"الذهب الأبيض الكنز اللى فتح فى غيطان الشرقية".. وكيل الزراعة: المساحات المنزرعة تخطت الـ56 ألف فدان.. والقطن حاليا فى مرحلة الازدهار.. الزارعون: المحصول يمثل لنا فرحة بالغة وكل مناسباتنا الحلوة ارتبط

"زهرة يا قطن يا أبيض يا فرحة قلب الفقير.. بالخير جاى فى ميعادك جاى تغيت المستجير".. هذه الكلمات كان يرددها عدد من المزارعين أثناء جنى محصول القطن، للتعبير عن فرحتهم البالغة بموسم الجنى لما يمثله محصول القطن للفلاح من فرحة باللغة أهمية كبيرة فقد كان السند والفرحة الكبيرة للأسرة المصرية بالقرى والنجوع وكان بمثابة المنقذ والأملوظل القطن المصرى لفترة كبيرة من أهم مصادر الدخل القومى لمصر حتى سمى بالذهب الأبيض نظرا للقيمة الاقتصادية له، ولأنه يعمل على تشغيل الزراعة والفلاحين ويستخدم منتجاته فى عدة صناعات منها الغزل والنسيج وبذوره كعلف للمواشى، ويصدر للخارج فيوفر العملة الصعبة، ولذلك ألفوا له الأغانى والقصائد، وارتبطت كل المناسبات عند الفلاح بجنى القطن فتقام الأفراح مثلا، والزواج، ومثيلاتها من المناسبات لأبناء الفلاحين بعد بيع القطن. وقال المهندس على لاشين، وكيل عام مديرية الزراعة بالشرقية، إن القطن حاليا فى مرحلة الازدهار، مما يتطلب متابعات يومية من قسم المكافحة بالمديرية توعية المزارع بمراحل تلك المرحلة، قبل أن يشير إلى أن المساحات المنزرعة بالقطن هذا العام تخطت الـ56 ألف فدان الزراعة، بزيادة قدرها 20 ألف فدان عن العام الماضى ببذور منتقاة من صنف جيزة 94 الذى يتميز بالنمو الثمرى عن الخضرى وغزارة ثماره وملائمته للظروف الجوية ومقاومته للأمراض بالإضافة إلى نضجه مبكرا عن الأصناف الأخري،هذا علاوة على تحقيقه إنتاجية مرتفعة تتراوح ما بين 8 إلى 13 قنطار /فدان كما أن هذا الصنف مطلوب فى الأسواق العالمية. وقال المهندس أشرف الدمرداش مدير الإرشاد بمديرية الزراعة بالشرقية، أن زراعة محصول القطن تبدأ فى منتصف شهر أبريل لتستمر حتى منتصف يونيه، ولم يسمح بالزراعة بعد هذا الموعد لتجنب الآثار السلبية للزراعات المتأخرة متمثلة فى ضعف الإنتاجية وزيادة احتمالات الإصابة بالآفات نتيجة تعرضها لموجات الحر المتتالية، وقد تمت زراعة مساحات كبيرة فى المراكز الشمالية بالمحافظة، وهى الحسينية ومنشأة ابو عمر وصان الحجر و أولاد صقر وكفر صقر وأبو كبير وديرب نجم وبلبيس، وذلك لخصوبة التربة وتوافر الظروف المناخية الملائمة لزراعة القطن هذا علاوة على وقوعها فى نهايات الترع واكتساب المزارعين فى تلك المناطق خبرات موروثة عن آبائهم بقدرتهم على تحقيق اعلى إنتاجية. فيما قال "كامل الشعراوى" مزارع من قرية تل مسمار مركز الزقازيق بالشرقية، إنه قام بزراعة مساحات كبيرة من أرضه بمحصول القطن زيادة عن العام الماضى، وذلك بعد نجاح منظومة التسويق من قبل الحكومة العام الماضى، مما أسهم فى زيادة سعر قنطار القطن وتخطى الـ 5000 جنيه، والقطن قديما كان يمثل سند وفرحة بالغة للفلاح حيث كانت كل المناسبات الاجتماعية من أفراح تأتى بعد بيع محصول القطن. فيما نظمت مديرية الزراعة بالشرقية، العديد من الندوات والمتابعات بأحد الحقول الإرشادية المزروعة بمحصول القطن فى حضور الدكتور مصطفى عرابي، والدكتور حسن أمين، والدكتور محمد عبد السلام ،من معهد بحوث القطن، والمهندس محمود الشناف، اخصائى القطن بالمحافظة، بحضور عدد من المزارعين لاستعراض أهم التوصيات والمعاملات الزراعية عند زراعة القطن واستعراض أصناف القطن الجديدة عالية الإنتاجية ومبكرة النضج وموفرة للمياه، وتم فتح باب المناقشة والرد على أسئلة واستفسارات الحاضرين من مزارعين القطن، وأشاد المزارعون ومهندسو الإرشاد بدور مديرية الزراعة فى تنظيم الندوات الإرشادية وورش التدريب لتوعيتهم بكيفية استخدام أحدث الأساليب العلمية فى الزراعة وتحقيق أعلى انتاجية للمحاصيل الزراعية. كما تناول الحديث اهم المعاملات الزراعية المثلى للصنف جيزة 94 حيث انه من طبقة الاقطان الطويلة فى الوجه البحرى والذى يتميز بالمحصول العالى ووتصافى الحليج المرتفعة وهو صنف مبكر النضج، كما تم الحديث عن اهمية الخدمة الجيدة للتربة واضافة السوبر فوسفات اثناء الخدمة واهمية الزراعة فى الميعاد المناسب والاهتمام بالكثافة النباتية وتحديد مسافات التخطيط والمسافة بين الجور وعدد النباتات بالجورة ،وضرورة اجراء عملية الخف فى الميعاد المناسب او عند ظهور الورقة الحقيقية الثانية فى الزراعات المبكرة، وعدم تأخير عملية الخف لأنه يؤثر على المحصول والاهتمام بعمليات التسميد على أن يكون التسميد متوازن بين العناصر السمادية الثلاثة { النيتروجين – الفوسفور – البوتاسيوم } وضرورة اجراء عملية الرى فى الصباح الباكر وعدم التعطيش وعدم الرى وقت الظهيرة. بدوره، أشار الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إلى أن المحافظة بكامل أجهزتها التنفيذية تسعى لتذليل كافة العقبات التى تواجه المزارعين من خلال توفير التقاوى والبذور الجيدة ذات الإنتاجية العالية وتوفير الأسمدة بالإضافة إلى تنظيم الندوات الإرشادية واستخدام طرق الزراعة الحديثة لترشيد استخدام المياه بما يسهم فى زيادة إنتاجية الفدان وتحقيق الاكتفاء الذاتى وتقليل الاستيراد وزيادة الدخل القومي. فيما قال " محمد السيد" 65 عاما مزارع مقيم بمركز بلبيس، إنه حرص على زراعة محصول القطن هذا العام، بعد عزوفه عن زراعته لسنوات عديدة، لكن بعد نجاح منظومة التسويق العام الماضى، ووصول سعر القنطار إلى ما يقرب من 6000 جنيه فى بداية موسم الجنى شجع العديد من الفلاحين على زراعته هذا العام، بعد العزوف لعدم تحقيقه العائد المادى المتفق عليه فضلا عن أجر الأيدى العاملة، لكن ارتفاع سعر القنطار العام الماضى جعلنى أزرع هذا العام مساحات فدان ونصف بالذهب الأبيض الذى كانت تربطنا به ذكريات طفولية.


















الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;