ذكرى رحيل "ملك الصبا" و"كروان التلاوة" الشيخ أبو العينين شعيشع.. أصغر قارئ يلتحق بالإذاعة وعمره 17 عامًا.. استعانت به الإذاعة لاستكمال مقاطع مفقودة للشيخ محمد رفعت.. أول مصرى يتلو القرآن مرتلاً بالمسج

"كيف لهذا الولد أن يعتلى مكان الكبار".. عبارة قد تكون كفيلة بأن تقتل موهبة في بدايتها، أو طموح شاب صغير في أن يصبح مميزًا في شيئ يحبه ويتقنه، غير أن الشاب الذى نكتب عنه اليوم بمناسبة ذكرى رحيله، أبى إلا أن يبدأ في عرض موهبته في تلاوة القرآن الكريم، أمام الحضور غير عابئ بهذه الكلمات، حتى أجبرهم على الاستماع إليه من شدة عذوبة صوته وهو طفل لم يتعد 14 عامًا، لتتبدل عبارات السخت والضجر من صعود هذا الطفل إلى دكة الكبار "دكة التلاوة"، إلى عبارات استحسان لصوته العذب. "كروان التلاوة" "ملك الصبا".. هكذا لٌقب واحد من أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم العربي، الشيخ أبو العينين شعيشع، والذى اختير نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988، خلفاً للشيخ الراحل عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته في مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 2011. ولد الشيخ أبو العينين شعيشع، في مدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، فى 12 أغسطس عام 1922، وكان الابن الثانى عشر لأبيه، ويحكى شعيشع عن والده قائلاً: "والدى كان يريد إلحاقى بكلية الشرطة لأصبح ضابط بوليس غير أنه توفى وعمرى 9 سنوات وبعدها بنحو عام نصح بعض الأهل والدتى بأن تلحقنى بكٌتاب القرية لأحفظ القرآن الكريم، وبالفعل التحقت بالكتاب وحفظت القرآن وعمرى 12 عامًا". كان للشيخ أبو العينين أخًا من مشاهير قراء الوجه البحرى في ذلك الوقت، وهو الشيخ "أحمد شعيشع"، وكان الشيخ أبو العينين يذهب معه في الحفلات والعزاءات التي يتلو بها ليقابل مع شقيقه القراء ويستمع إليهم، من بينهم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والشيخ محمد الصيفى والشيخ محمد رفعت، وذات ليلة كان الشيخ أحمد متعباً، فحل محله الشيخ أبو العينين، وسمعه الشيخ محمد رفعت فأعجب به، وتنبأ له بمستقبل باهر، وبدأ صيته ينتشر في القرى المجاورة. في عام 1939 التحق الشيخ أبو العينين شعيشع، بالإذاعة وعمره 17 عامًا فكان أصغر قارئًا يلتحق بالإذاعة، وعرف عنه تأثره بالشيخ محمد رفعت، ولما كان شعيشع متأثرًا بالشيخ محمد رفعت، حتى أن الإذاعة استعانت به لإصلاح أجزاء تالفة من تسجيلات الشيخ محمد رفعت دون أن يحصل على أجر، ورغم تأثره بالشيخ محمد رفعت إلا أنه رسخ مدرسة خاصة به واتخذ أسلوبًا فريدًا في التلاوة وذلك بداية من منتصف الأربعينيات، وبدأت شهرته ومدرسته الخاصة تذيع صيتها في مصر والعالم، وكان أول قارئ مصري يتلو القرآن الكريم في المسجد الأقصى مرتلاً. وفى عام 1969م عُين الشيخ أبو العينين شعيشع، قارئاً لمسجد عمر مكرم بميدان التحرير وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب عام 1992م، وقبل ذلك انتُخب نقيباً لنقابة القراء في عام 1988م، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته، كما عُين عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة. حصل الشيخ أبو العينين شعيشع، على وسام الدولة عام 1989 كما حصل على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا، وفلسطين، وأوسمة من تركيا، والصومال، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة، وبعض الدول الإسلامية. فى بداية الستينيات أصيب الشيخ أبو العينين شعيشع، بمرض أثر على أحباله الصوتية فلم يستطع القراءة، ثم عاد إلى التلاوة من جديد بعد شفائه، إلى أن توفى في مثل هذا اليوم 23 يونيو 2011 عن عمر يناهز 89 عامًا، تاركًا إرثًا من التسجيلات الخالدة للقرآن الكريم ومدرسة خاصة يسير في خطاها تلاميذه من شباب القراء.










الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;