أثارت الرسالة التى أصدرها محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، ودعا فيها صراحة إلى الاحتشاد فى المساجد، فتنة داخل التنظيم بين مؤيدين لرسالته، ومعارضين لها واصفين إياها بمحاولة الاستسلام، فيما أعلنت اللجنة الدينية بالبرلمان بدء اتخاذ إجراءاتها لمنع سيطرة العناصر الإخوانية على المساجد خلال الشهر الكريم.
فى البداية أصدر محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، رسالة لقواعد الإخوان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حرض فيه قواعد الإخوان على الاحتشاد فى المساجد ، سواء خلال صلاة التراويح أو صلاة التهجد.
وقالت رسالة محمود عزت، التى نشرها الموقع الرسمى للإخوان: "يا أيها الإخوان، إلى المساجد تجمعوا فى الدروس، واحتشدوا فى التراويح والتهجد".
وحرض القائم بأعمال مرشد الإخوان، أعضاء التنظيم على التصعيد فى شهر رمضان، مطالبا إياهم بالمشاركة فى التظاهرات، مطالبا عناصر الجماعة بالتوحد مع القوى السياسية التى وصفها بالوطنية، كما زعم عزت أن معركة الإخوان ليست فى مصر فقط، ولكن فى جميع دول العالم.
من جانبها عارضت قيادات إخوانية هذه الرسالة، حيث امتنع موقع "إخوان أون لاين" عن نشرها على موقعه، واكتفت الجماعة بنشر الرسالة عبر بعض الصفحات المتعلقة بالمتحدثين الإعلاميين التابعين لجبهة عزت.
وفى السياق ذاته، اتهم عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى ومحمود عزت، بالفشل، موجها رسالة للقائم بأعمال المرشد وأنصاره قائلا: "فوقوا أصبحنا فى ستين داهية ولبستونا فى قيادات فاشلة ومنعتوا محاسبتهم وتغييرهم.. العالم بيضحك علينا".
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "لسنة كاملة تظهرون فى كل مكان وفى القنوات وتقولون إن الخلاف سببه إن اللجنة العليا تمارس العنف وبتسلح الثورة، وتقولون فى الأسر والشعب والبريد الرسمى إن محمد كمال – عضو مكتب إرشاد الإخوان- خطف الجماعة فى اتجاه العنف وإن اللجنة مسئولة عن عمليات العنف".
وتابع: "المشكلة أنكم مصرين تكملوا بنا إلى القاع وتتبرءوا من قراراتهم، وتكتفون ببيانات احتشاد، اللى بصموا عليها وماسكين فى رقابينا وماشيين وراء قائدهم الملهم الذى يعشمنا بحل قريب، عشان شيخوختهم لا تسمح لهم ببهدلة ومحاسبة".
فى المقابل أشاد الناشط الإخوانى، الدفراوى ناصف، برسالة محمود عزت، واستشهد بمقولة للمرشد العام الأسبق للإخوان عمر التلمسانى للتعليق على الرسالة قائلا: "نحرص على الموت، أراد الله لنا أن نكون على خير حال، الناس يفزعون فى مجال الروع من الموت، ونحن نسارع إليه".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن رسالة محمود عزت هدفها محاولة إيجاد أماكن للاحتشاد فى رمضان، بحيث تكون المساجد هى بديلة الميادين، ويعتمدون فى ذلك على المساجد التى لا يوجد سيطرة عليها فى بعض الأماكن التى يكثر الإخوان فيها.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان، أن مواجهة هذه الدعوة تتطلب أن يكون هناك تكاتف من قبل جميع مؤسسات الدولة من أجل مواجهة أى دعوات إخوانية للسيطرة على المساجد، موضحا أن التنظيم يعتمد على المساجد فى القرى والنجوح لحشد أنصارهم فيها.
من جانبه قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إن اللجنة ستخاطب وزارة الأوقاف مجددا بتشديد الرقابة على المساجد والتأكد من التزامها بالضوابط التى أعلنتها، وعدم تسلل الإخوان لها، بعد رسالة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، للتنظيم بالاحتشاد فى المساجد والسيطرة عليها.
وقال أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، فى تصريحات لـ"انفراد" إن اللجنة ستتأكد من الوزارة التزام المساجد بالتعليمات المشددة التى أعلنتها الوزارة فيما يتعلق بصلاة التراويح، إلى جانب ستوجه اللجنة الأئمة فى المساجد بضرورة نشر الخطاب الوسطى الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة.
وأوضح أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، أن اللجنة تثق فى وعى الشعب المصرى بأنه لن يسمح بأن تسيطر الإخوان على المساجد.