوق الإنسان، وهو الملف الذى يتحدث فيه الرئيس كثيراً مع كل المسئولين من مختلف دول العالم، والذين التقاهم منذ اليوم الأول لتوليه الرئاسة.

وشدد الرئيس خلال الحوار، على أن مفاهيم حقوق الإنسان بحاجة للتطوير، وأن ومصر دولة محترمة، مطالباً بضرورة تطوير ملفات حقوق الإنسان.

وفى هذا الصدد، قال الرئيس أن هناك ضغط يمارس على مصر، لأن هذا بلد يحترم نفسه، ويتعامل بقيم ومبادئ ليست موجودة فى دول أخرى، موضحا كذلك أن مصر ستظل مستقلة فى قرارها دون الإساءة لأحد أو على حساب أحد.

ووجه السيسي، خلال الحوار، رسالة للخارج، فقال: "نحن نحتاج لتطوير مفهوم حقوق الإنسان، وأقول لهذه الدول إنكم حليتوا كل مسائلكم، وتعتبرون التعبير عن الرأى والتظاهر محل نقاش، بقولكم لا.. هناك ملايين لم يتعلموا كويس.. والصحة والعمل والسكن هذه حقوق من حقوق الإنسان.. نحن نحتاج تطوير مفاهيم حقوق الإنسان، لتشمل كل هذه الحقوق.. عندنا ملايين من الناس عاوزين نعيشهم بشكل كريم ونوفر لهم فرص عمل.. وهذا يتطلب أموالا ضخمة ومليارات كثيرة"، مضيفاً: "أنا معهم فى التصدى لموضوعات حقوق الإنسان، ولكن هناك أولويات ومقدرش أمنعهم يعبروا عن رأيهم لا أنا ولا غيرى.. الدستور يكفل لهم هذا"، وعقب مازحاً:"الـ 90 مليون بيتكلموا هنجيبهم إزاى".

واقتحم الرئيس كذلك ملف العلاقات الخارجية، وتحديداً علاقات مصر مع الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتى فشل البعض فى معرفة طبيعتها بعد ثورة 30 يونيو، وهل هى علاقة تصل إلى التعاون السابق، كما فى عهد الرئيس حسنى مبارك، والتى كان يصفها البعض بأنها علاقة قائمة على التبعية، فكان رد السيسى صريحا ومباشراً بأن "أدبيات السياسة السابقة غير ملزمة لنا، والعلاقة بيننا استراتيجية قوية، ونعترف بأنهم كان لهم دور إيجابى جداً مع مصر خلال السنوات الماضية وحتى الآن"، وهو المعنى الذى يفسره المراقبون على أن علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو قائمة على التعاون والاحترام والندية أيضاً.

لم يُخف الرئيس قناعته الشخصية بقانون الخدمة المدنية الذى رفضه البرلمان، لحل مشاكل البيروقراطية، فقال إن البيروقراطية تعقدت فى سنوات طويلة وحلها ليس فى يوم وليلة، وأن قانون الخدمة المدنية كان محاولة حقيقية لتنظيم الجهاز الإدارى للدولة، حيث يوجد بهذا الجهاز 7 ملايين موظف، رغم أنه يعمل بمليون أو أقل، لكنه أكد على أن هذه تجربتنا ويجب أن نحترم الدستور والقانون. ومن وجهة نظرى، فإن دعوة الرئيس السيسي لـ"الأولتراس"، بمساعدة الدولة لعودة الجماهير للملاعب مرة أخرى، وتقديم نموذج مشرف للعالم، هى الدعوة الأبرز فى هذا الحوار، حيث –جاءت الرسالة من رأس النظام لتتأكيد لهذه الروابط بأن الدولة تمد يدها دائماً إلى كل من يتعاون معها فى البناء وتقديم صورة مشرفة عن مصر، قائلاً: "عاوز أقول للأولتراس لو سمحت، عاوزك تعمل نموذج للعالم كله يشوفه فى النظام، ولما نحمله المسئولية، هيعمل إيه"، مضيفاً: "عاوزين نشوف حاجة، إن شاء الله تبقى جديدة، وتبقى مصر بتقدمه للعالم، وأنا مقدر أنهم لو حُملوا تلك المسئولية دى هيعملوا حاجة كويسة جدًا".

وكما أفصح الرئيس، خلال افتتاحه لمشروع "الأسمرات"، عن استيائه من تسليط الضوء على العشوائيات فى السينما والإعلام وتقديم صورة سلبية عن سكان هذه المناطق، فقد جدد خلال الحوار دعوته لوسائل الإعلام بضرورة تسليط الضوء على الإنجازات ليمنح الأمل للمواطنين، ويطمئنهم أننا نسير بشكل عظيم.

وقال فى هذا الإطار: "زراعة الأمل شىء مهم جدًا، ومن حق الناس أن تعرف التفاصيل، وهذا دور الإعلام.. لدينا بدل المشروع ألف مشروع، ونريد أن نطمئن الناس أن هناك غدا أفضل، وبكرة أحسن".

وتطرق السيسي كذلك، إلى اتفاقيات ترسيم الحدود، مثل ما حدث مع اليونان وقبرص والسعودية، فقال إنه لا فرصة للتنقيب عن المعادن أو الثروات دون اتفاقيات ترسيم الحدود، مشيراً إلى أن هناك محاولات للوقيعة مع أشقائنا فى الخليج وأيضا محاولة تحريك الرأى العام فى مصر بموضوع الجزر (يقصد تيران وصنافير)، كأحد محاور الإساءة لعلاقاتنا مع السعودية.




الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;