سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 فبراير 1974.. فى أول كارثة كروية فى تاريخ مصر.. مقتل 48 وإصابة العشرات فى استاد حلمى زامورا قبل دقائق من لقاء الزمالك و«دوكلا براغ» التشيكى وإلغاء المباراة

زحف عشرات الآلاف من جمهور الكرة فى مصر إلى نادى الزمالك لتشجيعه فى مباراته التى سيخوضها أمام الفريق التشيكى «دوكلا براغ» يوم 17 فبراير، مثل هذا اليوم، 1974، لكن الحدث انقلب إلى مأساة بمصرع 48 وإصابة العشرات، فى كارثة غير مسبوقة فى تاريخ مصر فى هذا المجال، ووصفت بأنها «أسوء حادث فى تاريخ كرة القدم المصرية»، حسبما ذكرت الصحف المصرية الصادرة فى اليوم التالى» 18 فبراير 1974. كان فريق «دوكلا براغ» من الفرق الكبيرة فى «جمهورية تشيكوسلوفاكيا» التى كانت تنتمى إلى أوروبا الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتى وقتئذ، وبانفراط تكتل أوروبا الشرقية فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى انقسمت إلى دولتين عام 1993 هما «التشيك» و«سلوفاكيا»، وحضر «دوكلا براغ» بكامل نجومه الدوليين ومنهم 6 من الفريق القومى التشيكى، بينهم ثانى أحسن حارس مرمى فى العالم، و5 من نجوم الفريق التشيكى تحت 23 سنة الفائز ببطولة أوروبا عام 1973، حسبما تذكر جريدة الأهرام يوم 15 فبراير 1974، مؤكدة «أن الفريق يلعب كرة قدم حديثة وحلوة». جاءت دعوة «دوكلا براغ» إلى مصر فى أجواء الأفراح التى كانت تعيشها مصر بسبب انتصارات حرب أكتوبر 1973، وكانت خريطة نشاط الفريق التشيكى أثناء زيارته تشمل اللعب 4 مباريات، الأولى مع الأهلى يوم 15 فبراير، والثانية مع الزمالك يوم 17 فبراير، ثم مباراتين مع المنتخب القومى المصرى، وكان دخل هذه المباريات مخصصا لصالح «جمعية الوفاء والأمل» التى تترأسها السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات، وفقا لـ«الأهرام» فى مقال تقريرى تعبوى كتبه الناقد نجيب المستكاوى يوم لقاء الأهلى و«دوكلا براغ» فى 15 فبراير، قائلا: «فى وسعنا جميعا أن نجعله يوما مشهودا فى تاريخنا الرياضى، بالإقبال بحيث نملأ المدرجات، وبالسلوك الرياضى الذى يرتفع إلى مستوى المسؤولية القومية، وبالمشاركة القلبية فى المعاونة لتنفيذ مشروعات جمعية الوفاء والأمل من أجل المقاتل المصرى الشجاع، ولنتكاتف لنجعل دخل المباراة رقما قياسيا مصريا جديدا». انتهت مباراة الأهلى بالتعادل، وليس فوز الأهلى 2 /1 كما تذكر بعض المواقع الإخبارية، وتخطئ هذه المواقع أيضا فى القول بأن المباراة أقيمت فى ستاد «مختار التتش»، والصحيح أنها أقيمت فى «استاد القاهرة»، وبعد يومين كانت جماهير الكرة على موعدها مع مباراة الزمالك الذى كان فى ماضيه سجل مشرف من الانتصارات على الفرق الأجنبية، أشهرها فوزه على فريق ويستهام الإنجليزى بخماسية يوم 30 نوفمبر 1966، وذهبت آمال الزملكاوية إلى تكرار نفس النتيجة، فزحف إلى استاد «حلمى زامورا» فى ميت عقبة نحو 80 ألفا فى حين أنه لا يتسع لأكثر من 45 ألفا، ما أدى إلى وقوع المأساة. تذكر صحيفة الأخبار فى عددها يوم 18 فبراير 1974، أنه قبل الساعة الثالثة من بعد الظهر (كانت المباريات وقتئذ فى الثالثة أثناء الشتاء، وتكون فى الصيف تحت الأضواء الكاشفة)، وقبل دقائق من بداية المباراة التى احتشد لمشاهدتها 80 ألفا من حملة التذاكر ضاقت بهم مدرجات الملعب الذى لا يتسع لأكثر من 45 ألف متفرج، فتكدسوا وراء السور الحديدى المحيط بأرض الملعب يدفعون بعضهم بعضا، ويضغطون على السور الحديدى حتى انهار جزء منه، واندفعت الألوف فوق حطام الجزء المنهار من السور إلى أرض الملعب فرارا من الضغط الهائل الذى تعرضوا له، فسقط العشرات تحت الآلاف المندفعة، وزاد من عدد القتلى انهيار جزء من المدرجات الخرسانية للدرجة الثالثة، والتى كانت تضم وحدها 35 ألف متفرج. تضيف الأخبار فى وصفها للحدث: «كان الفريقان قد نزلا إلى أرض الملعب الذى امتلأت جوانبه بآلاف المتفرجين، ورفض الحكم أحمد محرم إقامة المباراة، وظل الموقف متجمدا بعض الوقت، غير أن انهيار أجزاء أخرى من السور الخرسانى تسبب فى اندفاع آلاف أخرى داخل الملعب، وخلال اندفاع هذه الحشود فوق الأسوار المحطمة، كان العشرات يستلقون بعضهم فوق بعض، وكان عدد الضحايا يتزايد». فرضت المأساة نفسها على المسؤولين فى ضرورة اتخاذ موقف سريع وحازم وهذا ما حدث حسبما تذكر الأخبار التى تقول: «نزل اللواء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومعه المهندس محمد حسن حلمى رئيس نادى الزمالك ووكيل اتحاد كرة القدم إلى أرض الملعب، بعد أن بات واضحا أنه من المستحيل أن تتم المباراة، وبعد أن بات واضحا من الاستغاثات أن هناك عشرات من الضحايا تحت أقدام الحشود التى كانت تواصل اندفاعها، تقرر إلغاء المباراة».



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;