أكد فرانك هارتمان سفير ألمانيا بالقاهرة، على قوة العلاقات المصرية الألمانية، والتي ظهرت خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشير ا إلي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي وصل إلي 5 مليار دولار، ومتوقع زيادتها إلي 10 مليارات دولار، وفقا للعقود الجديدة التي وقعت للاستثمار في مجالات متعددة منها، الآلات والماكينات، والسيارات والسلع المنزلية والدواء، وكذلك استيراد السلع الغذائية وغاز ونفط ومنسوجات، وبعض المنتجات سابقة التجهيزمن مصر.
وتحدث سفير ألمانيا في مؤتمر صحفي صباح الخميس، عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى ألمانيا، وعقده لقاءات رفيعة المستوى مع المستشار الألماني أولاف شولتز، ومشاركته في حوار بطرسبرج للمناخ فى العاصمة الألمانية برلين، والذى تم برئاسة مشتركة من مصر وألمانيا.
وأشار إلى اجتماع الرئيس السيسى، خلال زيارته، في مائدة مستديرة مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الصناعية الألمانية، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين الألمان، وبحضور وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والبترول والثروة المعدنية، والنقل، والتجارة والصناعة، كما التقى الرئيس السيسي نظيره الألماني فرانك شتاينماير.
ولفت السفير الألماني إلى أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات الأوضاع فى أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية السلبية على المستوى العالمي، إلى جانب مستجدات جائحة كورونا، وظاهرة تغير المناخ فى ظل عقد حوار بطرسبرج، واستضافة مصر المرتقبة القمة العالمية للمناخ فى نوفمبر من العام الحالي.
كما تم التطرق إلى تطورات الأوضاع في كل من شرق المتوسط وليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد الرئيس السيسى فى هذا الصدد، أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضى الدول وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم توفير الأساس الأمنى اللازم لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها، للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.
وأكد فرانك أن التعاون مع مصر يشكل أيضا العلاقات الإقليمية، مثل ما يخص العلاقة بين إسرائيل وفلسطين حيث تؤيد ألمانيا قرار حل الدولتين برغم صعوبته، مشيرًا إلي التعاون مع مصر من أجل الوصول إلي هذا الهدف واستقرار الاوضاع في غزة، وذلك في إطار ما يعرف بمجموعه ميونيخ التي تضم في عضويتها ألمانيا وفرنسا ومصر والاردن.
ولفت فرانك إلي وجود عدد من الصعوبات الحالية التي تحول دون تحقيق حل الدولتين، متمثلة في الاحتلال المستمر الدول للأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات وهو الأمر المخالف للقانون الدولي، وكذلك ما يتعلق ببنية تحتيه تربط بين المستوطنات وهو غير مشروع ويصعب الوصول الي حل بالإضافة إلي وجود انشقاق في الحكومة الاسرائيلية وصعوبة عمليه المباحثات والمشاورات لعدم وجود شريك قوي .
وأكد فرانك هارتمان، أن المستشار الألماني أولاف شولتز شكر الرئيس المصري علي ثقته التي يوليها للتكنولوجيا الألمانية، سواء في مجال البنية التحتية أو الطاقة منها على سبيل المثال تولي شركة سيمنز انشاء خط السكة الحديد بتكلفة 8 مليارات دولار.
وأشار هارتمان إلي اهتمام مصر وثقتها بنظام التعليم الألماني، مشيرًا إلي اجتماع مع طارق شوقي وزير التربية والتعليم للتفاوض على توسيع العمل في هذا المجال و تنفيذ مشروع لبناء مدارس ألمانية جديدة في مصر، ويتوقع الجانب المصري تدريب المدرسين المصريين فيما يعرف باكتساب المهارات مؤكدًا استمرار المفاوضات.
وأشار السفير الألماني إلى ترحيب حكومته بالحوار الوطنى المنعقد في مصر والذى يدعم حقوق الإنسان في مصر، ويقود إلى مزيد من الإصلاحات لتعزيز دولة القانون، والمشاركة السياسية، وكذلك قرار الرئيس المصرى بجعل عام 2022 عام المجتمع المدنى يعزز ذلك.
