قصة تحفة جيولوجية فريدة فى مصر.. تم إعلانها محمية طبيعية عام 1992 وتعود نشأتها لـ40 مليون سنة.. "كهف وادى سنور" على بعد 70 كيلومترًا من بنى سويف.. وهو الثالث عالميا على قائمة السياحة البيئية ومصدر للر

بلورات نحتت بفعل التفاعلات الكميائية للمياه الجوفية فى عمق الجبل وعلى بعد 70 كيلومترًا شرق مدينة بنى سويف، يمكنك ان ترى مشهدا لن تنساها مهما حييت، سترى قدرة الخالق فى نحت الحجارة على شكل انسيابات جليدية تدلى من سقف كهف، تم اكتشافه بالصدفة اثناء التنقيب عن الرخام، انه "كهف وادى سنور" بمحافظة بنى سويف، ويعد احد أهم المزارات السياحية فى مصر، بسب قربها من القاهرة، ويعد تحفة جيولوجية فريدة من نوعها ومصنف انه الموقع الثالث على مستوى العالم. الصدفة وحدها هى من كشفت وجوده عام 1989، فى منطقة جبل وادى سنور بشرق النيل فى محافظة بنى سويف، ليظل شاهدا على العصر الإيوسينى الذى يعود لـ40 مليون سنة، ففى رحلة عادية جدا لعمال المحاجر والاهالى فى البحث عن الرخام الذى ينتشر فى المنطقة، تم اكتشاف كهف تدلى من اسقفه بلورات الالباستر فى مدخل الكهف لتتحول مع أشعة الشمس للألاء طبيعيه بلورية ناصعة البياض. وعلى الفور انتقل الجيولوجيين للموقع، وعلى الفور تم اصدار قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1204 لسنة 1992م واعلان المنطقة محمية طبيعية، طبقا للقانون رقم 102 لسنة 1983 الخاص بالمحميات الطبيعية، ونصت المادة الثالثة من القرار على حظر القيام بأى أعمال أو تصرفات، أو أنشطة أو إجراءات من شأنها إتلاف وتدهور البيئة الطبيعية أو الإضرار بالحياة البرية أو المساس بمستواها الجمالى . وكانت المفاجأة ان هذا الكهف العميق تكون نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية، تحت الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى منذ العصر الايوسينى، وأنتجت اجمل واجود أنواع الرخام بالعالم والمسمى بـ"الألباستر"، ويتم استخدامه فى صناعه أوانى الزينة. حين يأخذك فضولك وحبك للاكتشاف، ستتوغل داخل الكهف لترى مشهد صنعه المولى عز وجل، من تشكيلات نحتية مبهرة، تعجز الكلمات عن وصفها، فستراى صواعد وهوابط وستائر وأعمدة رخامية رائعه، وستتسأل كيف نحت داخل الكهف بهوين كبيرين ، فى اليمين والشمال من الفتحة المؤدية إلى داخله. ‏ بعمق 15 مترًا يمتد كهف وادى سنور نحو 700 متر فى باطن الأرض، ‏وفى الجزء الأيمن من البهو سترى تكوينات كلسية ناصعة تأخذ أشكالاً مختلفة، على شكل الكمثرى والجزر، والشعاب المرجانية، وكثير من التشكيلات التى يمكنك ان يأخذها خيالك وتسميها كيفما شئت وكأنك تحت سماء تطلق فيها العنان لمخيلتك فى تفسير رسومات السحب. المحمية تم وضعها على خريطة مصر السياحية كأحد الكهوف النادرة عالمياً، والفريدة من نوعها، ولا يوجد مثيل لها فى العالم سوى كهف بولاية فيرجينيا، و تكوينات الصخرور فيها التى تكونت عبر ملايين السنوات، جعلت منها مكان سياحى جذاب، يضع محافظة بنى سويف على قائمة المحافظات السياحية، فمحمية كهف سنور الجيولوجين أكدوا انها تحتوى على أشكال المورفولوجية التى تعرف باسم "الأسبيليوتيم"، وتم العثور على كميات كبيرة من المواد المزينة فى كهف وادى سنور. وخلال شهر أكتوبر من عام 1994 م قام جهاز شئون البيئة، باستقدام بعض الخبراء فى مجال الكهوف من خارج مصر وداخلها، لإعداد دراسات حول تنمية وتطوير المحمية، ووقتها تم وضع عدد من الرؤى والتصورات والتوصيات المهمة، للنهوض بالمنطقة. اما خلال شهر نوفمبر من عام 1994 م تعرضت منطقة المحمية لسيول، كانت سببا فى تسرب المياه إلى داخل الكهف، ونفس الشىء تقريبا تكرر فى شهر مارس عام 1995 م، مما شكل خطورة على تكوينات الكهف الداخلية وعلى الفور دعا المسئولين بجهاز شئون البيئة إلى الإسراع فى إعداد وتنفيذ، بعض مخرات السيول بالمنطقة من اجل حمايتها من آثار السيول المدمرة . ووقتها قام جهاز شئون البيئة بالتعاقد مع إحدى الشركات لإنشاء مبنى إدارى علمى للمحمية، وتم تسليمه بالفعل فى 10 يناير 1996 م ، وتم تنميتها وتحويلها إلى مزار سياحى عالمى، فى عهد الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة، بحكومة الإنقاذ الوطنى عقب ثورة يناير، حيث تم التعاون مع مركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة، لتطوير وتدعيم كهف وادى سنور والمنطقة المحيطة به، بهدف إعادة فتح الكهف كمزار سياحى بيئى بمحافظة بنى سويف.




























الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;