"موائد رمضان" قبل الانتخابات غير بعدها.. أهالى 4 دوائر يؤكدون لـ"انفراد": تراجع النشاط الخيرى عن العام الماضى.. ونواب ومرشحون خاسرون يكتفون بتوزيع كرتونات السلع وإقامة الولائم لأنصارهم

ينتظر الفقراء كل عام شهر رمضان الكريم بفراغ الصبر نظرًا لما يشهد سوق الخير من رواج، ورغبة بالنسبة للجميع فى المتاجرة الرابحة مع الله لكن بجانب العمل الخيرى بالنسبة للبعض لا بأس من تحقيق مكاسب أخرى خاصة إذا كانت البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية فإن موائد الرحمن وكرتونات السلع الغذائية، تزيد بقدر الحاجة إلى أصوات فى العملية الانتخابية تلك المفارقة كشفت عنها جولة ميدانية لـ"انفراد" فى عدد من المناطق لرصد آراء المواطنين للمقارنة ما بين النشاط الخيرى فى العام الماضى والحالى.

وكشفت الجولة الميدانية عن انخفاض معدل النشاط الخيرى بالمقارنة بالعام الماضى سواء من قبل النواب أو المرشحين الخاسرين سواء فى إقامة موائد رحمن أو توزيع كرتونات سلع غذائية. فى منطقة بولاق الدكرور، وبالتحديد شارع ناهيا يجلس عيسى عبد الرازق، مدير عام سابق بمصلحة الضرائب أمام محل بيع أدوات الطلاء متحدثًا عن أداء نواب المنطقة فى الاستعداد للشهر الكريم قائلا:"احنا هنا السنة دى زى اللى فاتت مفيش جديد، والحالة هنا صعبة، ومن ساعة الانتخابات ماشوفنش حد خالص كله كلام فى كلام".

وأكد المدير العام السابق فى مصلحة الضرائب :"مفيش موائد رحمن السنة دى، ولا شوفنه كرتونة سلع اتوزعت على فقير أو محتاج، يمكن كان فى شوية بسيطة السنة اللى فات من اللى كانوا عاوزين ينزلوا إنما لما الانتخابات خلصت، اختفى الكل، والشوارع متكسرة والعربيات بتمشى عكسى، والمياه بتقطع طول اليوم، ومش بنشوفها غير فى أوقات قليلة". ومن المدير فى مصلحة الضرائب إلى محمود جدو صاحب محل أحد الكاوتش، النظرة لأداء المشاركين فى عملية الانتخابية الفائزين منهم والخاسرين لم تختلف كثيرًا بل أن نبرة الاستياء زادت بمراحل، ويقول جدو :"مفيش حد هنا مهتم بالراجل الغلبان الكل يهتم بمصالحه فقط، لو فى حاجة بتتوزع فى رمضان أو غيره عشان المصالح بعد كده مات الكلام، والسنة اللى فاتت كان فى توزيع أكتر شوية عشان قبل الانتخابات، إنما دلوقت اللى كسب كسب واللى خسر خسر، مفيش مصلحة يعنى". كشف صاحب محل الكاوتش عن أن الأشخاص دائمى النزول إلى الانتخابات دائمًا ما يوزعون السلع الغذائية ويقيمون موائد الرحمن عند أهلهم وأنصارهم فقط لاغير إنما النظر للفقراء غير موجود بالمرة، والحال فى المنطقة تسوء يوم بعد الآخر. فيما، أكد كريم خالد عامل فى أواخر عقده الثانى، أنه بحكم تجوله فى المنطقة كثيرًا لم يشهد أى مظهر لتوزيع كرتونات السلع الغذائية فى منطقة بولاق، إنما فى كرادسة رأى العديد منها، مضيفًا أن العام الماضى كان العدد أكثر من الوضع الحالى لأن الجميع كان يشارك على أمل الفوز فى الانتخابات.

ومن بولاق الدكرور إلى السيدة الزينب، فالعمل الخيرى السنوى يقتصر على الأشخاص المعروفين بالاسم فى المنطقة من رجال أعمال لهم وزنهم، إنما بالنسبة للأشخاص المهتمين بالعمل السياسى والانتخابات بشكل عام لم يتواجد دور ملموسًا فى العام الحالى وفقًا لعدد من أهالى المنطقة.

أحد سائقى المايكروباص الذين يقفون أسفل محطة مترو السيدة زينب، أكد على أنه لم يتابع أى نشاط خيرى من قبل الأشخاص الذين خاضوا الانتخابات الماضية أو حتى الفائزون منهم فى الوقت الراهن، مؤكدًا أنه فى العام الماضى كان التوزيع بنسبة أعلى بكل تأكيد. واتفق مع سائقى المايكروباص محمد صاحب محل بيع زيوت السيارات يدعى محمد، مؤكدًا على أن الذين يقيمون موائد الرحمن معروفين فى المنطقة وهم من رجال الأعمال المشاهير، بينما المرشحين السابقين فى الانتخابين اختفوا، وحتى الفائز منهم كان عطائه فى الشهر الكريم من العام الحالى بنسبة أقل من الماضى.

بينما، كان لصناع المناخل عربى المناخلى "70 عامًا" رأى مختلف إلى حد ما، قائلا: "النفاحات فى العام الحالى قلت بنسبة 90% عن العام الماضى يمكن أولأ بسبب أن موسم الانتخابات انتهى، إضافة إلى ذلك أن سكان الجبل هنا والمناطق العشوائية تم نقلهم إلى منطقة 6 أكتوبر"، مضيفًا: "مناديب النواب أو المرشحين السابقين دائمًا ما كانوا يوزعون كرتونات السلع على عدد من العائلات المعروفة بالنسبة لهم، وعندما رحلوا أعتقد أنهم توجهوا لهناك من أجل إعطائهم كالمعتاد فى عام".

ومن السيدة زينب إلى شارع كرداسة فى الهرم، أكد عدد من الأهالى أنهم لم يروا أى توزيع للكرتونات للسلع الغذائية فى العام الحالى مثلما كان الوضع فى العام السابق، ووفقًا لأحمد سائق مايكروباص أكد على أن العام الماضى كان الوضع مختلفًا فالجميع كان يتسابق على كسب رضاء المواطنين لضمان أكبر عدد من الأصوات فى الانتخابات. واتفق معه أحد تجار السيراميك فى شارع كرداسة والذى أكد على أن سكان المنطقة لم يروا أى إنجاز منذ انتهاء الانتخابات بل على العكس الوضع متفاقم فهناك أعمال حفر فى الشارع تعطل سير الحياة، والبيع والشراء، وحتى السائقين على الخط يعانون منها أشد المعاناة، وكذلك كافة سكان المنطقة، مؤكدًا أن المواطنين هنا لا ينتظرون شىء فى شهر رمضان من أحد لأن النواب والمرشحين الخاسرين حريصين على مصلحتهم فقط.

الحال نفسه لم يختلف كثيرًا فى المناطق المجاورة سواء الطالبية أو العمرانية، والذين أكدوا أن النشاط الخيرى فى الشهر الحالى لا يُمكن مقارنته بالعام الماضى، والذى كان يسبق موسم الانتخابات، وأكد محمد محمود، أحد سكان المنطقة أنهم لم يروا أى نشاط خيرى ملحوظ فى العام الحالى من إقامة موائد رحمن لفقراء أو توزيع كرتونات سلع غذائية، مضيفًا أن بعض النواب والمرشحين الخاسرين يكتفون بدعوة كبار العائلات على الإفطار فقط لضمان ولاء عائلاتهم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;