تحذير من صحوة اليمين المتطرف فى الغرب.. CNN: مد جديد للشعبوية فى أمريكا وأوروبا يتجسد فى سيطرة ترامب على الجمهوريين وفوز أوربان بالمجر وصعود لوبان بفرنسا.. يتغذون على الضغوط الاقتصادية والعداء للمهاجر

جاءت نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، وما سبقها من فوز رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان فى الانتخابات هذا الشهر، لتؤكد صعود جديد لليمين فى الدول الغربية، وأثار ذلك تحذيرات من تكرار لموجة صعودهم السابقة والتى تجسدت فى التصويت على خروج بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة عام 2016. وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن مدا جديا من الشعبوية المتطرفة، التى تتغذى على الضغوط الاقتصادية والعداء للمهاجرين والحروب الثقافية، يتحدى الدول الديمقراطية الرئيسة من الداخل، فى نفس الوقت الذى تصعد فيه روسيا هجومها الأكثر وحشة على "النظام الليبرالى الغربى" منذ عقود. وأوضحت الشبكة أنه فى فرنسا والولايات المتحدة والمجر ومناطق أخرى، يبدو أن الوسط يخرج من السياسة حيث يخسر المعتدلون أمام الراديكاليين من اليمين واليسار، فى ظل استياء عام واسع بعد عامين من الوباء الذى شهد قيام الحكومات بفرض قيود كبيرة على الحربات الفردية. فقبل 17 شهرا فقط، فازت حملة أمريكية يقودها سياسى مخضرم ينتمى إلى المؤسسة، وهو الرئيس جو بايدن، الذى خاض حملته باعتباره معتدلا فى مواجهة من السلطوى المتمنى، وهو دونالد ترامب، وبدا أن هذا الانتصار يبشر بنهاية الطريق للرئيس الشعبوى السابق. إلا أن الجمهوريين لا يزالوا يتلفون حول ترامب، وأيد الكثير منهم ما يقوله بشأن تزوير الانتخابات للفوز بتأييد أنصاره، كما يبدو أن الجمهوريين فى طريقهم لاستعادة مجلس النواب، وربما الشيوخ أيضا، فى الانتخابات النصفية المقررة الخريف المقبل. ويعتمدون بشكل كبير على الإحباطات العميقة حول البلاد من ارتفعا الأسعار وارتفاع تكاليف الوقود التى لم يستطع بايدن وقفها. وفى فرنسا يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون، رمز نخب التكنوقراط، معركة شرسة لمدة أسبوعين لهزيمة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان المعادية للهجرة وللإسلام والمؤيدة لبوتين. وذهب التقرير إلى القول بأن جناح السياسة الأوروبية الموالى لترامب حقق فوزا واحدا أسعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد أن احتفظ رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بمنصبه فى فوز ساحق فى انتخابات أجريت هذا الشهر وأوروبان هو شخصية مفضلة لحركة "جعل أمريكا عظيمة مجددا" واستفاد، بحسب التقرير من تلاعبه فى تقسيم الدوائر الانتخابية ومروجى الدعاية الموالية له لدحض ما قيل عن أن شعبيتة تتلاشى. ورأت "سى إن إن" أن استمرار سيطرة ترامب على سياسات الحزب الجمهورى وانتصار أوربان، والسباق المتقارب بين ماكرون ولوبان فى انتخابات فرنسا قد سلط الضوء على أن الهياكل الراسخة للديمقراطية فى الدول الغربية لا تزال ضعيفة، ليس فقط أمام القوى الخارجية المعادية مثل تدخل بوتين فى الانتخابات، ولكن أيضا تصور أن السياسيين التقليديين غير قادرين على حل مشاكل الناس. وذهب التقرير إلى القول بأن أسوأ التنبؤات لأداء ماكرون فى الجولة الأولى من الانتخابات لم تتحقق، حيث فاز بفارق خمس نقاط مئوية، إلا أن حملته الباهتة منحت لوبان انفتاحا على توصيف الرئيس الذى طالما صارع لإظهار تفهمه للصعوبات الاقتصادية التى يواجهها الناخبون، بأنه غير مبال بالتضخم المرتفع وأسعار الطاقة. وبينما كان يضع نصب أعينه على الجولة الثانية من السباق الانتخابى، صور نفسه كحصن ضد الشعبوية والتطرف داخل فرنسا وخارجها. وقال إنه يريد أن تكون فرنسا جزءا من اتحاد أوروبى قوى وتواصل إنشاء التحالفات مع الديمقراطيات الكبرى فى العالم لحماية نفسها، ولا يريد أن تترك فرنسا الاتحاد الأوروبى ويكون فيها فقط الشعبويون الدوليون وكراهية الأجانب. وبعد الاختفاء الفعلى لمعارضة يمين الوسط فى السياسة الفرنسية، ذهب حوالى 50% من الأصوات إلى الأحزاب المتطرفة من اليمين واليسار. واعتبرت الشبكة أن هذا يشبه فى بعض النواحى تراجع الجمهوريين المعتدلين فى واشنطن من قبل أصحاب نهج ترامب السلطوى "أمريكا أولا". وفى الولايات المتحدة، فاز بايدن فى 2020 بالتودد إلى الضواحى المعتدلة، إلا أن التقدميين نجحوا فى دفع رئاسته نحو اليسار بمجرد توليه المنصب مما أدى إلى نفوز المزيد من الناخبين المنتمين إلى الوسط. وحذرت "سى إن إن" من احتمالية تكرار السيناريو الذى حدث فى عام 2016 عندما صوتت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبى، والذى تلاه لحظة فوز ترامب وتحطيم آمال منافتسته الديمقراطية هيلارى كلينتون. وقال التقرير أنه بعد ست سنوات، يبدو أن هناك نذر سيئة للديمقراطيين عبر القناة الإنجليزية. فقد استطاعت لوبان أن تقوم بتنشيط حملتها وعقد مسيرات متعددة فى المناطق الريفية وسلطت الضوء على حصيلة التضخم التى أدت إلى ارتفاع تكلفة المعيشة وتفاقمت بسبب الأثر الاقتصادى للحرب فى أوكرانيا.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;