الصحف الأمريكية: تركيا ظلت لسنوات قاعدة خلفية لداعش وتدفع الآن ثمن مواجهته.. أنقرة تخوض لعبة "القط والفأر" مع التنظيم الإرهابى.. وخروج فرنسا من أوروبا يكتب نهاية وحدتها

تركيا ظلت لسنوات قاعدة خلفية لداعش وتدفع الآن ثمن مواجهته اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالتعليق على التفجير الانتحارى الذى ضرب مطار إسطنبول مساء الثلاثاء الماضى، وقالت إن تركيا ظلت لسنوات بمثابة قاعدة خلفية ونقطة عبور لمقاتلى تنظيم داعش، وهو الذى من الممكن أن يكون حماها من العنف. ويقول المحللون، إن أنقرة تدفع ثمن تشديد الرقابة على حدودها والسماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية تركية لتوجيه الضربات ضد التنظيم الإرهابى. وقالت الصحيفة إنه عندما كان يتم انتشال جثث مقاتلى داعش من ساحات المعارك فى سوريا، غالبا ما كان يعثر على الأختام التركية على جوازات السفر الخاصة بهم، حيث أن آلاف المجندين كانوا يعبرون بها فى طريقهم للالتحاق بالتنظيم الإرهابى.

وكان المقاتلون يطلبون أقاربهم فى الخارج غالبا باستخدام أرقام هواتف محمولة تركية. وعندما كانوا يريدون الأموال كانوا يتوجهون إلى مكاتب "ويسترون يونيون" فى جنوب تركيا، بحسب ما أفادت وثائق قضائية واستخباراتية. ومنذ بداية صعود داعش على خلفية الفوضى الناجمة عن الحرب السورية، لعبت تركيا دورا مركزيا، وإن كان معقدا، فى قصة التنظيم.

فظلت على مدار سنوات قاعدة خلفية ونقطة عبور وبازار تسوق لداعش، وقد حمى هذا أنقرة فى البداية من عنف التنظيم فى كل مكان. ويقول المسئولون الغربيون والأتراك، إن تفجيرات إسطنبول الأخيرة تحمل بصمات داعش. ويقول المحللون إن تركيا تدفع ثمن تكثيف تحركها ضد التنظيم. ففى ظل ضغوط دولية متزايدة، بدأت أنقرة غلق حدودها العام الماضى، وقامت باعتقال وترحيل المسلحين المشتبه بهم. وفى الصيف الماضى سمحت تركيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية لتحليق طائراتها فوق أراضى التنظيم فى سوريا والعراق. وفى افتتاحيتها، قالت نيويورك تايمز إن استهداف تركيا من قبل داعش ليس بالأمر المفاجئ. فلوقت طويل، قللت حكومة أنقرة من تهديد التنظيم، حتى على الرغم من أنها ركزت على جماعات أخرى فى سوريا فى محاولة للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد.

وأكدت الصحيفة أن الهجوم الإرهابى يأتى فى لحظة ضعف للرئيس التركى رجب طيب أردوغان. فقيادته الاستبدادية قد أقلقت حلفائه فى الناتو، خاصة وأنه يواجه أزمات متعددة منها تدفق اللاجئين السوريين فى بلاده والحرب مع الأكراد التى يجب أن يحاول أكثر احتوائها. وقالت الصحيفة إن داعش ليست مشكلة أردوغان وحده. فالتهديد المتنامى لتركيا هو السبب الأحدث التى يجعل هناك ضرورة لعمل الولايات المتحدة مع شركائها معا لهزيمة التنظيم فى سوريا والعراق.

تركيا تخوض لعبة "القط والفأر”مع تنظيم داعش وصفت صحيفة واشنطن بوست المواجهة بين تنظيم داعش وتركيا بأنها أشبه بلعبة القط والفأر.

