مصر تستعيد ريادتها فى زراعة الذهب الأبيض.. ريف الدقهلية يتزين ببريق القطن والفلاحات يودعن موسم الحصاد بالزغاريد.. فلاحون: الإنتاجية عالية والأسعار مرتفعة بشكل غير مسبوق لكفاءة وجودة القطن المصرى.. فيد

فى مشهد بديع مضيء بالنجوم تسوده البهجة والحب، تعالت فيه موسيقى الفخر، وأصوات تشدوا بأغان وزغاريد وتصفيق، وفلاحات يزينون الحقول والزراعات مع أزواجهن يستقبلن القطن مع قرب انتهاء موسمه بكلمات "يا قطن يا حرايرى يا حزام أبو إسماعيل.. دا اللى ما يزرعكشى طول السنة حزين".

استطاع القطن المصرى أن يحقق انتعاشة كبيرة فى الإنتاج والأسعار هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، حيث طرحت الحقول المصرية خيراتها من القطن بجودة عالية وبسعر أعلى من العام الماضى، وذلك لعدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار القطن عالميا وزيادة الطلب عليه، وزيادة المساحة الزراعية له، وتطبيق نظام تسويق القطن بالمزايدة على كافة أنحاء الجمهورية؛ لتحسين جودة القطن واستعادة سمعته عالميا، وتوفير تقاوى القطن ذات الإنتاجية العالية وبكميات كافية وأسعار مناسبة، وتعاقد بعض التجار مع الفلاحين لشراء محصولهم، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلى لمصر وللفلاح والمزارع. وبهذا تمكنت مصر من استعادة عرش زراعة وتصدير القطن المعروف بـ"الذهب الأبيض"، ومجدها فى الأسواق العالمية، بفضل اهتمام القيادة السياسية بزراعته، فبذلت الدولة جهود كبيرة لتطوير صناعة الغزل والنسيج بإنشاء أكبر مصانع للغزل والنسيج فى المحلة، وتطوير وتعديل الكثير من المحالج والمغازل، وإنشاء مصانع لإنتاج القطن قصير التيلة فى شرق العوينات، واتجاهها نحو إنتاج القطن الملون؛ لإنعاش زراعة القطن المصرى واستعادة بريقه، تشجيعا للفلاح، ودعما للاقتصاد. ومع قرب انتهاء موسم حصاد الذهب الأبيض، الذى بدأت زراعته بين شهرى مارس ويونيو، قام "انفراد"، بجولة داخل قرية القنان التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لرصد فرحة فلاحى الدقهلية وعاملات اليومية وهم يحصدون القطن من الأراضى الزراعية والحقول، معبرين عن حبهم وعشقهم للأرض والقطن، فى جو أسرى يسوده الألفة والحب والبهجة. وقال أيمن وجدي، عامل باليومية بقرية القنان لـ"انفراد"، إنهم بدأوا زراعة القطن من شهر مايو الماضى بعدة مراحل وخطوات بدءا من بذرة التقاوى وحتى جنى المحصول، فبدأ عملهم بـ"حرث" الأرض وتسميدها بالبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور وغيرها ثم زراعتها بالبذور، والاهتمام بالأرض بريها كل 15 يوما ورشها فى مواعيد منتظمة، ومرحلة جمع الحشائش وتنقية الأرض، حتى يأتى موسم الجنى والخير، مشيرا إلى أن الفدان الواحد ينتج من 8 إلى 10 قناطير من القطن. وأضاف، أن القطن المصرى يتميز بكفاءته وجودته العالية وطول التيلة ونعومته التى جعلته أفضل أنواع القطن وأعلاها سعرا فى العالم، مؤكدا أن أراضى القطن تميزت هذا العام بإنتاجيتها المرتفعة وغزارة ثمارها وزيادة عدد اللوز وكبر حجمه وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق، مما يبشر باستعادة مصر عرشها وريادتها فى زراعة القطن عالميا. وقال حمدى عبد العظيم، (55 عام)، أحد فلاحى قرية القنان، إنهم يزرعون القطن فى شهر مايو، ويبدأون فى الجمعة الأولى لمحصول القطن بعد الإنتهاء من موسم الأرز فى شهر أكتوبر، ومن ثم يجمعون باقى الحصاد فى مواعيد منتظمة نظرا لكون إنتاجية الأرض من القطن مرتفعة هذا العام، مشيرا إلى أن القطن المصرى أفضل قطن فى العالم لكفاءته وجودته المرتفعة. وعبرت الفلاحات وعاملات اليومية عن فرحتهم البالغة بحصاد القطن، حيث يجتمعون جميعهم برفقة صغارهم لحصاد خير الأرض من القطن، مؤكدين أن الأرض بالنسبة لهم حياتهم، وكل ما يمتلكوه ومصدر رزقهم الوحيد، حيث أن زراعة القطن السبيل الأفضل لهم للحصول على دخل جيد يساعدهم على توفير حياة كريمة لأبنائهم. وأشرن إلى أنهم يكافحن فى الحياة لمساندة أزواجهن على تكاليف الحياة وتوفير احتياجات أبنائهن اليومية، حيث يقمن بمساعدة أزواجهن على المعيشة والقيام بمهام أسرهن وفى الصباح الباكر يشقن طريقهن إلى الحقول من أجل الرزق الحلال، مضيفين أنهم يسترزقون من زراعة الأرز والقطن والذرة فى فصل الصيف وزراعة القمح والفول والبنجر والبرسيم فى فصل الشتاء.


























































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;