"عايزنها تبقى خضرة".. انطلاق موسم زراعة العروة الصيفية لـ"البطاطس" بالقليوبية.. مزارع: أنسب وقت للزراعة نصف شهر "طوبة".. والزرعة تستمر 130 يوما حتى الحصاد.. والزراعة: نستهدف زراعة 2200 فدان هذا العام

"النور أشرق فى الوجود جميل.. والصبح للكسب الحلال سبيل".. انطلقت العمالة فى الساعات الأولى من الصباح للعمل بموسم زراعة العروة الصيفية لمحصول البطاطس، والذى يحتاج غالبا أن يبدأ العمل فى الساعات الأولى من الصباح وقبل بدء ارتفاع درجة الحرارة حتى لا تؤثر على التقاوى التى يتم زراعتها للمحصول، فعندما تبدأ الشمس فى شدتها يكون الجميع قد انتهى من الزراعة. وانطلق موسم زراعة البطاطس بحقول قرى محافظة القليوبية، التى توسعت هذا العام عن سابقه من الأعوام، حيث حرص الفلاحون على التسابق لحجز التقاوى الخاصة والتى غالبا يكون من النوع المستورد من عدة دول سواء "هولندا، الدنمارك" التى تشتهر بإنتاج أجود أنواع التقاوي، حيث يشتهر الموسم بتشغيل عدد كبير من العمالة من أبناء المحافظة، سواء خلال الزراعة أو المتابعة الدورية وحتى الحصاد. "انفراد"، رصد الفلاحون أثناء عملية الزراعة التى انطلقت فى مزارع القليوبية، والترف على المشاكل التى واجهوها، فى البداية أكد صبحى أبو العلا، أحد مزارعى البطاطس بقرية ساحل دجوى التابعة لمركز ومدينة بنها، والتى تشتهر بزراعة محصول البطاطس، أن الدولة تسعى جاهدة لتوفير كل الأنواع أمام الفلاحين لتنوع المنتج للحصول على أفضل الأنواع لمنتج البطاطس حتى يشعر الفلاح بقيمة تعبه طوال العام والحصول على مبلغ مالى نظير هذا التعب طوال العام، موضحا أن انسب وقت لزراعة العروة الصيفية لمحصول البطاطس هى منتصف شهر طوبة لتجنب موجات البرد وعدم ظهور البراعم قبل موجة الصقيع التى تشهدها البلاد هذه الفترة. وعن أساليب الزراعة ومراحلها قال صبحى أبو العلا أحد مزراعى القليوبية، أن عملية الزراعة تبدأ بتجهيز الأرض ووضع السماد البلدى لها، ثم يتم قلب الأرض عن طريق الجرارات الزراعية الضخمة حتى يختلط السماد البلدى تماما بالتربة، ثم يتم رى الأرض "رية كدابة" لاستخراج كل ما فى باطنها من حشائش قد تعطل عملية نمو البطاطس، ثم يتم حرث الأرض مرة أخرى وتجهيزيها وتخطيطها لبدء الزراعة. وأضاف "أبو العلا" لـ "انفراد"، أنه على الناحية الأخرى يتم شراء التقاوى الخاصة بالزراعة، ثم يتم تقطيعها أجزاء معينة "أرباع أو نصفين" حسب حجم البطاطس التقاوي، ثم يتم تعبئتها فى "الأجولة"، مشيرا إلى أن الزراعة تتم إما يدويا بالأيدى العاملة أو "الستارة" آلة الزراعة. وتابع، بعد الانتهاء من زراعة البطاطس، يتم إحضار العمالة لإعادة هندمة لخطوط الخاصة بالبطاطس ومسحها، ثم تترك الأرض حسب درجة الرطوبة بها عدد أيام يتراوح ما بين يوم إلى 5 أيام، ثم يتم رى الأرض فى أول ظهور للنبتات الخاصة بعروة البطاطس، ولا يتم غمر الأرض نهائيا، والاقتصار فقط على اتمام الخطوط وعدم إشباعها، إلى جانب إضافة الأسمدة والمبيدات الخاصة بها، وهكذا حتى يتم حصادها. وفى هذا السياق، قال المهندس حسن زايد وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن المحافظة تستهدف زراعة 2200 فدان من محصول البطاطس هذا العام، بزيادة حوالى 200 فدان عن العام الماضى، مشيرا إلى أنه تم رصد ما يزيد عن 10 آلاف طن أسمدة بمخازن المديرية والجمعيات الزراعية تمهيدا لانطلاق الموسم فى بداية ديسمبر المقبل بالإدارات الزراعية المختلفة بالمحافظة. وأضاف "زايد" فى تصريحات لـ "انفراد"، أنه تم حجز 950 طنا للتقاوى للعروة الصيفية مستوردة تقدم الفلاحون لحجزهم عن طريق جمعية البطاطس بالقليوبية، إلى جانب الكميات التى حجزتها شركات الاستيراد، مشيرا إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات مع كبار المزارعين بالمحافظة ومجموعة من الشركات المستوردة، إلى جانب بذل جهود أكبر للوصول إلى كبرى الشركات المستوردة لتقاوى البطاطس على مستوى الجمهورية وهى لا تتعدى الـ3 شركات، مشيرا إلى أن هناك محاولة كبيرة لضبط الأسعار من خلال تدخل الأجهزة الرقابة لمتابعة وصول التقاوى للفلاح بأسعار فى المتناول. وتابع، أنه تم التنسيق مع مجموعة من الشركات لتوفير أنواع التقاوى المطلوبة لزراعة البطاطس، مؤكدا أن الشركات أعلنت أنه تم توفير أنواع التقاوى بأسعار مناسبة، حفاظا على حقوق الفلاحين، وعدم تركهم فريسة لجشع التجار من أجل تحقيق مكاسب كبيرة على حسابهم، من خلال متابعة فواتير الاستيراد ووضع هامش ربح مناسب لهم دون مغالاة الفلاح، ومنع السوق السوداء.