وقالت الصحيفة إن الهجوم الإرهابى على المطار الرئيسى فى إسطنبول يوم الثلاثاء الماضى هو تذكير مأسوى بمدى ضعف تركيا أمام العنف المسلح، كما أنه مؤشر آخر على المدى الخطير لتنظيم داعش. فالجماعة الإرهابية لم تعلن بعد مسئوليتها عن التفجيرات الثلاثة التى أودت بحياة 41 شخصا وأدت إلى إصابة المئات يوم الثلاثاء، إلا أن كلا من المسئولين الأمريكيين والأتراك يرون أن التنظيم له يد فى هذا الهجوم البشع.

وقال سونر كاجاباتى الخبير فى الشأن التركى بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إنه لو كان تنظيم داعش يقف خلف الهجوم، فسيكون هذا بمثابة إعلان حرب. فهذا الهجوم مختلف من حيث مداه وتأثيره وسقوط العشرات فى قلب العاصمة الاقتصادية لتركيا. وأوضحت الصحيفة إن الهجوم ليس بمختلف كثيرا عن غيره من الهجمات الأخرى، من ناحية.

فإرهابيو داعش المشتبه بهم قد قتلوا بالفعل المئات فى تركيا، ويظل التفجير الذى استهدف مسيرة لليساريين فى أنقرة العام الماضى أسوأ هجوم إرهابى فى التاريخ الحديث للبلاد. إلا أن الفوضى التى شهدها مطار أتاتورك تمثل لحظة جديدة خطيرة. فعلى العكس من الهجمات السابقة للتنظيم فى تركيا، حيث كان "الذئاب المنفردة”يضربون أهدافا ناعمة، فإن الهجوم الأخير كان يحمل السمات الخاصة بضربات الإرهابيين فى بروكسل هذا العام، والتى شملت هجوما منسقا على المطار الرئيسى للعاصمة البلجيكية. وقد أدى هجوم إسطنبول إلى تجديد المخاوف من تراجع فى صناعة السياحة فى تركيا، التى تمثل أكثر من 10% من دخل البلاد. وحتى فى ظل ما يعانيه داعش من هزائم فى المعارك بسوريا والعراق، فإن وكلاء التنظيم كانوا قادرين على شن إرهابا واسعا، وقاموا بضرب واحدا من أكثر المطارات تأمينا فى العالم، كما هو مفترض، وهو ما يثير قلق كبار المسئولين الأمريكيين. وذكرت الصحيفة أن تركيا كانت قد دخلت فى صدامات حامية مع داعش فى الأشهر الأخيرة على طول حدودها. ووفقا لأحد الشهادات، فإن الجيش التركى قتل حوالى ألف من مقاتلى التنظيم هذا العام.

خروج فرنسا من أوروبا يكتب نهاية وحدتها قالت مجلة "فورين بوليسى”إن الأزمة القادمة التى ستواجه الاتحاد الأوروبى، بعد خروج بريطانيا منه، ستكون خروج فرنسا، وهو الأمر الذى سيثبت أنه أسوأ للجميع.

فخروج اليونان من الاتحاد الأوروبى سيكون مأساة لكن تأثيره محدود. كما أن تصويت بريطانيا بالانفصال عن اوروبا ورغم أن زلزالى، إلا أن لا ينقلب على بروكسل بالضرورة. لكن لأسباب تاريخية ومؤسسية، فإن وجود أزمة مع فرنسا سيكون كارثيا. ففرنسا التى كانت السبب الرئيسى فى ميلاد الاتحاد الأوروبى، تخاطر الآن بأن تكون هى من يكتب نهايته. فلم يكن دمار الحرب العالمية الثانية قد تطهر تماما عندما وضعت فرنسا أساسات الاتحاد الأوروبى، لكن مسئوليها كانوا السبب الرئيسى فى دفع أوروبا نحو الوحدة. ويعتقد الفرنسيون، وهم محقون، انه لا يمكن أن تكون هناك أوروبا بدونهم..

وحذرت الصحيفة من تداعيات كارثية يمكن أن تحدث لو خرجت فرسنا من الاتحاد الأوروبى منها انهيار المؤسسات الدولية وانحسار الاقتصاد الوطنى وظهور مجتمعات جديدة من المهاجرين وعودة الصناعات والأعمال القديمة.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;