بالصور أجراس كنيسة الأقباط الكاثوليك "بطرس الرسول" بطنطا تدق من جديد هجرت منذ 30 عاماً والأهالى حولها بالجهود الذاتية لنموذج رائع "راعى الكنيسة": سنواصل المشوار وليس لنا علاقة بالسياسة

بعد غياب دام أكثر من 30 سنة ميلادية، عادت من جديد أجراس كنيسة القديس بطرس الرسول فى شارع البحر بمدينة طنطا للدق من جديد وممارسة الأنشطة الدينية والثقافية، بعد أن قام راعيها بإعادة ترميمها وبناء هيكلها من جديد بالجهود الذاتية والتبرعات، وبمساعدة شعب الكنيسة الكاثوليكية بطنطا.

"انفراد" طرق أبواب الكنيسة واستمع للأب "بطرس وبلميلاد أمير حسنى رزق اصطفانا"، راعى "كنيسة القديس بطرس الرسول" للأقباط الكاثوليك بطنطا، والتى احتفلت بـأعياد الميلاد رسمياً، وفتحت أبوابها لاستقبال الأقباط الكاثوليك بعد غياب طويل، لمعرفة سبب الغياب، وكيف عاد النشاط من جديد مع احتفالات عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر الماضى مروراً باحتفالات 7 يناير؟.

أموال الترميم تبرعات.. وبالجهود الذاتية عدنا من جديد وقال الآب "بطرس وبلميلاد اصطفانا"، راعى " كنيسة القديس بطرس الرسول"، أنه يعمل على قدم وساق منذ سنوات لإعادة العمل فى كنيسة الأقباط الكاثوليك، من خلال التبرعات العينية والمادية من شعب الكنيسة الكاثوليك الذى لا يبخل بشئ من أجل إعادة الترميم، والحفاظ على آثارها الدينية والتاريخية، وبالفعل كانت الجهود مضنية من خلال العمل البدنى والمشاركة فى إعادة الترميم كل حسب استطاعته، ومنهم من أعطى من وقته -رجالا ونساء - ووقف على "السقالة " لإعادة الترميم وكشف النحوت الأثرية والرسومات التى لا يستطيع أحد إقامة مثلها الآن.

نخدم 60 عائلة فى طنطا والطلاب الوافدين وأكد الآب "بطرس"، أن الكنيسة تخدم 60 عائلة فى مدينة طنطا وتوابعها، كما أنها تقدم الخدمة الدينية للوافدين من الطلاب خاصة دولة السودان، من يدرسون فى جامعة طنطا، وتقيم القداس أسبوعياَ يومى الأحد والجمعة للمقيمين، ويوم الاثنين قداس خاص بالوافدين من الطلاب ومعظمهم من دولة السودان يدرسون فى جامعة طنطا.

الكنيسة بصدد مشاريع خدمية تعليمية واجتماعية وقال الآب "بطرس"، أن الكنيسة بصدد إعداد عدد من المشاريع الخدمية الاجتماعية لتمارس نشطها الثقافى بجوار النشاط الدينى، وتم الاتفاق على إعداد مركز تعليم الحاسب الآلى واللغات بالتعاون مع المعهد البريطانى ويخدم الشعب المصرى أقباط ومسلمين، كما تم الإعداد لإنشاء دورات محو أمية خاصة لأقباط محافظة المنيا المقيمين فى مدينة طنطا، لأن معظمهم عمال وحرفية لا يجيدون القراءة والكتابة، وجار الإعداد لإنشاء الكشافة من جديد، وتقديم الدروس الدينية يوم الجمعة عقب القداس.

وأكد الآب "بطرس " أن الكنيسة الكاثوليكية ستعقد دورة كاملة فى الكتاب المقدس بالطريقة الحياتية عقب عيد الغطاس. علاقاتنا وطيدة بجميع الأقباط والكنائس الأخرى وليس لنا علاقة بالسياسة وأكد الآب "بطرس "، أن هناك علاقات وطيدة بين كنيسة الكاثوليك وباقى الكنائس والأقباط، لكن الأصل أن كل كنيسة قائمة بذاتها، وتتميز الكنيسة الكاثوليكية فى طنطا أنها كانت مكان تجمع ولقاءات الذوات والأجانب، ولقاء الشباب الأسبوعى يوم الخميس، مشيراً إلى أن رعاة الكنيسة لا علاقة لهم بالسياسة بمعناها العملى من خلال الممارسة ، وإن كانت هناك توصيات للشباب بالمشاركة السياسية كل حسب رغباته واهتماماته بعيداً عن الكنيسة، وقال نصا " نوصى بالوعى السياسى لكل أفراد المجتمع، لكن نحن كرجال دين لا علاقة لنا به".

الكنيسة بها مزود فريد للحظة الميلاد من صناعة الراعى وأشار " بطرس " إلى أن كنيسة القديس بطرس الرسول فى شارع البحر بمدينة طنطا بها مزود فريد من حيث الإعداد والعرض، والمزود هو مجسم للمكان الذى ولد فيه المسيح، وتحتفل الكنيسة هذا العام بتصميم مبتكر للمزود، ويستمر عرض مجسم المزود فى الكنيسة ابتداءً من 24 ديسمبر، وحتى عيد الغطاس فى 19 يناير.

وأشار إلى أن المزود ، هو تصميم للمكان الذى ولد فيه المسيح، وهو مكان بسيط يوجد به مجموعة من الرعاة والخراف"، ويتكون المزود من طفل المزود وهو رضيع بجانب والدته العذراء مريم، بالإضافة إلى مجموعة الرعاة الذين ظهر لهم الملاك وبشرهم بولادة المسيح، وكانوا شاهدين على مقولة الملائكة أثناء ولادته " لله المجد فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"، بالإضافة إلى مجسمات لمجموعة من المجوس كان يسترشدون بنجم كبير فى السماء حتى وصل النجم إلى مكان المزود فعلموا أن بداخل ذلك المكان سيولد طفل له شأن عظيم فقاموا بإهداء والدته "ذهب ولبان"، للدلالة على أن المسيح سيكون له شأن دينى وملك كبير بجانب إهدائه "مر" للدلالة على المعانة التى سيعانيها فى عمره.

ووجه الآب "بطرس وبلميلاد اصطفانا"، راعى " كنيسة القديس بطرس الرسول" للأقباط الكاثوليك بطنطا رسالة تهنئة للشعب المصرى أقباطاً ومسلمين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنياً أن تعيش مصر فى أمن وأمان وسلام.