وأكد السفير الألماني تطرق الرئيس السيسى مع أولاف شولتز إلى قضية سد النهضة أثناء الزيارة، مؤكدًا رأى ألمانيا بضرورة وجود حل تفاوضي متعدد الاطراف بين الدول المعنية مصر واثيوبيا والسودان ودول اخري مرتبطة بهذا الملف، مشيرًا إلى أن الاتحاد الافريقي عليه مسئولية كبيرة في ذلك.
وأشاد سفير ألمانيا بدور مصر من أجل مكافحة الهجرة غير شرعية،سواء بتأمين الحدود مع ليبيا او تامين الحدود البحرية في البحر المتوسط، وهو اساس قوى للتعاون بين الجانبين، موضحًا وجود مشروع مشروع تعاون ملموس مع الجانب المصرى في هذا المجال .
كما أشار هارتمان إلي مشاركة ألمانيا موقف مصر تجاه الأوضاع في ليبيا وضرورة استقرارها من خلال انتخابات تشكل الأساس الذي يتعين عليه تشكيل حكومة ليبيه موحدة، موضحا أن إجراء الانتخابات هو الخطوة التي يتعين علي اساسها تشكيل الحكومة والمانيا تساهم فيما يسمى بعملية برلين والتى تشكل الاطار لذلك، والتي تشكلت منها مجموعه منها مصر وتركيا والمانيا وبريطانيا والتي تجتمع اليوم لدفع عجلة الاوضاع السياسية في ليبيا من اجل الوصول الي مرحلة الانتخابات.
وأكد سفير ألمانيا وجود تعاون مشترك مع مصر لمواجهة التغيير المناخى الذى يعد أكبر المخاطر التي تواجه العالم حاليًا رغم أزمات الطاقة والغذاء والحرب، لذلك فالحكومة الألمانية ملتزمة بدورها في الوصول إلى اهداف اتفاقية باريس لتقليل حجم الانبعاثات، والمشاركة الفعالة في صندوق المناخ الأخضر الذى يمثل رأس ماله 100 مليار دولار.
وأكد السفير الألماني علي أن العالم الأوروبي يعرف جيدًا هدف مصر والرئيس من استضافة مؤتمر المناخ المقبل، والمتمثل في تقليل الاضرار المناخية التي سوف تعود علي الدول الاكثر تضررا وهي الافريقيه من جراء التغييرات المناخية ، وإيجاد توازن ما بين تخفيف الأضرار وتقليل الانبعاثات الضارة والتكييف مع التغييرات الناجمة فيما يسمي التوازن بين المحورين ونحن في حاجة الي خطط عمل وطنية طموحة قابلة للمراجعه والتنفيذ وهو ما نؤكد عليه في المباحثات التي أجريناها حتي الان .
وأوضح السفير الألماني إلى زيادة التعاون بين مصر وألمانيا، في بناء محطة الطاقة الشمسية في منطقة الزعفرانة ومنطقة خليج السويس، بعد أن أدت الازمة الأوكرانية إلى رفع أسعار الطاقة في اوروبا بصفة عامة، ونأمل في زيادة نسبة انتاج الطاقة المتجددة من 38 الي 80% بحلول عام 2030 ، مشيرًا إلى وجود محور جديد للتعاون بين مصر وألمانيا متمثل في الطاقة الخضراء، كما أن مصر لديها الطموح في تصدير الغاز المسال إلى أوروبا، ونعمل على تعزيز وتمثين جهودها في هذا الشأن.
وأكد فرانك هارتمان أن ألمانيا لا تريد العودة إلى الفحم كمصدر للطاقة، ولكن بما أن الشتاء قادم ومع ارتفتع سعر الغاز 3 مرات، هناك كثير من الاسر لاتتحمل ذلك، وفي حالة عدم القدرة علي ايجاد بدائل من الممكن ان نعود بصفه مؤقته لتوليد الكهرباء وليس للتدفئة ، قائلًا: نحن لدينا اهداف طموحة لتوليد كهرباء من طاقة متجددة، والفحم سيكون من باب الاستثناء الضروري ولكن هدف المانيا هو التخلص من الفحم بحلول 2030.