"نغمات عذبة تدفى القلوب".. حكاية 33 سنة من العزف على الربابة فى محافظات مصر.. عم "محمد" عازف ربابة يبهج أهالى المنصورة بأجمل الألحان.. ورث المهنة عن والده.. يصنع 100 آلة أسبوعيا ويبيع الواحدة بـ10 جني

نسمات تتطاير فى الأجواء، وموسيقى تشدو بألحانها الشجية فى الأرجاء تملأ الدنيا سحرا وضياء، ونغمات عذبة ترافق الروح وتدفئ القلوب، يغلب صداها السكون، وعيون تفيض بالبهجة والسرور، تلتقط أنفاسها فى صمت، وتهمس للحياة ببصيص أمل. بابتسامة رضا لا تفارقه، وأنامل ساحرة تعزف أحلى الألحان، يجوب عم محمد شعبان ابن محافظة المنيا شوارع مدينة المنصورة برفقة أبنائه، لبيع الربابة التى صنعها بنفسه بحثا عن الرزق الحلال. وقال محمد شلقامي، صاحب الـ48 عاما لـ"انفراد"، إنه عشق آلة الربابة منذ طفولته، تيمنا بوالده الذى كان أحد أشهر فنانى التراث الشعبى فى محافظة المنيا، حيث ولد فى بيئة تقدر آلة الربابة وكل من فيها يعزف عليها كموروث ثقافى شعبى قديم يتوارثونه جيل بعد جيل، فعكف منذ نعومة أظافره على مراقبة والده فى صمت وهو يصنع الربابة بيداه، ويعزف عليها ويشدو بها أجمل أغانى وألحان الطرب الأصيل فى الموالد والأفراح الشعبية، محاولا تقليده واكتساب مهارته فى صناعة الربابة والعزف عليها، مشيرا إلى أن أجمل لحظات حياته كانت عندما نجح فى صناعة آلة ربابة صغيرة تشبه آلة والده، ومن لحظتها بدأت رحلة كفاحه مع الربابة فى جميع محافظات مصر. وأضاف أنه كافح وشقى فى الحياة منذ أن كان فى الـ15 من عمره، بصنع وبيع الربابة التى عشقها وورث مهارة صنعها والعزف عليها من والده، فنان التراث الشعبى بمحافظة المنيا، فطاف جميع المحافظات تاركا فى كل واحدة منها آلامه وذكرياته؛ بحثا عن الرزق الحلال، حيث بدأ رحلته من القاهرة ثم الإسكندرية، وبعدها انتقل للبحيرة والإسماعيلية ودمياط وأسيوط وسيناء وأسوان حتى استقر فى محافظة الدقهلية منذ 5 سنوات، والتى لامس فيها حب أهلها للربابة والأصالة، مشيرا إلى أنه سعيد لكونه قادر على إسعاد الأطفال الذين يلتفون حوله بمجرد سماع مقطوعاته الموسيقية، فضلا عن تعليمهم طريقة العزف عليها. واستطرد أنه بدأ يبيع الربابة فى المحافظات منذ أن كان سعرها نصف جنيه، ويقبل عليها عدد كبير من الناس، وظل صامدا فى العمل رغم كونها مهنة غير مربحة، لا توفر احتياجات أسرته وأبنائه السبعة؛ لقلة المقبلين على شراء آلة الربابة، مشيرا إلى أن ذلك كان الدافع وراء كثرة تنقلاته بين المحافظات، فكان يبحث دوما عن المحافظة التى يقدر أهلها آلة الربابة بلا تقليل أو استهانه؛ ليوفر قوت يومه. وأشار إلى أنه ورث المهنة لأبنائه، حيث علمهم طريقة صنعها والعزف عليها؛ ليساعدونه ويجوبون معه لبيع الربابة بـ10 جنيهات فى مختلف مدن وقرى المحافظات، ليتمكن من توفير حياة كريمة لأبنائه السبعة، حيث يعزف ابنه سيف أجمل المقطوعات على الربابة، بينما يعزف ابنه الأصغر أحمد على آلة الرق، مشيرا إلى أن بالرغم من ضعف الدخل إلا أنهم راضين وسعداء بكفاحهم سويا وسعيهم نحو الرزق الحلال. وقال إنه يجوب شوارع مدينة المنصورة يوميا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى السادسة مساءا برفقة أبنائه، يقفون أسفل المستشفيات فى شارع جيهان والعمارات السكنية شارع الجلاء، يعزف على الربابة أجمل الألحان، ويلتف حوله الأطفال بمجرد سماع أصوات معزوفاته، حريصون على شراء الربابة منه وتعلم طريقة مسكها والعزف عليها. وأوضح أنه يصنع 100 ربابة أسبوعيا هو وابنه سيف، باستخدام الخشب والجريد والكتان، فيقوم بتجميع قطع الخشب الصغيرة ومن ثم يقوم بتنعيمها، ويصنع علبة صغيرة يثبتها بطرف الخشبة بأسمنت، ومن ثم يثبت خيوط الكتان على الخشبة، ويلون الخشب بالأصفر والأحمر؛ ليضفى على الربابة جمالا ورونقا خاصا ويجذب بها الأطفال. وأشار إلى أن أكثر ما يحزنه فى عمله، هو عدم تقدير الكثيرون لآلة الربابة، فيكون فى أسوأ حالاته عندما يقضى يوم كامل فى العمل دون أن يبيع آلة ربابة واحدة؛ كونها مصدر رزقه الوحيد، وسبيله الوحيد لأن يوفر دخلا لأسرته، يعنيه على الإنفاق عليهم وعلى مصاريف علاجه وعلاج ابنه المريض، وسداد ديونه التى تفاقمت عليه.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;